فين تقرير جامعة الدول العربية؟ (مقال)
«شيماء.. النهاردة ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية.. اعملي تقرير مبسط عنها» تلك الجملة كانت هي أول ما قرع أذني بمجرد وصولي إلى مقر عملي..
بالطبع أنا أعرف جامعة الدول العربية - بعيدا عن الشارع بالتأكيد- سيكون الموضوع سهلا إذن، البنك المعلوماتي الأمين «ويكيبيديا» سيمدني بأهم المعلومات عن الجامعة، وببحث بسيط في مصادر أخرى سيخرج التقرير كأفضل ما يكون..
حين لجأت إلى صفحة جامعة الدول العربية على ويكيبيديا، طالعتني أرقام وتواريخ، تصريحات ومقولات ومواثيق.. متاهة من الأحداث المتتالية والشخصيات، كيف السبيل للخروج من هذا المأزق إذن؟
حاولت قدر استطاعتي عصر ذهني لأتذكر آخر موقف اتخذته الجامعة تجاه أي قضية عربية، خاصة في خضم الأحداث التي وقعت في العالم العربي، بدءًا بالثورة التونسية، مرورا بمصر فليبيا وسوريا، وخانتني ذاكرتي، ولم أتذكر!
عُدت ثانية إلى الخادم الأمين «جوجل»، سألته العون أن يمدني بأي خبر حول «موقف اتخذته جامعة الدول العربية»، ولكن أصابته عدوايّ ولم يتذكر شيئا، وإن أخرج لي خبرين هما «الجامعة العربية تصدر قرارا باعتبار حزب الله منظمة ارهابية» بتاريخ 12 مارس الجاري.
فيما كان الخبر الثاني بعنوان «جامعة الدول العربية تصدر مشروع قرار يطالب الحوثيين بالانسحاب الفوري من كل المدن اليمنية» بتاريخ 9 سبتمبر من العام الماضي، في تأكيد الجامعة دعمها المطلق للشرعية الدستورية، الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي.
إذن، ليس أمامي سوى الموقع الرسمي للجامعة، طالعتني صفحة خضراء تُخيرني أي لغة أريد أن أتصفح بها الموقع، وبعد اختيار العربية، وجدت جميع الأخبار تتراوح بين المشاركة في مؤتمرات، أو إصدار بيانات في المناسبات العامة، مثل اليوم العالمي للشعر!
حينها تأكدت من فشل جميع مساعيّ لإيجاد قرار ما للجامعة ساعد أي دولة عربية في محنة تعرضت لها، سواء فلسطين وقضيتها المعلقة منذ عقود، أو سوريا وقضية اللاجئين الذين تشتتوا في بقاع الأرض، أو العراق وما أصابها بعد الغزو الأمريكي، أو أي دولة سواها.
لم يَدُر في ذهني عند تلك النقطة سوى ذلك المشهد الساخر في فيلم «شورت وفانلة وكاب»، حين انعقدت القمة العربية بشرم الشيخ، ولم تنجح في أي اجتماع لها أن تتجاوز الخلافات وتبدأ في مناقشة الأوضاع العربية تمهيدا لإصدار قرار لتعديل الأوضاع وتجديد سبل التعاون.
إن كنت لا تعلم متى تأسست الجامعة العربية ولماذا، فقد تأسست الجامعة في مثل هذا اليوم، 22 مارس 1945، بعضوية 7 دول هم مصر، سوريا، شرق الأردن، لبنان، العراق، اليمن والمملكة العربية السعودية.
وقد قامت للأسباب الآتية، وفقا لما تقوله ويكيبيديا: «صيانة استقلال الدول الأعضاء، التعاون في الشئون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية وغيرها، النظر في شئون البلاد العربية ومصالحها، تحرير البلاد العربية غير المستقلة، التعاون مع الهيئات الدولية لكفالة الأمن والسلام وتنظيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية».
وهو ما تقوم به الجامعة العربية كما نعلم جميعا، فقد تحررت فلسطين، وظلت بغداد منبرا للعلم والثقافة والفن، وتحسنت الأحوال الاقتصادية المصرية، وتكفل الجامعة السلام والأمان لسوريا وليبيا واليمن.
بعد بحث لساعات عن محتوى يصلح كتقرير عن الجامعة يوم مولدها الـ71، ولم أجد.. يبدو أن الجامعة بعد كل تلك السنوات ما زالت في مهدها، لم تكبر وتقوى وتشتد بعد كي تقوم بالمهام الموكلة إليها..
المشكلة أنني الآن أعلم أن هذه الجملة ستصطدم بي بعد انتهاء العمل.. «شيماء.. فين تقرير جامعة الدول العربية؟»