في تسريب الروايات.. من المتهم؟

في تسريب الروايات.. من المتهم؟

بعد أيام من إصدار الروائي الشاب أحمد مراد روايته الخامسة «أرض الإله» الصادرة عن دار الشروق، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي نسخا إلكترونية «PDF» من الرواية، التي يبلغ سعرها 50 جنيها.

اعتبر البعض الأمر سرقة وأن للمؤلف والناشر حقوقا، فيما اعتبر آخرون أن سعر الرواية «مبالغ فيه» ما يضطر القراء لتحميل النسخة «المسروقة». [caption id="attachment_62527" align="aligncenter" width="544"]ارض الاله تحميل بعد يومين فقط على طرحها، ظهرت النسخة الإلكترونية المُسربة منها[/caption]

إذن، هل نشر الكتب إلكترونيا دون إذن من الناشر أو المؤلف سرقة وقرصنة، أم هي فرصة لانتشار الرواية ووصولها لمن لا يملك ثمنها؟

ولنبدأ بالفئة الأهم في دورة القراءة، وهم القراء أنفسهم. انقسمت آراء القراء بين مؤيد لنشر النسخ الإلكترونية للروايات والكتب، خاصة إن ارتفع ثمنها. فيما تبنى الآخرون موقفا أكثر حدة باعتبار تلك النسخ مسروقة ولا يجوز تداولها.

لمن استطاع

هنجيب منين؟.. بهذا التساؤل أجاب القراء المؤيدون لنشر النسخ الإلكترونية، «القارئ المصري مش معاه فلوس.. احنا بنكح تراب.. لما أدفع 50 جنيه في رواية آكل منين؟» هكذا قال حسن عبده.

فاطمة عبدالله قالت إن «السعر مستفز.. أنا اشتريت 3 كتب للرافعي بـ45 جنيه، يعني أرخص من رواية واحدة!.. كدة هتبقى القراءة لمن استطاع إليها سبيلا». [caption id="attachment_62537" align="aligncenter" width="450"]ارض الاله رغم موجة الهجوم.. أصر البعض على مشروعية قراءة النسخة المسربة[/caption]

إسلام المحمدي كان له رأي أكثر بُعدا «في الوضع البائس للعرب وتدني مستويات القراءة وتدني الدخول ومستويات المعيشة.. نشر الكتب إلكترونيا قد يساعد في النهوض من التخلف اللي احنا فيه».

لكن محمود صبري قال عن سعر الرواية «يعني هو علشان اشتهر ينزل رواية بـ 50 جنيه ما 20 جنيه زي الفل علشان الناس تشتري!».

وقالت لمياء محمد «لو جينا وقولنا كمية الكتب اللي احنا عايزينها، وكل كتاب مش أقل من 20 جنيه مثلا، طيب كدة بقى مش هنعرف نقرأ إلا كل فين وفين، أو هصرف فلوسي على الكتب وبس». [caption id="attachment_62520" align="aligncenter" width="418"]ارض الاله بي دي اف سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من سعر الرواية [/caption]

القارئ لا يسرق

رفع القراء الرافضون لما أسموه «سرقة الحقوق» شعار «القاريء لا يسرق»، ومنهم القائمون على جروب «ماذا تقرأ هذه الأيام؟» على «فيس بوك»، أحد أكبر وأشهر جروبات القراء على موقع التواصل الاجتماعي. [caption id="attachment_62569" align="aligncenter" width="499"]اعتذار نص اعتذار القائمين على الجروب بعد نشر أحد الأعضاء لرابط النسخة المسربة [/caption]

الأمر الذي قابله بعض أعضاء الجروب بالرفض، باعتبار أن أخذ شيء دون إذن صاحبه يعد سرقة بكل المقاييس.. «مش معنى إن الدار أو الكاتب منزل الروابة غالية إننا نبرر الـPDF.. منصلحش غلط بغلط» هكذا قال أحمد بركات.

أما الكُتّاب أنفسهم، فقد اختلفت أساليبهم في التعامل مع الأمر.. غادة السمّان قالت في مقال لها بعنوان «تزوير الكتب سرقة أم استخفاف بحرفة الكتابة؟» إنها اضطرت إلى إصدار طبعة شعبية، بالاشتراك مع مكتبة مدبولي، من كتابها «أعلنت عليك الحب» بثمن لا يفوق سعر الكلفة؛ بحيث يعجز المزوِّرون عن المنافسة، وهكذا توجه القراء لشراء النسخة الأصلية.

لم يختلف موقف الكاتب الكبير يوسف زيدان، ففي إحدى حفلات توقيعه في معرض الكتاب السابق، فوجيء بإحدى محبيه تعطيه نسخة مُقلدة من كتابه «فقه الحب» اشترتها من سور الأزبكية، ودار بينهما الحوار التالي:

  • زيدان: جيباها بكام؟
  • هي: بـ15 جنيه
  • زيدان: ما اشتريتيش الأصلية ليه؟
  • هي: بتبقى غالية يعني حرام اشتري الكتاب بـ25 جنيه

حينها سأل زيدان الواقفين إن كان أحدهم يحمل ذات الكتاب، وسأل صاحبه عن سعره، فأجابه بأنه قد اشتراه من مكتبات الشروق بـ15 جنيها.. ليقول زيدان: «السعر بيكون على حسب الطباعة.. حرام تدفعوا فلوس في طباعة ردئية وتغليف سيء، ولما بنزل كتاب ويكون سعره غالي بطبعه برّة عشان ينزل بسعر مناسب».

شكاوى وتوصيات

رئيس اتحاد الناشرين العرب السابق محمد عبداللطيف، قال إن عمليات السطو والقرصنة أصبحت مسألة عادية ومتداولة، مشيرا إلى أن المزور لا يسرق إلا العمل الناجح.

وأضاف في تصريح له، أن المنظومة القانونية لحماية حقوق الملكية الفكرية تحوي الكثير من الثغرات والعقوبات غير الرادعة، كما أن البيئة القانونية لا تعتبر سارق الكتاب مثل سارق البيت، رغم أن سرقة الفكر يمكن أن تهدد المجتمع بأكمله بقلة الإبداع فيه. [caption id="attachment_63752" align="aligncenter" width="572"]توصيات توصيات اتحاد الناشرين العرب لمحاربة القرصنة[/caption]

ناوي

احبطني

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة