كيف نتجشأ؟ ولماذا؟
رغم أن التجشأ تصرف خارج عن الآداب العامة في كثير من الثقافات، لكنه شيء طبيعي تمامًا، ويحدث لجميع البشر دون استثناء، فقد خلق الله لنا أجسادنا في أحسن صورة، وجعلها ميسرة لما نحتاجه من الحركة والتحدث وتناول الطعام وهضمه وإخراجه.
لكن هل تساءلت من قبل لماذا نتجشأ؟ وهل هي حركة اعتباطية أم لها فائدة؟
يرجع السبب الأساسي للتجشأ إلى تلك البكتيريا الموجودة في الأمعاء، والمسؤولة عن تسهيل عملية الهضم. وتقوم تلك البكتيريا بتحويل الطعام غير المهضوم إلى «فيتامين ك» و«فيتامين ب»، وخلال هذه العملية تفرز هذه البكتيريا غازات مثل الميثان، والتي تجعلنا نتجشأ.
بالإضافة إلى أنك تلقائيًا، تلتقط الكثير من الغازات من الهواء، مثل الأكسجين والنيتروجين أثناء تناولك للطعام أو الشراب أو التحدث أثناء تناول الطعام، أو مضغ العلكة، أو التدخين، وبنهاية اليوم، تكون قد إبتلعت كثير من الغازات الإضافية والتي تحتاج لأن تخرج من جسدك بطريقة أو بآخرى.
ويقول خبراء بكلية الطب في جامعة «إنديانا» بالولايات المتحدة الأمريكية، أننا نطلق ما يعادل ربع جالون من الغازات يوميًا على الأقل. وتتجمع تلك الغازات في المنطقة العليا من المعدة، وتشكل ضغط على المعدة حتى يتم إطلاقها من خلال الفم.
وكذلك فإن غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في المشروبات الغازية، يتسبب في زيادة الغازات في المعدة وبالتالي المزيد من التجشأ.
كذلك فإن الأطفال الذين يرضعون من الزجاجات الصناعية، يتناولوا مزيد من الغازات مع الحليب مقارنة بالأطفال الذين يرضعون بطريقة طبيعية، لذلك فهم يحتاجون إلى مساعدة أكبر لكي يتجشأوا.
فالجهاز الهضمي للأطفال غير ناضج كفاية لكي يتجشأوا وحدهم، وإنما يحتاجون أن يربت أحدهم على ظهورهم ليساعد الغازات المحبوسة في المعدة على الخروج.
لماذا نصدر أصواتًا عند التجشأ؟
عندما نتحدث فإننا نرسل دفعة هواء من داخل الرئة إلى الأحبال الصوتية لكي تعمل وتصدر أصواتنا، بينما عندما نتجشأ فإن الغازات التي تصدر من المعدة تكون على شكل فقاعة هوائية مستقلة عن الهواء الموجود بالرئة...
..ولذلك فهي تخرج في صدى مستقل أيضًا عن الأحبال الصوتية، ويكون هذا الصوت قويًا بعض الشيء لأن هذه الفقاعات تحتوي على نسبة عالية من من الطاقة.
المصادر