رئيس التحرير أحمد متولي
 الفرح المصري.. استايل واحد والمعازيم مختلفين

الفرح المصري.. استايل واحد والمعازيم مختلفين

أكيد كلنا حضرنا أفراح في أفخر وأقل قاعات الفنادق والنوادي، ورقصنا وباركنا وأكلنا وشبعنا وانتقدنا كل الموجودين من أول العريس والعروسة إلى الجرسون وشكل القاعة والبوفيه، أهم شئ أنك بتحس أن الأفراح كلها شكل واحد ونمط واحد حتى بنفس الأغاني ونفس التفاصيل مع تغيير العريس والعروسة والمعازيم فقط، يعني لو غلطت ودخلت أي قاعة في نفس المكان هتشوف نفس الفقرات بالظبط.

  • وهنبدأ الليلة

«بسم الله الرحمن الرحيم وهنبدأ الليلة» الكلاشيه الرسمي في أي فرح مصري هو الأغنية دي، أغنية الزفة، الفرقة واقفة على الجنبين، والعريس والعروسة في الوسط، والمعازيم بيرموا الورد والملح ويزغردوا، وكله لابس لميع، ومكياج البنات رسم ملامح تانية غير ملامحهم الحقيقة، المهم أن الأغنية بنفس الكلمات «عريسنا الزين كحيلة العين، وعروسته حلوة وجميلة» هي هي مهما كان العريس ومهما كانت العروسة، هيسمعوا نفس الأغنية ويحسوا أنها لهم هما وبس.

  • أسماء الله الحسنى

دخل العريس والعروسة القاعة بالسلامة، شغل فورا أسماء الله الحسنى لـ هشام عباس وكام عود بخور، وكل القاعة تقف دقيقة حداد تقريبا، الفكرة أن وجوه الناس والهدوء وقتها لا يوحي أبدا بالرقص وأغنيات بوسي ومحمود الليثي وأوكا وأورتيجا وفقرات الفرح بعد كده.

  • رقص سلو

افتح أغنية أليسا أو عمرو دياب أو أي أغنية أجنبي ناعمة وهادية لأن فقرة الرقص «السلو» هتبدأ حالا، أيد العريس على خصر العروسة، وهي إيديها على رقبته، مع تمايل خفيف يمين وشمال وابتسامات، طبعا الرقص ده اسمه "سلو" في مصر لكن لو في أي دولة تانية أكيد هيكون اسمه رقص «التحنيط».

  • عقبالك

أهم جملة تسمعها أي بنت شابة أو ولد في الفرح «عقبالك» وفي روايات أخرى «عقبال ما نفرح بيك-بيكي»، أما إذا كنتي متزوجة أو كنت متزوج، فلا بد من سماع نفس الكلمة لكن بطريقة مختلفة وهي «عقبال ولادك»، يعني تقريبا الكلمة بتلف على كل المعازيم باختلاف صيغتها.

  • فيديو الفرح

فلاش كاميرا المصور بيضرب في عيون المعازيم يمين وشمال، وصور الناس تظهر على الشاشة الكبيرة، منهم بنت بترقص وبنت بتعدل شعرها وست بتزغرد وراجل بيصقف وناس بتسلم على بعض وناس قعدة لا حس ولا خبر، وأسلاك الكاميرات على الأرض في كل مكان، وحاسب لا تدوس عليها برجليك

  • المراقبة

مع كل الفقرات والحفلة والاغاني والرقص، في ناس قعدة على جنب في هدوء تام، وكل وظيفتهم مراقبة الحدث من بعيد من غير أي رد فعل لا ضحك ولا زعل ولا رقص ولا أي حاجة، ومنتظرين البوفيه بس، وكل لقطة بتحصل في الفرح يسجلوها في مخهم من غير فيديو، وأول ما يرجعوا البيت يبدأ النقد والكلام على فستان العروسة وكلام خالتها لبنت عمتها وتفاصيل غريبة رصدوها من بعيد

  • غنوا لبعض

يلا فقرة «غنوا لبعض» يعني العريس يمسك الميكروفون ويتسلطن ويغني للعروسة أغنية، وهي تمسك نفس الميكروفون بعده وتعمل صوتها رقيق وناعم وتغني له أغنية، طبعا الاتنين صوتهم لا يصلح للغناء أصلا، لكن تقريبا الفقرة فرض علينا في كل فرح.

  • شخص متجول

في شخص في كل فرح مصري أصيل يدور على المعازيم ويسلم عليهم ويشكرهم ويخبط على كتفهم وضهرهم، وممكن تكون أنت شخصيا مش عارف هو قريب العريس ولا العروسة ولا مين الانسان ده.

  • أكلني وشربني

رقصنا واتنططنا، جه وقت التورتة، العريس يقطع التورتة البيضاء المليانة كريمة بسكينة طويلة، يلا حركة الشوكة وأكلو بعض، وقطعة صغيرة في شوكة واحدة، والعروسة تتكسف وتأكل حتة وترجع براسها لوراء بسرعة، والعريس يكمل الحتة كلها لوحده.

ونفس الفقرة مع الشربات، كل واحد يشرب من كوباية التاني، وبعدها الاتنين يشربوا من نفس الكوباية، ورغم  أنه مستحيل اتنين يقدروا يشربوا من نفس الكوباية في نفس الوقت لكن المصور مصمم على نفس الحركة الرومانسية دي.

الفرح انتهى والعروسة لمت فستانها والعريس طلع منديل يمسح عرقه والدي جى قفل المزيكا يلا قوم روح.. مبروك وعقبال نفس الفرح اللي بعده!.

ياسمين الصاوي

ياسمين الصاوي

مترجمة صحفية مهتمة بالتكنولوجيا والقضايا المجتمعية