لماذا تحرِم جامعة القاهرة طلابها من التفاعل مع الأحداث؟

لماذا تحرِم جامعة القاهرة طلابها من التفاعل مع الأحداث؟

تسابق طلاب الجامعات المصرية هذا العام في التفاعل مع الأحداث المحلية والقومية، فأوجدوا لأنفسهم مساحات يعبروا من خلالها عن آرائهم تجاه أي حدث، كقضايا فلسطين وسوريا والجزر المصرية.

لم تكن هذه المساحة من الحرية التي حصل عليها طلاب الجامعات دون مقابل، فشهدت جامعات مثل طنطا وحلوان وأسيوط القبض على طلاب شاركوا في الوقفات الاحتجاجية للتعبير عن آرائهم، لكن هذا الأمر لم يثنهم عن تواجدهم والاستمرار في إعلان مواقفهم.

إلا أن جامعة القاهرة أبت السماح لطلابها بالتفاعل مع أي من الأحداث، رغم تصريح رئيسها جابر نصار بالموافقة على التظاهر داخل الحرم الجامعي.

الجامعات تتضامن

جامعات كثيرة شهدت وقفات احتجاجية لرفض قرار ترسيم الحدود مع السعودية والتضامن مع ضحايا مدينة حلب وأداء صلاة الغائب، مثل الأزهر وبنها وحلوان والإسكندرية والفيوم والزقازيق وطنطا وعين شمس والمنوفية وأكتوبر للعلوم الحديثة والجامعة الكندية وجامعة مصر للعلوم والمعهد العالي للهندسة بالعاشر من رمضان.

وفي كلية الهندسة بطنطا حصل الطلاب على تصريح لتنظيم وقفة تضامنية مع زملائهم المحبوسين، ونشر الاتحاد على صفحته «كان اتباع الإجراءات القانونية في عمل وقفة احتجاجية ضروري وهو سبب التأخير، للحصول على الموافقة والتصريح بتنظيم الوقفة».

منع الوقفات بجامعة القاهرة

جامعة القاهرة لم تسمح لطلابها بالتعبير عن آرائهم تجاه القضايا القومية والمحلية آخرهم التضامن مع ضحايا حلب بسوريا.

في الفصل الدراسي الأول، اعتدى أفراد الأمن الإداري بجامعة القاهرة على منظمي معرض «فلسطين بوصلتنا» للتضامن مع القضية الفلسطينية، ومزقوا معرض الصور الذي نظمه الطلاب.

كما تم التحفظ على عدد من الطلاب الذين دعوا لتنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بقرار ملكية جزيرتي تيران وصنافير للمكلة العربية السعودية، فقبل بدء الوقفة وجدوا الأمن الإداري بانتظارهم، وتم التحقيق معهم وإخلاء سبيلهم.

لم يختلف مصير هؤلاء عن المشاركين في وقفة للتضامن مع ضحايا حلب، فبل بدء الوقفة أيضا تحفظ الأمن الإداري على كارنيهات الطلاب وتم التحقيق معهم وإخلاء سبيلهم.

لم تنحصر المواقف على الطلاب فقط، فوكيل كلية الزراعة بالجامعة دعا لصلاة الغائب على أرواح ضحايا حلب، لكنه سرعان ما ألغى الدعوة بحجة عدم وجود تصريح بالصلاة، كذلك عدد من طلاب كلية الإعلام.

رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، أعلن منتصف أبريل الماضي أنه لا يمانع تنظيم الوقفات الاحتجاجية داخل الجامعة للتعبير عن الرأي في القضايا القومية، بشرط تقديم طلب لإدارة الجامعة مرفق به أسماء المشاركين فى الوقفة، حتى يتحملوا مسئولية الوقفة إن حدث بها أي أعمال شغب.

لكن الطالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فرحة نادر، قالت إن  رئيس الجامعة رفض الموافقة على طلب تقدمت به لتنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بإعلان الحكومة المصرية تبعية جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية، بسبب حملها لكارنيه العام الماضي.

التنسيق مع الجامعة

وأعلن رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، عبدالله أنور، أنه تم التنسيق مع الجامعة لتنظيم وقفة تضامنية مع سوريا وصلاة الغائب على أرواح ضحايا حلب، غدا الخميس، موضحا أن الموافقة جاءت شفهية دون تصريح رسمي.

عبدالله الشافعي

عبدالله الشافعي

صحفي مصري متخصص في الملف الطلابي بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام ومتابع لأخبار الأقاليم، مقيم في محافظة الجيزة.