باسم يوسف.. سخر من الجميع وغرّد وحيدا
ينتظره الجمهور، يترقب الجميع أن تدق الساعة العاشرة من مساء الجمعة انتظارا لجرعة مكثفة من الضحك.. المقاهي تتحول إلى تلك القناة الفضائية.. لحظات ويستمع الجميع للجملة التي تمثل إشارة البدء للضحك.. «والآن.. مع برنامج البرنامج.. مع باسم يوسف».
البداية لم تكن هنا.. فأول ظهور لباسم يوسف كان على قناته الخاصة بموقع يوتيوب عقب ثورة يناير في شهر مارس 2011، من خلال برنامج صوره في شقته حمل إسم «باسم يوسف شو». تناولت حلقاته سخرية من المحتوى الإعلامي والتصريحات السياسية طوال أيام الثورة وما تلاها.
بلغت مشاهدات حلقات البرنامج أكثر من 15 مليون مشاهدة، قبل أن تقرر قناة «أون تي في» اختطاف نجم اليوتيوب ليقدم برنامجه عليها. بُثت أولى حلقات برنامج باسم يوسف، الذي حمل اسم «البرنامج؟»، في الأول من أغسطس 2011، تزامنا مع بداية شهر رمضان، ليحقق نجاحا كبيرا، ويكتسب جماهيرية أوسع.
تزامن عرض هذا الموسم مع الفترة التي تولى فيها المجلس العسكري الحكم في مصر، في أعقاب ثورة يناير، وهاجم فيها باسم يوسف الطريقة التي تدار بها مصر إعلاميا وسياسيا.
ولكن مسيرة «البرنامج» مع «أون تي في» لم تطل، ربما ضاق باسم يوسف بالاستديو الصغير مقارنة باستديو الإعلامي يسري فودة -كما كان يمزح دائما- ليُعلن في 3 ديسمبر استقالته من القناة دون تحديد أسباب بعينها، إلا أنه نفى تماما أن يتعلق الأمر بمالك القناة نجيب ساويرس.
بعد نحو عام من التوقف، عاد باسم يوسف لبرنامجه «البرنامج؟» على قناة «CBC» في نوفمبر 2012. ظهر باسم يوسف كعادته ساخرا، ولكن سخريته هذه المرة بلغت السخرية من القناة ومذيعيها أنفسهم، واصفا إياها بـ«قناة الفلول»، ما أثار غضب الإعلامي عماد الدين أديب.
طوال هذا الموسم من «البرنامج»، الذي تزامن مع فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، استمر باسم في مهاجمة المحتوي الإعلامي والسياسي الذي يقدمه داعمي «مرسي»، ليصبح بطلا في نظر المعارضين، سواء من المنتسبين لثورة يناير أو أعضاء الحزب الوطني المنحل، فيما أثار حفيظة الإخوان ومناصريهم، حتى وصفه البعض بمعاداة «الإسلام».
لم يتوقف الأمر عند حد الهجوم على القنوات الفضائية، بل وُجهت إلى باسم تهمة إهانة رئيس الجمهورية وازدراء الدين الإسلامي، وحققت النيابة معه لثلاث ساعات، قبل أن تخلي سبيله بكفالة 15 ألف جنيه.
واجه باسم يوسف بعض الانتقادات بشأن عبارات استخدمها في حلقاته وتحمل إيحاءات اعتبرها البعض غير لائقة.
قبل مظاهرات 30 يونيو 2013، أعلن باسم يوسف عن توقف البرنامج دون تحديد موعد لعودته؛ حتى تستقر الأوضاع في مصر. ثم قدّم حلقة جديدة من الموسم الجديد -لم تبث- وأعلنت CBC في بيان لها عن وقف البرنامج، وعللت القرار بسبب احتواء البرنامج على «إيحاءات غير لائقة».
في فبراير 2014، عاد البرنامج للظهور من جديد عبر شاشة جديدة، وهي قناة «إم بي سي مصر»، وقدم موسما جديدا في ظل حكم الرئيس السابق عدلي منصور، ولكن لم يستطع الصمود في السخرية، ليخرج باسم يوسف معلنا توقف البرنامج بشكل نهائي بسبب «المناخ السياسي».
بعد توقف البرنامج غادر صاحبه مصر وأكد عدم اللجوء لأي قناة أجنبية: «إن كنت سأنتقد الأوضاع في مصر، سأنتقدها من مصر وعبر قناة مصرية». واستقر في دبي مع زوجته وابنته نادية، حتى أتاه نبأ وفاة والده في مايو 2015، في حادث سير، الأمر الذي شكّل صدمة لباسم، خاصة مع عجزه عن العودة إلى مصر وقتها.
سخر باسم يوسف طوال الخمس سنوات الماضية وعارض المواقف السياسية والإعلامية للعديد من الفئات ومسئولي الحكم في مصر، وبعيدا عن مواقفه.. يُذكر لصاحب البرنامج في يوم ميلاده الـ42، أنه غرد منفردا بشكل جديد خارج سرب المعارضة التقليدية.