«الشيف الطائر» مطعم متنقل يعمل بالشمس.. ما قصته؟

كتبت- مي مصطفى: سيارة متوسطة الحجم، تزينها رسومات وألوان مبهجة، يعلوها لوح ضوئي يولّد الطاقة الشمسية، تقف بمنتصف الطريق توزع مأكولات ومشروبات، مشروع مطعم متنقل بهذا الشكل لن تجده سوى بسيارة واحدة فقط في مصر، وتحديدا في منطقة جليم بشرق الإسكندرية، تحمل اسم Flying chef.

خريج السياحة والفنادق يكسر التقاليد

Flying chef»» عبارة عن مشروع مطعم متنقل لأحد خريجي كلية السياحة والفنادق بالإسكندرية، قرر أن يستفيد من دراسته بشكل مختلف في تحقيق حلمه بعمل مشروع مميز، من حيث الشكل وطبيعة الوجبات والمشروبات المقدمة، وصولا إلى إنتاج طاقة شمسية تعتمد عليها آلات مشروعه.

يقول أحمد جمالي صاحب مشروع الشيف الطائر، أن فكرة عربة الأكل المتحركة بدأت تتبلور في خياله منذ عام 2010، وبالفعل بدأت فكرة المشروع في سيارة تقوم بنقل الطعام الجاهز إلى المطاعم أو الفنادق، حتى تطور الأمر، وقرر أن تكون السيارة في حد ذاتها مطعم متحرك، واختار نموذج سيارة «الفولجس فاجن» وصممها بشكل يتناسب مع تقسيمها من الداخل، لتضم مقلاة وفرن صغير، بخلاف ثلاجة المشروبات. https://www.youtube.com/watch?v=OFekdtToNlc&feature=youtu.be

وتتلخص فكرة مشروع «الشيف الطائر» في سيارة معدة لتحضير الأطعمة والمشروبات، يمكن أن تتنقل بين الشوارع والميادين، بخلاف أن المشروع يضم أكثر من طاهي يعدّون الطعام بحسب الطلب وتوصيله لأمكان مختلفة في نفس اليوم.

الأكل الأجنبي

يحرص «جمالي» على أن تكون الأطعمة مختلفة عن السائد، متخذا نمطا أجنبيا أكثر منه مصريا، وتمتاز ببعض الإضافات مثل الجبن والتوابل وغيرها، وهو نفس الأمر الذي حاول تطبيقه في عروض المشروبات، فزبائن «الشيف الطائر» معتادون على مشروبات بنكهات جديدة لا يقدمها سواه، منها «Hiwai×redbull &BlackBerry ».

الطاقة الشمسية بديلة عن الكهرباء

يوضح أحمد جمالي، أنه يعتمد على ألواح الطاقة الشمسية في مشروعه، بوضعها في سقف السيارة لتوفر طاقة كافية للإنارة بدلا من الاعتماد على بطارية السيارة نفسها.

ويطمح أحمد في تشغيل جميع معداته المستخدمة في تجهيز الطعام «الثلاجة والفرن» من الطاقة الشمسية دون الحاجة إلى الغاز أو الكهرباء.

التحديات لم تكسر أحمد

خاض صاحب مشروع الشيف الطائر الكثير من التحديات لاقتناعه بالنجاح والتميز، يقول «صرفت عشرات الآلاف على صناعة العربة وتجهيزها من الداخل، واستخراج تصاريح من محافظة الإسكندرية لأتمكن من العمل بحرية دون مضليقات».

يؤكد أحمد على تعرضه لمضايقات خلال عام 2015 من رئيس حي شرق الإسكندرية، بعد تحطيم لجنة من الحي للسيارة وما بها من بضاعة، «رغم أنها مرخصة من 3 سنوات ولها شروط أمن صناعي»، بزعم أنها غير مرخصة وهو الموقف الذي تأزم ولم يتم حله إلا بعد مراسلته لمحافظ الإسكندرية السابق هاني المسيري.

تمكن جمالي، من معاودة عمله في ديسمبر 2015 ولكن هذه المرة بمنطقة جليم وتحديدا أمام كلية الفنون الجميلة.

بماذا يحلم صاحب مشروع الشيف الطائر؟

يتحدث: «أنا بدأت مشروعي من 5 سنين وكل يوم بيمر بتأكد فيه إني كنت صح لما فكرت إزاي استغل دراستي وأطور اللي اتعلمته في إني أعمل فكرة مبتكرة تثبت نجاحها رغم الصعوبات اللي واجهتني، حتى الموقف الصعب اللي اتعرضتله مع المحافظة فكرت إزاي أستفيد منه في المستقبل وقمت بطباعة الأخبار اللي اتنشرت عن مشروعي وبقيت بحطها تحت الساندوتش قبل ما أبيعها، عشان كل زبايني يعرفوا حكاية المشروع وإزاي أنا سعيت عشان أقف على رجلي».

يدرس أحمد جمالي حاليا تطوير مشروعه حتى يستطيع توصيل الطلبات إلى أصحابها داخل سياراتهم، «طائرا بالمعنى الحرفي للكلمة».