الليلة التي نطقت فيها السينما بـ«هاي مام»!
في الوقت الذي عم فيه الظلام على المكان،و لاذ الجميع بالصمت في الصالة،كانت السينما تستعد للحظة فريدة وحاسمة في تاريخها، فبعد صمت استمر 32 عاما نطقت الشاشة الفضية أخيرا، ومن يومها لم تكف عن الكلام أبدا.
متى حدث ذلك؟
حدث ذلك في السادس من أكتوبر عام1927، عندما فتح الممثل "AL jolson" فمه ليقول لأمه "hi...mom"، وبالرغم من كونهم كلمتين عاديتين إلا أنهما أذهلا الجمهور الأميركي، كما أذهل من قبل "الأخوين لومير" الجمهور الفرنسي بفيلمهما الأول الذي أعلن عن ميلاد هذا الفن الساحر قبل ذلك الوقت بحوالي 32 عاما.
لكن هذه لم تكن المرة الأولى
ورغم الفترة الطويلة التي قضتها السينما في صمت،إلا صُناع السينما لم يكفوا عن محاولة إدخال الصوت على السينما، ففي البداية ظهر عازفي البيانو الذين يرافقون العرض بعزف حي على آلة البيانو في صالة السينما التي تعرض الفيلم، بموسيقى مرافقة لأحداث الفلم، وفي بعض الأماكن كان يقوم محترفون من نوع آخر بإطلاق مؤثرات صوتية خلف الشاشة، كما جرت العديد من التجارب الأخرى مثل إضافة نمر موسيقية منفصلة، وتم صنع أفلام قصيرة ناطقة.
وأول من اهتم بإدخال الصوت على الأفلام كان شركة "warner bros" التي اشترت أجهزة تسجيل صوت، وفي عام 1926 أنتجت فيلم "Don Juan" الذي احتوى على مؤثرات صوتية.
السينما المراهقة بدأت تنضج
بواسطة جهاز الـ "Vitaphone" الذي يسمح بتسجيل صوت الممثل على أسطوانة من الشمع تدرا مع جهاز العرض السينمائي بطريقة مطابقة للصورة، تمكنت شركة "warner bros" والمخرجة "Alan Crosland" من إنتاج فيلم"jazz singer"بميزانية 422 ألف دولار، الذي يحكي عن شاب يهودي يعمل مثل أبيه مُرتّلاً في المعبد. وكان الأب يتطلع إلى أن يخلفه ابنه في عمله كمغنّ للتراتيل الدينية طالما أن تربيته دينية وصوته جميل. لكن الشاب كان يتطلع إلى أماكن أخرى، إلى النجاح في الحياة العملية. وفنياً كان قد آمن تماماً بأن المستقبل هو لموسيقى الجاز. وفي هذا الوقت كان غناء الجاز مقتصر على السود ولهذا هرب من المنزل العائلي، وطلى وجهه باللون الأسود، ثم انضم إلى بعض فرق الجاز مغنياً محققاً بعض النجاح، وقد حوّل اسمه إلى جاك روبن. وكان يمكن حياة الفتى أن تتواصل على هذا النحو، لولا أن أباه وقع مريضاً ذات يوم وأشرف على الموت، فما كان من جاك إلا أن أسرع عائداً إلى البيت نادماً مستغفراً، طالباً السماح من أبيه،وأمه.
خبر غير سعيد لـ"شابلن"
وفي ظل النجاح الساحق للسينما الناطقة كان "Charlie Chaplin" يرى أن جعل السينما تـتكـلم "هرطـقـة" تلـغـي سـحر الـسـيـنـما وحـركـتها. وفـي هـذا الإطـار نـذكر كيـف أن تـشـارلي تـشابلن ظل لسنوات طويلة بعد ولادة السينما الناطقة، يرفضها مؤكداً أن في الكلام مقتلاً للسينما.
فالأمر كان كالصدمة على نجوم الأفلام الصامتة فقد تحدث فيلم "the artist" عن هؤلاء النجوم الذين فقدوا نجوميتهم مع بداية السينما الناطقة مثلما حدث مع بطل الفيلم"George Valentin" الذي كان في وقت من الأوقات فتى الشاشة الأول، ولكن بدأت نجوميته في الاختفاء مع زوال السينما الصامتة وبداية السينما الناطقة، وتم إنتاج الفيلم عام 2011 وحصل على جائزة الأوسكار