هدى السيد تكتب: تربح من حزنك !
لحظات من العمر قد تسرقنا، وتخطف زهرة تفكيرنا .. تسوقنا إلى مستنقع الحيرة والعذاب، وتعبث بقلوبنا وعقولنا.
لحظات الحزن، بإحترام كافة المسببات، فإنها لحظات يضاعفها الشيطان عليك.. ليلق بك في غيابت الجب وحيدا حائرا تائها.. قد ضل الطريق!
لحظات قد تقرر فيها أشياء.. تعبث بمستقبلك لأنك قررتها عنوة.. وكم من عنوة خَلَّفَتْ كبوة.. وغابت!
أنا الكاتب الذي قرر أن يخفي معاني الحقيقة في سطور الهذيان.. ولم يأبه!
أنا من نسجت الشعور في كلمات عابرة.. وتركتها.. حائرة
أنا الكاتب الذي قرر التربح من حزنه شوقا لطريق غيره..
صدمت نفسي ذات مرة بفكرة خرافية تدعى "تربح من حزنك"، وأمطرت قلبي بتساؤلات عن منابع الضيق ومنتهاها!. ووجدت أني أزيد من حزن قد يكون في الأصل يتمتع بقابلية التحمل .. ولو أنني فكرت فيه من جهات أخرى لوجدته أمرا ليس بكل الكآبة التي أعيشها .. !
لبرهة من الزمن أُصْدَمُ للمرة المليون .. كم من معنى ضاق به الفؤاد ولم يخرج حرا طليقا؟!
كم من أهة لم تصدر من الحنجرة لتغرد أمانيها؟!
لعلني هذي المرة قررت سرقة حزني مني.. والتربح منه!
سألت نفسي ما هي حقيقة الحزن؟ وأنا لست من المهتمين بتعريفات الكلمات لأنني بالطبع لم استسغ تعريفا معينا لحقيقة ربما يظلمها تعريفها!
حقيقة الحزن تعني جرة القلم العنيفة على لوحتك.. وتعني أيضاً كتابتك لمقال قد يظن كل الناس أنهم فهموه وما هم بمدركيه!
حقيقة الحزن تكمن في التعبيرات وحركات أصابعك في الأعمال اليدوية وإبداعك في عملك بطريقة انت لم تعرفها من ذي قبل..
الحزن يُخَلِّف ابداعات عندما تستعين بالله فقط تجدها .. تربح الآن من حزنك ولا تدعه يتربحك كلك .. !
فتتلعم صنع زهرية.. وتحرك حزنك في حركات تؤتي ثمارها.. !
تعلم كيف تحيك ملابس لتصمم أجمل تصميماتك لو وضعت في بيوت الأزياء لألقت بها من نافذة غرفة حلمك .. ولأعجبت الناس!
كم من حزن تحول لفكرة خلفت مشروعا تربحت منه فنسيت سببه .. وأكملت مسيرتك!
دع الحزن يسري في أصابعك وعملك الذي تصنعه بيديك وأنت تترفع عن السقوط في قاعه داعيا من خلقك، محاولا إخراجه من قلبك ليديك .. وقتها فقط ستتربح من حزنك :) !