«العشاء الأخير».. ورحل الملك ويظل السؤال معلقا

«العشاء الأخير».. ورحل الملك ويظل السؤال معلقا

اعتاد ارتياد ذلك المطعم الشهير بوسط روما، مساء الأربعاء 17 مارس 1965 عبر بوابة المطعم، توجه إلى إحدى الطاولات، أتاه النادل كالعادة، أملاه طلبه وانتظر الطعام الذي يُعد له.

جاءه الطعام وبدأ في التهامه، تكوّنت تلك الوجبة الدسمة من «دستة من المحار وجراد البحر، وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربى والفواكه».. كان دوما محبا للطعام.. [caption id="attachment_59912" align="aligncenter" width="560"]فاروق الطاولة التي تناول عليها فاروق عشاءه الأخير وفقا لموقع الملك فاروق[/caption]

دقت الساعة في منتصف الليل، مُعلنة حلول يوم جديد كان هو الأخير في حياته.. في الواحدة صباحا بدأ يشعر بالاختناق، بدأت الدماء تحتقن بوجهه، تعلّقت يداه برقبته وتحشرج صوته من الألم، يحاول التقاط الهواء لإنقاذ رئتيه من الاحتضار، ولم يُفلح..

ساد الهرج، الملك يحتضر.. جاءت الإسعاف ولكن الطب لم يملك من أمره شيئا، صعدت روحه إلى خالقها.. قُضي الأمر، لتخطّ إحدى الممرضات بيدها تلك الجملة.. توفي فاروق فؤاد إسماعيل، ملك مصر السابق، 45 عاما، في الواحدة والنصف من صباح الخميس 18 مارس 1965 بأزمة قلبية. [caption id="attachment_59911" align="aligncenter" width="550"]farouk1014 خبر وفاة فاروق في إحدى الصحف.. الصورة من موقع الملك فاروق[/caption]

الوفاة كانت مفاجئة ومُفجعة.. الملك الشاب ذو الـ45 عاما يرحل هكذا.. دون أن يُعاني مرضا أو يُصاب في حادث؟ الأطباء أكدوا أن شخصا في بدانته قد يقتله الطعام حقا، خاصة أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم وضيق الشرايين.

ولكن رحيل الملك الهادئ أثار زوبعة من الشكوك، اتجه الكثيرون إلى تأكيد أن وفاته مُدبرة، في الآونة التي سبقت وفاته ترددت شائعات قوية حول نيته العودة إلى بلده ومُلكه الذي تركه مُجبرا، وتمادى هؤلاء لتأكيد أن للمخابرات يدا في مقتله، عن طريق دس السم له في عصير الجوافة.

استمدت شائعة مقتله قوتها من تواجد أحد الضباط الأحرار ورجال المخابرات وقتها، وهو إبراهيم البغدادي، الذي كان يعمل نادلا في المطعم في نفس الوقت الذي كان فيه فاروق يتناول عشاءه.

فيما بعد، نفى البغدادي، والذي أصبح محافظا للقاهرة، علاقته بالأمر، مؤكدا عدم وجود أي تكليف من القيادة السياسية في ذلك الوقت للتخلص من فاروق، خشية عودته إلى مصر.

قررت أسرة الملك الراحل الاكتفاء بوفاته ورفضت إخضاع جثته للتشريح للوقوف على السبب الحقيقي لوفاته، مُعلنين أن التخمة هي من قتلته، ليظل سر وفاته غامضا إلى اليوم، ويظل التساؤل دون إجابة.. هل قتل الطعام فاروق حقا، أم أن سما دُس له هو من فعل؟ [caption id="attachment_59914" align="aligncenter" width="594"]farouk_italy11 صورة من جنازة فاروق بإيطاليا نقلا عن موقع الملك فاروق[/caption]

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة