تجارة وتخسيس وحلال المشاكل.. «جروبات» للنساء على «فيس بوك»
«حد يعرف».. «يالا نخس بجد».. «شخابيط وردية».. «لتكوني زوجة مثالية» جميعها أسماء «جروبات» على «فيس بوك» رفعت شعار للنساء فقط، ووضعت خدمتهن هدفا لها.
مؤخرا انتشرت ظاهرة التجمعات النسائية على «فيس بوك»، وتخصصت كل منها في هدف مختلف عن غيرها، فهذا لمساعدة البنات في الإجابة على أي سؤال أيًّا كان، وذلك لمساعدتهن في الوصول للوزن المثالي، وتقديم حلول للزوجات لتصبح حياتهن أكثر استقرارا وسعادة.
أدب وثقافة [caption id="attachment_71496" align="aligncenter" width="786"] عدد عضوات الجروب تجاوز الـ22 ألف عضوة.. ومئات الروايات والقصص القصيرة[/caption]
«شخابيط وردية» أحد تلك الجروبات، وتخصص في عرض مواهب النساء في كتابة الروايات والقصص القصيرة على أعضاء الجروب، ويضم بداخله عدد كبير من محبات القراءة.
شيرين سعيد، إحدى عضوات الجروب، تقول إنه أصبح وجهة يومية لها لا يكتمل يومها بدونه، «يوميا لازم أدخل أقرا الحلقات الجديدة اللي نزلت من الروايات اللي أنا بحبها ومتابعاها».
تضيف أن ما يجعلها تلجأ للجروب هو شيئين، الأول أنه مساحة نسائية خالصة بعيدة عن زحام الذكور على باقي الصفحات «على أي صفحة تانية لو كتبت كومنت، بيعلق عليا 20 ولد لمجرد أني بنت، وتجيلي إضافات ورسايل من ناس غريبة، بس هنا بتحرك براحتي، بتكلم وأضحك وأهزر من غير ما حد يضايقني».
أما الأمر الآخر الذي يجعل «شيرين» تفضل هذا الجروب عن غيره، فتقول إنه يضم روايات محببة إلى نفسها، فهي رومانسية واجتماعية وتعوض ما نفتقده في حياتنا الواقعية، كما أن الجروب بعيد تماما عن الأحداث الخارجية التي تدور في المجتمع المصري، وبالتالي فهو المساحة الوردية التي تتخلص فيها من كل الصراعات والانقسامات التي تعاصرها على جميع الصفحات. تخسيس [caption id="attachment_71489" align="aligncenter" width="788"] تخطى عدد المشاركات بالجروب الـ68 ألف عضوة[/caption]
«يلا نخس بجد» جروب متخصص لمساعدة البنات على التخسيس والوصول للوزن المثالي، وفيه تقوم الفتيات بمشاركة تجاربهن الخاصة في فقدان الوزن لتشجيع بعضهن.
عبير زين إحدى عضوات الجروب، تقول إنه أصبح ملجأها بعد أن يأست من جميع حلول الريجيم وأطباء التخسيس «جربت 100 ريجيم وروحت لكذا دكتور ومكنتش بنزل على الميزان ومكملش، لحد ما دخلت الجروب ولقيت البنات بتشجع بعض وحاطين نظام غذائي مفيهوش حرمان، كله أكل صحي، فاتشجعت وبدأت».
وتكمل «عبير»: «لقيت البنات بتتفق مع اللي قريبين منهم في الوزن ويعملوا مجموعة متابعة مع بعض، كل يوم نقول فطرنا إيه واتغدينا إيه وكلنا إيه في النص، وعملنا رياضة قد إيه، واللي فينا تقصر الباقيين بيشجعوها ترجع وتكمل، وآخر كل شهر كنا بنتابع ميزان بعض، لحد ما فعلا ابتديت أخس، ودي معجزة في حد ذاتها».
وتضيف أن الجروب لم يكن فقط وسيلتها لفقد الوزن، بل تعرفت فيه على بنات ونساء كثيرات، وقابلت بعضهن في الحقيقة، «اكتسبت منه صُحبة حلوة بتقويني وتفرحلي لما أخس، أحسن حاجة أنه للبنات بس عشان نعرف نتكلم براحتنا ونشارك تجاربنا من غير ما حد يتريق علينا». حلال المشاكل [caption id="attachment_71475" align="aligncenter" width="786"] عدد عضوات الجروب تعدّى 50 ألف عضوة[/caption]
«لتكوني زوجة مثالية» جروب آخر للنساء فقط على «فيس بوك»، ولكنه تخصص في عرض المشاكل الزوجية للعضوات، وأخذ آراء المشاركات في المشكلة وكيفية حلها.
بسمة علي، إحدى عضوات الجروب، تروي أنها دخلت الجروب في فترة كانت حياتها مستقرة، فلم تفكر يوما في الدخول والتعرف على ما به من عضوات أو مشاركتهن في حل مشاكل بعضهن، «لحد ما أنا نفسي حصلتلي مشكلة كبيرة».
تُكمل بسمة «وقتها مكنتش قادرة أحكي مشكلتي مع جوزي لحد أعرفه، لأنها كانت حساسة جدا وكانت هتجرنا احنا الاتنين، لقيت الجروب ده قدامي دخلت وكتبت مشكلتي وقولت كدة كدة محدش يعرفني وأهو يبقى اسمي فضفضت».
وتضيف «بسمة»: «اتفاجئت أن حصل تفاعل من البنات على مشكلتي، والكل دخل يقول حلول ويهديني أو حتى يدعيلي بس، وفي زوجات حكولي أنهم اتعرضوا لنفس المشكلة بس قدروا يحلوها وتجازوزا الأزمة، وابتديت اسمع نصايحهم وفعلا ربنا كرمني والمشكلة اتحلت».
وتختتم «بسمة» قائلة «من وقتها وأنا مقيمة في الجروب، مش بشوف مشكلة إلا لما أطرح حلول أو على الأقل أدعي لصاحبتها، هنا البنات جدعة وبتتمنى الخير لبعضها وبتنصح بعضها من غير ما يكون في بينهم مصالح». تجارة
أما الظاهرة الأكثر انتشارا، فهي ظاهرة «جروبات التجارة»، فجأة أصبحت لدى الكثيرات تجارة بسيطة تديرها، إما في الملابس أو الأدوات المنزلية أو الاكسسوارات، وبدأت كل واحدة منهن في تجميع معارفها على جروب تعرض عليه منتجاتها.
أصبحت تلك الجروبات أكثر تخصصا ودقة، فستجد لكل حي في القاهرة جروب على «فيس بوك» يضم بناته، وتعرض عليه التاجرات بضائعهن، وتقوم العضوات بطلبهن «أون لاين»، ثم الاتفاق على مكان ما لتسليم البضاعة.
بسمة دبور إحدى التاجرات على «فيس بوك» تقول إن تلك الجروبات تخدم البائعة والمشترية بنفس المقدار، «أنا عشان أعرف أتاجر كان لازم أفتح محل وكنت هدفع دم قلبي في التراخيص والإيجار والضرايب، وبالتالي كنت هعلّي سعر البضاعة عشان ألاقي مكسب ليا بعد ده كله، بس كدة أنا بجيب بضاعتي جملة وأبيعها بهامش ربح قليل».
وتكمل «نفس البضاعة بتكون عندي وفي المحلات، بنفس الخامة ونفس الألوان، بس عندي أنا لو بـ100، بتبقى في المحل بـ200، يبقى البنات هتشتري من مين؟ مني أنا طبعا لأنه أوفرلها من المحلات بكتير، ده غير أنها مش بتحتاج تنزل وتلف، كل البضاعة قدامها على الجروب، تشوفهم وتسألني عن أي تفاصيل وبجاوب عليها لحد ما تختار ونتفق على السعر». [caption id="attachment_71474" align="aligncenter" width="785"] أحد جروبات تجارة الملابس.. عدد أعضائه يقارب 22 ألف[/caption]
آلاء حسن، إحدى عضوات عدد من جروبات التجارة، تقول إنها أقلعت عن الشراء من المحلات، «الأسعار بقت نار، وصعب ألاقي اللي أنا عيزاه، في الأول كنت خايفة لأني كنت زي اللي بيشتري سمك في مية، مش عارفة الحاجة هتعجبني على الطبيعة ولا لا، بس لما عدت بخير والحاجات عجبتني، ابتديت أعرف مين أفضل التاجرات في كل حاجة وبقيت أتعامل معاهم».
وتضيف «آلاء» أنها بعد فترة انضمت لأغلب الجروبات الموثوقة في مختلف أنواع التجارة، مثل الملابس والشنط والأحذية وحتى منتجات التجميل، «والتاجرات كمان عرفوني من كتر تعاملتنا، وبقينا شبه أصحاب حتى من غير تجارة بنتكلم ونسأل على بعض».
أما العيب في تلك الجروبات من وجهة نظر «آلاء» أن بعض التاجرات يقمن برفع السعر استغلالا لاقتصار تسوق البنات على تلك الجروبات بعيدا عن الأسعار بالمحلات.
وتكمل أن الأزمة الثانية هي عدم وجود ضمانة تُبثت للتاجرة أو المشترية حقها، فقد تأتي البضاعة على غير المواصفات التي طلبتها المشترية وتضطر لدفع ثمنها لأن التاجرة قد اشترتها بالفعل، أو قد تتعرض التاجرة للنصب حين تتهرب منها مشترية بعد أن أتت لها بما طلبت من بضائع.