رئيس التحرير أحمد متولي
 تنازل «ساويرس» عن «ON TV».. هل هي صفقة من أجل بنك؟

تنازل «ساويرس» عن «ON TV».. هل هي صفقة من أجل بنك؟

«أبو هشيمة يستحوذ على 100% من كامل أسهم الشركة المالكة لقناة ONTV».. جاء هذا الخبر قبل قليل ليُعلن تبعية قناتي رجل الأعمال نجيب ساويرس السابقتين لشركة «إعلام المصريين» المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.

قد يبدو هذا خبرا عاديا خاصة بعد بيع ساويرس أسهم شركته موبينيل لشركة أورانج من قبل، فيما يبدو قطعا من ساويرس لكل ما يربطه بالسوق المصري، سواء في مجال الإتصالات أو الإعلام، إلا أن أقوالا تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي تطرح احتمالات أخرى لذلك التنازل.

حلم ساويرس في امتلاك بنك

ربط البعض تنازل «ساويرس» عن قناتين من أهم الفضائيات المصرية، التي لمعت مع اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، وبين رغبة نجيب ساويرس في شراء شركة «سي آي كابيتال» التابعة لبنك CIB. [caption id="attachment_79287" align="aligncenter" width="649"]سي آي كابيتال تعريف شركة سي آي كابيتال وفقا لوقع بنك CIB الرسمي[/caption]

في فبراير الماضي، أصدر موقع قناة «العربية» تقريرا حول قيام البنك الأهلي المصري بالتقدم بطلب لشراء شركة سي آي كابيتال؛ لـ«قطع الطريق أمام استحواذ أشخاص بعينهم على البنك»، وكانت شركة بلتون التابعة لـ«أوراسكوم للإتصالات والإعلام» المملوكة لساويرس قد تقدمت من قبل بطلب للشراء بنحو مليار دولار.

ذكر التقرير، الذي حمل عنوان «تفاصيل خطة ساويرس لامتلاك بنك عبر سي آي كابيتال»، أن ساويرس يسعى منذ فترة لامتلاك بنك خاص، ولجأ إلى البنك المركزي لطلب الموافقة على الترخيص لبنك جديد، لكن طلبات تراخيص بنوك جديدة تُرفض، لذلك لا سبيل أمامه سوى الاستحواذ على بنك قائم بالفعل.

موقع «دوت مصر» ذكر أن الاتفاق الأخير بتنازل ساويرس عن أون تي في لأبو هشيمة يأتي ضمن استراتجية شركة «إعلام المصريين» في ضخ استثمارات كبيرة بقطاع الإعلام المصري لـ«استعادة قوة مصر الإعلامية في مجال صناعة التلفزيون والدراما وفق قواعد تنافسية طموحة».

ذلك دعا الكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للربط بين الأمرين، زاعمين أن التنازل الأخير جاء كصفقة بين ساويرس والدولة، -باعتبار قرب ابو هشيمة من النظام- تقتضي بتنازله عن القناتين في مقابل السماح له بالاستحواذ على سي آي كابيتال.

في المقابل، توقع آخرون أن التنازل لن يؤتي ثماره المرجوّة، ولن يجدي نفعا في ظل إصرار الدولة على عدم تملّك ساويرس الشركة شديدة الأهمية في سوق الاقتصاد المصري، مؤكدين أن ساويرس سيخرج خالي الوفاض، ولن ينل سوى خسارة قناتيه الفضائيتين.

الأمن القومي يهدد «ساويرس»

محكمة النقض المصرية وقفت في صف «ساويرس» حين أصدرت حكما نهائيا وباتا في 21 أبريل الماضي يسمح له بالمضي في تنفيذ صفقة شراء شركة سي أي كابيتال من البنك التجاري الدولي.

في وقت سابق قال ساويرس إن الصفقة تعثرت بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، وانتقد الحكومة لتدخلها في الأنشطة التجارية معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى هروب المستثمرين.

تُرى هل هناك صفقة حقا؟.. ومن ربح بتلك الصفقة؟ هل سيخرج ساويرس منها منتصرا وبين يديه شركة اقتصادية بارزة مثل سي آي كابيتال؟ أم سيكون الخاسر الوحيد بعد أن فقد فضائيتئه؟

الأيام المقبلة هي التي ستكشف دوافع «ساويرس» الحقيقية وراء التنازل عن منصته الإعلامية البارزة، وما إن كان ذلك في سبيل الشركة التي استعصى عليه شرائها، أم فقط مجرد صفقة اقتصادية بين رجلي أعمال.

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة