رئيس التحرير أحمد متولي
 مي الفحام تكتب: مديرك على ما تربيه

مي الفحام تكتب: مديرك على ما تربيه

"حب ما تعمل.. عشان محدش لاقي شغل"، "أحسن من مفيش"، "معلش اصبر بكرة يزودوا المرتب"، "إيه يعني لما يتزعقلك مفيش مدير في الدنيا مش بيزعق"، "طب استحمل لحد ما تاخد خبرة"، "لازم تتمرمط 5 سنين الأول وبعد كدة.. مش حترتاح برضه".

كل ما سبق جمل رسخت في ذهن كل شخص عليه أن يتأقلم مع الذل وعدم التقدير ويفضل أن "يتصاحب عليهم" لأنه سيظل معهم فترة لا بأس بها، خاصة بعدما اكتشف أن الشهادة لا قيمة لها، وأنه يعتبر من سعداء الحظ لأنه وجد "أي شغلانة أصلا" في بلد وصل فيها معدل البطالة إلى12.77 % من إجمالي الشعب.

عن نفسي لا أقتنع بمقولة "اربط الحمار مطرح ما يحب صاحبه"، أعتقد أنه سيكون وأفضل لي لو ربطته في المكان الذي يريحني أكثر من دون النظر لرغبة صاحبه، ومن نفس هذا المنطلق أعتقد أن الشخص لا يستطيع أن يصمد في أي عمل غير راضٍ عن سياسة الإدارة فيه، خاصة إن كان موكلا بأداء مهام يراها غير مناسبة أو مجحفة لحقه.

هل جربت سابقا العمل تحت ضغط؟، ضغط يصل إلى مرحلة "لوي الدراع"؟، على سبيل المثال ذلك الإعلان الذي تجد مكتوبا في نصه "تحديد المرتب على حسب الخبرة"، أو "بـشرط العمل 3 أشهر بلا مقابل"، ولا أجد سببا وراء هذا الاستغلال إلا في أنه بخل واضح من صاحب العمل الذي يعلم جيدا قيمة المجهود الذي سيطلبه منك ولكن لن يفصح لك عنه في البداية إلا بعد أن يقابلك ويكتشف مدى خبرتك فيه، فربما تكون شاب صغير لم تقُم بتلك المهمة من قبل، سيكون غبيا لو ضيع فرصة قيامك بالعمل بنصف الراتب المستحق أو ربما بدونه نهائيا لمدة 3 شهور، تحت مبرر "مش كنا بنجربك!"، ورأيي في هذا العرض هو رفضه من البداية دون أن تبكي عليه ولا حتى تكلف نفسك ثمن مكالمة تليفون لتحديد موعد المقابلة.

والشكل الآخر الذي يتجسد فيه بخل المديرين هو تخصيص راتبك لمهمة واحدة تقوم بها، رغم أنه في الواقع أنت تقوم بأكثر من مهمة.

فالمحاسب لا مانع من أن يتولى العلاقات العامة في بعض الأحيان، ومسئول العلاقات العامة لابد وأن يقوم بعمل تصميمات وتنسيقات وتسويق إلكتروني، عملا بمبدأ "ما انت كده كده قاعد وفاتح النت"، وعندها يرى صاحب العمل أنه وفّر راتب شخص ثاني لأن هناك أول يعمل بالسخرة، سيتولى كل مهمة يستطيع أن يقوم بها حتى لو لم تكن جزءا من المهنة التي توظف لها، وهذا النوع الأفضل معه أن تستغل كل وقت عملك في أداء عملك الأصلي وتؤكد له في أكثر من فرصة مختلفة أن الوقت غير كافي لأداء كل المهام المطلوبة وإلا سيؤثر ذلك على أدائك في المهمة الرئيسية.

أما إن وجدت مديرك قد خصص لك راتبا مناسبا لطبيعة عملك فقط، فلا تهنأ أو تطمئن له، هذا الراتب معرض للخصم كل يوم لأي سبب (جيت متأخر، ماخلصتش اللي طلبته في ميعاده، نسيت تبعت الايميل، قولت على الـHR إنه شبه دنجل بتاع ميكي)، لتكتشف أن أسهل جملة عند مديرك هي "مخصوملك يوم"، فامتنع أو تباطأ عن تنفيذ بقية مهام عملك عن نفس اليوم على اعتبار أنه "كدة كدة مخصوملك".

ورغم أن أزمة المدير البخيل تعتبر الأكثر انتشارا بين مختلف الشركات ومجالات العمل، ولكن هناك أنواع أخرى يجب الإشارة إليها، ومنها "المدير اللي مش بيقدر"، و"المدير اللي يشجعك بالسلبيات".

وهناك فارق بين النوعين، فالأول فعلا لا يقدر مهما بذلت من مجهود ومهما حققت نتائج جيدة، فدائما ما ستجد أنه يعتبر هذا عاديا ومتوقعا منك خاصة لو كنت تتقاضى راتب مرتفع، بينما الثاني يقدر تميزك ولكن يرفض التصريح بذلك، ويتعمد دائما تذكيرك بنقاط الضعف أو التقصير ويعتبر ذلك هو الحافز لتحسين عملك أكثر وأكثر، متعمدا ألا يشير للإيجابيات.

وحل هذا النوع من المديرين، هو أن تتعمد أنت أن تسأله بشكل دوري عن رأيه فيما أنجزته وفي النتائج التي تحققت بعد وقائع معينة كي تجبره على الاعتراف والتقدير، وإن كان ممن يتحججون بأن رئيسه الأعلى هو الذي اعترض على عملك ويريد تعديله فلا تستمع لهذا التعقيب وتصمت، بل طالبه بأن تقابل رئيسه الأعلى بشكل مباشر، وأكد له أنك ستستطيع إقناعه كي يمل من وضع هذا الرد كشماعة جاهزة.

بشكل عام، طالما لست متزوجا ولا تعول، فلا يوجد أي سبب قوي يجبرك على تحمل كل هذا الضغط، فالمقيدون بمصاريف الأطفال هم وحدهم المجبورون على تحمل عدم التقدير والتعنت من قبل المديرين وإرهاب الخصومات، عدا ذلك فليس هناك سببا يجبرك على القيام بمهام فوق مهامك بنفس الأجر أو على انتقاص أجرك الأصلي بسبب "تلاكيك" مديرين يتفننون في وضعك في دور المخطئ يوميا.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر