شيماء عبد العال تكتب: ماذا لو قرر الرجال العودة للمريخ؟
"الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" هكذا اعتقد الكاتب الأمريكي "جون جراي"، حينما قرر تشبيه الفارق بين طُرق تفكير النساء والرجال على هذا الكوكب.
ولكن ماذا لو تخيلنا أن الرجال حقًا يرجع أصلهم إلى كوكب المريخ، وحياتهم على كوكب الأرض كانت كـ"ترانزيت" في رحلتهم حول الكواكب؟ ماذا لو قرر الرجال، بعد اكتشاف المياه على المريخ، العودة إلى موطنهم الأصلي، وترك الأرض للنساء؟
أرض بلا رجال
على اعتبار أن "النساء تأتي أولًا"، فلنتصور كيف ستحيا النساء على الأرض دون رجال، وخاصة في مصر. بمجرد رحيل الرجال عن مصر، ستمتلئ الشوارع بفُتات "القُلل" التي ستكسرها النساء خلف الرجال حتى لا يُكرروا فعلتهم الحمقاء بالنزول إلى الأرض.
ستمتلئ الشوارع والميادين بالنساء للاحتفال حتى الصباح بالحريّة التي طال انتظارها دهرًا، وفزنّ بها أخيرًا، لن يشغلن بالهن بموعد العودة إلى المنزل، فلا يوجد رجل "يسمّم بدنهم" بالأكليشيه الشهير "ما بَدري يا ست هانم، ما كنتِ تباتِ برّة بالمرّة". والأهم، ستنقرض شبح العنوسة للأبد، يا عزيزتي "كلنا Singles".
في الصباح، ستنزل جميع الشابات والصبايا بفساتين منفوشة ملوّنة وقصيرة، دون خوف من أي نوع من أنواع التحرّش، زال هذا الكابوس للأبد "في ستين داهية"، أمّا مساءًا، فستذهبن إلى السينمات "حفلات الـMidnight" تحديدًا، ويقضين ساعات في التسوق بالمولات.
سيكون معدل سفر المصريات حول العالم بالآلاف، فقد انتهى عصر "معندناش ستات تسافر لوحدها"، ستزور الفتاة بلدًا مختلفة كل أسبوع، وتلتقط ملايين الصور في كل شارع تسير به ولو خطوة، ولن تخجل أن تقضي نهارها على أحد الشواطئ بما يحلو لها من ملابس، لا داعي للخوف الآن.
للرجال فقط
أمّا عن حياة الرجال بالمريخ، فسيغيب عنها كل مسببات الكآبة والنكد و"الرغي" في أمور مثل "دي قالت ودي عادت وأنا مسكتش..آه". لن يُصبح فرضًا عليه أن ينقل تحركاته إلى حبيبته أو خطيبته، فقد ودعها وداعًا أبديًّا، وستختفي من حياته الجملة الأكثر ترديدًا على الألسنة الأنثوية "أنت مبقتش تحبني زي الأوّل، لو بتحبني كنت هتعرف لوحدك"، أو "كنت سهران مع مين ومكلمتنيش".
سيعيش الرجل المصري على الكوكب الأحمر دون أن يبذل جهدًا خرافيًّا لغضّ بصره عمّن تسرنّ حوله في الشارع، ولن يضع اعتبارًا لِما يتفوه به من ألفاظ "مفيش بنات هنا".
لن يكون مجبرًا على السلام على "طنط سوسو" في كل مناسبة لتقول له الجملة التي تتكرر بتكرُر المناسبات "كبرت والشنب خطّ في وشك وبقيت راجل"، وسيتخلص من كل محاولاتها المستميتة والمكشوفة من كثرة سذاجتها أن تلفت نظره لابنتها الشابّة "اللي بتعرف تطبخ" وبتقدس الحياة الزوجية، وكلها أملها أن "تلبّسه" في الجوازة؛ لانتشال ابنتها من براثن العنوسة.
سيرتاح الرجل المصري من الكلام المحفوظ من نوعيّة "البنت زي الولد مهيش كِمالة عدد"، والمساواة بين الجنسين، و"وصل أختك الدرس، رجع اختك من الفرح"، ولن يرى أي "فيمنست" أمامه ثانيةً.