نهر «تيتي» في البرزايل.. حين يصاب الجمال بالتلوث
اشتهرت منذ قديم الأزل بجمالها، طبيعتها الساحرة، وغاباتها الكثيفة، وبرغم ذلك فهى تعتبر خامس أكبر دولة على مستوى العالم من حيث التلوث البيئي الذى تتعرض له بشكل مستمر، إنها البرازيل التي تعد عاصمتها "ساو باولو" من أكثر عواصم العالم تلوثًا. يشق العاصمة نهر "تيتي" ويبلغ طوله 1100 كيلومترًا، فيما يقع على مسافة 75 كلم من غرب وسط "ساو باولو" التى يصب مياهه داخلها، ويُعرف هذا النهر بتلوثه الشديد بسبب ضخ مياة الصرف الصحى به، إلى جانب القمامة التى تتراكم بإستمرار على ضِفافه. "فى كل قُبحٍ قد تُبصر عينيك جمالًا" ربما كان هذا ما دفع الفنان البرازيلي "Marcelo Moscheta" للقيام برحلة من مصب نهر التيتى وحتى نهايته، حسب موقع Creators project، واستغرقت هذه الرحلة 5 أشهر قام خلالها بجمع العديد من الصخور الملونة، والمعادن، التى قسمها فيما بعد إلى مجموعات بهدف دراستها جيولوجيًا، ليصنع كتالوجًا خاصًا يوضح فيه أسباب تكوين هذا النهر، وكيف استطاع التلوث أن يؤثر على معالمه الجيولوجية ويغيرها بمرور الوقت. بعد مرور عام على هذه الرحلة الاستكشافية، قام "Marcelo" بعمل توثيق لها صور فيه نهر "التيتى" - الذى يراه الكثيرون على إنه مصدر تلوث يجب تطهيره أو القضاء عليه - بصورته الحقيقية، حيث كان يلقب فيما مضى بـ "نهر الصادقين"، وأورد فى توثيقه تاريخ هذا النهر العظيم الذى تم تشويهه بفعل الإنسان ليقضى بذلك على معالمه الجيولوجية الثرية ويحوله لبقعة من التلوث الخالص. أرفق "Marcelo" بهذا التوثيق أيضًا العديد من الصور لصخور التقطها من هذا النهر، إلى جانب بعض التحليلات العلمية والجيولوجية لطبيعتها، عُمرها، وأنماط تغير تربة النهر التى أثرت عليها، وساعده فى هذا التوثيق العديد من العلماء والفنانين مثل: ديفينو سوربال، دوغلاس دى فريتاس. لم يقتصر الأمر على هذا فقط، فقد قام "مارسيلو" بإقامة معرض يستعرض فيه هذة الصخور بأنواعها مصحوبة بنبذات علمية وتاريخية عنها ليقدم وجهًا آخر لهذا النهر، وجهًا ملىء بالفن، الحضارة، والعلم.