طابعات تنتج أطرافا صناعية.. تكلفة الطرف الواحد 45 دولار
يتسلحون بحبهم للحياة، رغبتهم فى غَدٍ أفضل، ويواجهون العالم ببسمة وعزيمة يقهرون بها مرضى النفوس الذين ينظرون إليهم باعتبارهم ناقصين، عاجزين، وفى أحسن الأحوال "مختلفون".
بعضهم ولد هكذا فاقدًا لأطرافه العلوية أو السفلية، والبعض الآخر فقدها جَراء حادثًا أليمًا، وتظل المُحصلة النهائية واحدة، عليهم أن يحاربوا دائمًا فى كل الجبهات كى لا يفقدوا إرادتهم وليواجهوا مُجتمعات لا تعترف بحقوقهم إلا على الورق فقط بعيدًا عن حيز التنفيذ. أسعار باهظة الثمن "الحاجة أم الإختراع" هذا المثل ينطبق تمامًا على ما عايشه أحد النجارين فى جنوب أفريقيا حين فقد أصابع يده اليُمنى فى حادث أثناء عمله مما دفعه إلى التفكير فى شراء طرف صناعى ليساعده فى إنجاز مهام يومه بشكل طبيعى، ولكنه صُدم بأسعار تلك الأطراف باهظة الثمن.
ربما كان هذا هو ما دفعه لتصفح الانترنت لاحقًا للبحث عن حل لمشكلته بتكلفة أقل، فساقته الأقدار ليتعرف من خلال بحثه على "إيفان أوين" وهو أحد صانعى العرائس بالعاصمة "واشنطن"، والذى ساعده فى صُنع "يد ميكانيكية عملاقة" كالتى تستخدم فى تحريك العرائس ليستطيع من خلالها الشعور بمتعة تحريك أصابعه مرة أخرى حتى وإن كان ذلك بمساعدة أداة عملاقة كتلك.
تطوير
عامًا كاملًا استغرقه كلاهما لتطوير تلك اليد العملاقة فى محاولة لتصغير حجمها وتفعيل إمكانياتها بشكٍل أفضل، وفى نهايته أعلنوا أنهم سيتجهون إلى طباعة "يد ميكانيكية" عبر استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، ليس لأن تلك اليد بإمكانها أن تساعد من فقدوا أصابعهم فقط ولكن لأنها ستساعد فاقدى الأطراف أيضًا.
"الصدفة" وحدها هى التى قادت الباحث بمركز روشستر للعلوم والتكنولوجيا "جون شال" قبل عامين لمشاهدة بعض الفيديوهات على اليوتيوب ليكتشف حينها الفيديو الخاص بـ"اليد العملاقة"، فقام بعمل تعليق على الفيديو يتضمن التعريف بخريطة قابلة للتعديل والإضافة تربط جميع اللذين يمتلكون الطابعة ثلاثية الأبعاد ببعضهم البعض، وتسهل الأمر على اللذين يحتاجون إلى طرف صناعى مطبوع، فليس عليهم سوى تفحص تلك الخريطة لمعرفة أقرب مكان يتواجد به مالكى هذة الطابعة ليقوم بطباعة الطرف الصناعى لهم.
شبكة
ذلك العمل الذى بدأه "جون" توسع وأصبح بمرور الوقت شبكة دولية تلقب بـ E-nable، تعمل تلك الشبكة على صناعة الأطراف الصناعية المطبوعة لكى يتمكن من شرائها كل فاقدى الأطراف، فبدلاً من شراء الأطراف الصناعية التى قد تكلفهم آلاف الدولارت، أصبح بإمكانهم الحصول على الطرف المطبوع مُقابل 45 دولار فقط لا غير.
الأطراف المطبوعة تسمح لمُرتديها القيام بكل المهام التى تقوم بها اليد الطبيعية مثل: جذب الأشياء وتحريكها، إلتقاط شيىء ما، بل وممارسة الأنشطة الترفيهية مثل: السباحة، اللعب بالكرة، واستخدام المضارب.. ورغم ذلك لا زال "جون" يعمل على تطوير هذة الاطراف بمساعدة بعض الأطفال.
وقال "جون" فى تصريح له: "مهمتنا أن نجعل هذة الأطراف فى متناول كل من يحتاجها على مستوى العالم، فمؤخرًا استطعنا أن نتواجد بـ37 دولة، ونسعى إلى توسيع نشاطنا بشكلٍ أكبر فى المرحلة القادمة".
وأكد "جون" أن مؤسسة E-nable بحاجة إلى دعمٍ دائم لتواصل عملها قائلًا:" هناك العديد من التبرعات التى تصلنا بإستمرار لتساعدنا على القيام بأبحاث من شأنها أن تطور الأطراف المطبوعة، فقد قامت شركة "جوجل" بالتبرع بملغ قدره 600,000 ألف دولار لتطوير أبحاث المؤسسة".
يشار إلى أن مؤسسة E-nable تسعى لتخفيض ثمن الطرف الصناعى المطبوع من 45 دولار إلى 25، إلى جانب توفير 6000 طرف صناعى مطبوع خلال العامين القادمين، لتستطيع بذلك تغير حياة 1000 طفل أمريكى ممن ذكرت الإحصائيات أنهم يولدون سنويًا بدون أطراف علوية أو سفلية.