رغدة عاطف تكتب: الجميلات و«مدينة البط»

رغدة عاطف تكتب: الجميلات و«مدينة البط»

انتشرت ظاهرة التحرّش بشكل ملحوظ في مصر والوطن العربي عامةً، سواء كان لفظيًا، جسديًا، أو جنسيًا. الإحصائيات بتقول إن 83% من نساء مصر تعرّضن لأحد أنواع التحرّش الجنسي، وللأسف مصر بتُعتبر من أعلى دول العالم في نسبة التحرّش بعد أفغانستان.

الرئيس السابق عدلي منصور، أصدر في 5 يونيو 2014، قانون لردع التحرّش.. القانون نص على أنّ «كلّ من تحرّش بأنثى عن طريق التتبع أو الملاحقة سواء بالإشارة أو بالقول أو بوسائط الاتصال الحديثة أو أيّة وسيلةٍ أخري، بإتيان أفعالٍ غير مرحّبٍ بها تحمل إيحاءاتٍ أو تلميحات جنسيّة، في مكانٍ عام أو خاص، يُعاقب بالحبس مدّةً لا تقلّ عن سنة و غرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد علي عشرين ألف جنيه، مع وضع المتحرّش تحت المراقبة».

طيب هاه.. إيه اللي حصل؟؟

ورغم وجود قانون للتحرّش إلا أنّ الظاهرة مستمرة، بل بالعكس انتشرت كمان في الآونة الأخيرة بشكل كبير حتي أصبح شيء طبيعي.

بتكلّم مع صديق لي حول موضوع التحرّش من حيث اسبابه والحلول، فقال لي «المشكلة في لبس البنت، اصلها لو كانت لابسه كذا، ماكنش حصل كذا».

بالضبط كده المجتمع المصري شايف إن اللبس هو المبرر الأساسي للتحرّش، طيّب لو التحرّش سببه لبس البنت ليه بيحصل تحرش بالمنتقبات ؟ ليه بيتم التحرّش بالأطفال والستات الكبيره ؟ ليه راجل قد والدي بيتحرّش بيّا ؟ ليه الطفل اللى عنده 5 سنين بيتحرّش؟  ليه طالما اللبس هو مقياس للتحرّش ولا هي شماعه وبتعلقوا عليها هوسكم الجنسي ؟

التحرّش في مصر بقي زي «العاده» حاجه طبيعيه إنها تحصل مهما وضعوا قوانين بتبقي مجرد شكليات مش أكتر، حكت ليّ زميله عن إنه تم الإعتداء عليها ولما صرخت وقالت إن الشخص ده كان بيحاول يتحرّش بيها كان رد فعل الناس «خلاص يا بنتي المسامح كريم وبعدين انتي بنت».

اكيد مش الكل كده بس دي عينه من اللى عايشين معانا في «مدينة البط» لما تسمحوا لمتحرّش يمشي بحجه إن المسامح كريم وإنها بنت !! ايّ عقل ده

أنا كـ بنت بعاني من موضوع التحرش سواء كان عن طريق الكلام او اللمس ومهما حاولنا إننا ندافع عن نفسنا علي الأقل نعمل محضر بيتقاللنا: «ماهو لو انتى لابسه محترم ماكنش عمل فيكي حاجه»، أو «أنتي بنت وهاتجيبي الكلام لأهلك والبنت سمعه»،  ياريت بلاش تبرروا التحرّش باللبس وإن البنت هي السبب، المتحرّش ده مريض

وختامًا دافعي عن نفسك، خدي حقك بإيدك خلّي معاكي دائمًا «صاعق كهربائي»، اصرخي  وافضحي المتحرّش  وماتخافيش من المجتمع اللي شايفك مجرد لحمه وناقصه عقل ودين وكوني قوية «فالجميلات هنَّ القويّات» كما قال الشاعر الفلسطيني، محمود درويش.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر