المقهورون في الأرض.. هذه الأفلام جسدت معاناة المواطن المصري

المقهورون في الأرض.. هذه الأفلام جسدت معاناة المواطن المصري

على مر العصور والحكومات حمل «المواطن المصري» على عاتقه أعباء ومتطلبات أكثر من أن يطيقها. والسينما نقلت في أعمال مختلفة معاناة المواطن البسيط وخلدتها في أفلام كانت من علاماتها البارزة.

وإن أردت أن تعرف كيف عانت فئات من المجتمع المصري في عصور مختلفة، يمكنك مشاهدة هذه الأفلام.

المواطن مصري

«مصري» ليست فقط جنسيته، ولكنه اسمه أيضًا، أطلقه أحد فقراء الفلاحين في قرية مصرية على أصغر أبناءه، الذي تصادف أن يكون في نفس سن ابن العمدة.

حين يُطلب ابن العمدة للتجنيد، يحاول والده بكل الوسائل منع ابنه من الذهاب للجيش، خاصة أن البلاد في حالة حرب.

يلجأ العمدة لحيلة، ويستغل سلطته وماله في إقناع والد «مصري» بإرسال ابنه باعتباره ابن العمدة، في مقابل منحه جزءًا من الأرض، ويضطر والد «مصري» للموافقة لفقره وحاجته ويُرسل ابنه للحرب، متخليًا عن اسمه وهويته الحقيقيتين.

تتعقد الأمور تباعا حين يسترد العمدة أرضه بحكم قضائي، وحين يحاول والد مصري استرداد ابنه في المقابل، حتى يصل الفيلم إلى نهايته المأساوية.

الإرهاب والكباب

فيلم لا يضم قصة واحدة فقط، بل تتعدد حكايات المصريين فيه بتعدد أبطاله. يتوجه «أحمد» ويجسده الفنان عادل إمام إلى مجمع التحرير لطلب نقل طفليه من مدرستهما البعيدة لمدرسة أقرب بعد أن تَعِبا من السير يوميا من المدرسة وإليها.

ويواجه «أحمد» تعنتا روتينيا في رحلة بحثه عن «الأستاذ مدحت»، المختص بقضيته، وتتحول الأحداث فجأة إلى سطو مسلح وعمل إرهابي على مجمع التحرير. ينضم له عدد من المواطنون تصادف وجودهم في المجمع في نفس الوقت ويروي كل منهم مشكلته.

ستجد بالفيلم المجند الذي تحولت خدمته من الوطن إلى «سعادة الباشا اللوا»، ومرورا بالفلاح الذي لم يتمكن القانون من إرجاع أرضه المنهوبة له فقرر أخذها بيده فعاقبه القانون.

الأرض

أحد أفضل الأفلام المصرية على الإطلاق للراحلين يوسف شاهين ومحمود المليجي، يتمحور حول مبدأ «الأرض عرض». حين يُفاجأ أهالي قرية «رملة الأنجب» بقرار حكومي عام 1933 بتقليل نوبة الري إلى 5 أيام بدلا من 10، وتقسيم حصة المياه بين أراضي أهالي القرية، وأرض الإقطاعي «محمود بك».

يجتمع رجال القرية للتشاور ويتفقون على تقديم عريضة للحكومة من خلال «محمود بك»، لكنه يجمع توقيعاتهم ليُنشيء طريقا لسرايته من خلال أرضهم الزراعية، فيثور الفلاحون.

ترسل الحكومة قوات الهجانة لتسيطر على القرية، وتعلن حظر التجوال، وتُنتزع الأراضي من الفلاحين بالقوة، وينتهي الفيلم بأشهر مشاهده، حين يُسحل «المليجي» على وجهه وهو يحاول التشبث بالأرض.

أنا لا أكذب ولكني أتجمل

فيلم يعرض المعاناة التي يواجهها أبناء الطبقة الفقيرة في المجتمع، خاصة مع نفور أبناء الطبقة المتوسطة والعليا منهم. يضطر الشاب الجامعي المتفوق أحمد ذكي أن يُنكر انتماءه لأسرة فقيرة تسكن المقابر، أبوه حفار قبور، وأمه تعمل بخدمة البيوت.

يتظاهر «زكي» أمام رفاقه بالكلية بأنه من أسرة ميسورة وغنية، ويقع في علاقة عاطفية مع إحدى زميلاته ابنة عائلة ثرية، حتى يُكشف أمره. في أول الأمر تتمسك الفتاة به أكثر وتعارض أسرتها، وحين تزور عائلته بالمقابر تقرر أنها لن تُكمل معه، ليتأكد زكي من طبقية وعنصرية الفئات الاجتماعية مع بعضها البعض.

فقراء لا يدخلون الجنة

فيلم بطولة محمود عبدالعزيز، الذي يشاهد في طفولته أبيه يقتل أمه بسبب خيانتها. ينتقل بعدها للحياة بأحد الملاجيء حتى يصبح شابا ويلتحق بكلية الحقوق، ويتخذ من حجرة على سطح أحد المنازل بيتًا له، ويقع في حب جارته الفقيرة.

تتعرض حبيبته للكثير من المشاكل بسبب فقرها، ويهددها مالك المنزل بالطرد لعدم سداد الإيجار. كما يقوم رئيسها في العمل باغتصابها. يودع «عبدالعزيز» في آخر الفيلم بمستشفى الأمراض العقلية.

الزوجة الثانية

يرغب عمدة القرية في إنجاب ابن يرثه ويحمل اسمه، وتمنع المشاكل الصحية زوجته من ذلك، فيطمع في خادمته الجميلة سعاد حسني والمتزوجة من فلاح فقير.

يجبر العمدة الفلاح (شكري سرحان) على تطليقها بعد تهديده بتلفيق تهم له ويتزوجها بالفعل. وتتمرد الزوجة الثانية على زواجها، وتستخدم الحيل لإبعاده عنها وتستمر في علاقتها مع زوجها الفقير.

البريء

أحمد سبع الليل شاب مصري ريفي يعيش مع أمه وأخيه، لا يعرف من الدنيا إلا قريته، خاصة أن فقره منعه من دخول المدرسة. يمثل ابن قريته المتعلم حسين وهدان نافذته الوحيدة على العالم، خاصة مع دفاعه عنه أمام سخرية باقي أبناء القرية من جهله وفقره.

يتم استدعاء سبع الليل للتجنيد الإجباري، ويتضح له أن المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية يخضعون لبرنامج مكثف من الفحص الطبي، ويُصنفون ثقافيا وعلميا، فيحتل هو لجهله وفقره ذيل القائمة.

يُوضع «سبع الليل» في حراسة أحد المعتقلات المخصصة للمسجونين السياسيين في منطقة صحراوية معزولة، ويخبره الضباط أن المسجونين أعداء الوطن، فيعاملهم بقسوة ووحشية، ويقتل أحدهم بيديه منتشيا من دفاعه عن وطنه، حتى يجد ذات يوم حسين وهدان صديقه بينهم فيبدأ في إدراك الحقيقة والتمرد.

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة