6 أبريل.. ذكرى شرارة الغضب
«خليك قاعد في البيت أو شاركنا في الميادين العامة.. أوعى تنزل لكن شاركنا.. ماتروحش الشغل. ماتروحش الجامعة.. ماتروحش المدرسة.. ما تفتحش المحل.. عايزين مرتبات تعيشنا.. عايزين نشتغل.. عايزين تعليم لأولادنا.. مش عايزين ظباط بلطجية.. مش عايزين تعذيب في الأقسام.. مش عايزين إتاوات.. مش عايزين رشاوي.. مش عايزين اعتقالات.. مش عايزين تلفيق قضايا.. قول لأصاحابك وأهلك مايروحوش الشغل وخليهم يدخلوا الإضراب يوم 6 أبريل»، بهذه الكلمات سطر المصريون يوم 5 أبريل 2008 صفحة التغيير، بمظاهرات المحلة الغاضبة من نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
في 6 أبريل 2008 اندلعت شرارة أول غضب جماهيري متصاعد في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية بعيدا عن النخبة السياسية للمطالبة بإسقاط نظام مبارك، حينها كتب المصريون فصل جديد في كتاب النضال ضد الحزب الوطني الحاكم، وربما أدرك الشعب منذ هذه اللحظة أنه قادر على الاحتجاج والتظاهر، رغم الاستهداف الأمني.
في المحلة الكبرى انقدحت شرارة الثورة بتجاهل الدولة لمطالب العمال الذي احتجوا في فبراير 2008 مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير حد أدنى للأجور بمقدار 1200 جنيه شهريا، وبدأوا في التصعيد بالدعوة للإضراب عن العمل في 6 أبريل من نفس العام.
الدعوة للإضراب انتشرت بشكل لافت، وبدأت دعوات الإضراب تجتاح مصر كلها اعتراضا على الغلاء والفساد وللتضامن مع العمال، وفي يوم 6 أبريل تحول الإضراب إلى أحداث عنف عرفت بـأحداث 6 أبريل أو أحداث المحلة.
شهدت المحلة في تلك الفترة اعتداءات متكررة بين المواطنين والشرطة، واستخدمت الشرطة الأسلحة النارية والخرطوش المطاطي لفض التظاهرات، ونتج عن ذلك اتجاه بعض المشاركين في الإضراب إلى حرق أقسام ومراكز الشرطة، بحسب موقع ويكيبيديا.
المواجهات كانت الأعنف بين قوات الأمن والمظاهرات الشعبية قبل أحداث ثورة 25 يناير 2011، إلا أن الشرطة رغم الاستخدام المفرط للقوة لم تتمكن من قمع المواطنين، حتى اضطر رئيس الوزراء حينها أحمد نظيف لزيارة المحلة بصحبة وفد وزاري كبير.
شارك في الدعوة للإضراب عدة أطراف مختلفة بداية من عمال المحلة، وبعض الأحزاب، بجانب عدة حركات سياسية أبرزهم كفاية، والعدل والمساواة، وحركة موظفي الضرائب العقارية، وحركة إداريي وعمال القطاع التعليمي، ونقابة المحامين وحركة 9 مارس.