بعد اختفاء الطائرة المصرية.. أكثر حوادث الطيران غموضا
بمجرد إقلاع الطائرة تظهر في أجهزة الرادار، الذي يتتبع حركتها سرعتها ارتفاعها، وتظل ظاهرة حتى تصل إلى وجهتها وتختفي بهبوطها، إلا أن بعض الطائرات اختفت من على شاشات الرادار فجأة دون مقدمات.
تاريخ الملاحة الجوية حافل بالكثير من حالات الاختفاء الغامض، مثل الطائرة المصرية رقم MS 804 التي اختفت فجر اليوم الخميس، وظل البحث عن الطائرة أو حطامها ساريًا لأيام، وفي بعض الحالات لم يعثر عليها أبدا؛ لمعرفة مصير الطائرة ومن على متنها.
الخطوط الجوية الفرنسية رحلة 447
في 31 مايو 2009، وتحديدا في الثامنة وثلاث دقائق مساءً -بالتوقيت العالمي- أقلعت طائرة من طراز «إيرباص إيه 330-203» من ريو دي جانيرو بالبرازيل متجهة إلى العاصمة الفرنسية باريس، ولكنها لم تصل إلى وجهتها أبدًا.
آخر اتصال من الطاقم كان رسالة روتينية لمراقبي الحركة الجوية البرازيلية في الواحدة وثلاث وثلاثين دقيقة صباحا، وكانت الطائرة على حدود المجال الجوي البرازيلي، وعلى أعتاب الدخول في المجال الجوي السنغالي.
بعد 40 دقيقة، بدأت الطائرة في إرسال رسائل آلية لمدة 4 دقائق، وهي إشارات تحذيرية لوقوع مشاكل على متنها، ثم اختفت عن شاشات الرادار المدنية والعسكرية في منطقة ما فوق المحيط الأطلسي حوالي الساعة السادسة صباحا.
طوال 5 أيام لم تتمكن فرق البحث والإنقاذ من معرفة مكان الطائرة أو حتى العثور على حطامها، حتى تمكنوا أخيرًا من انتشال جثتين وبعض الحطام الطافي فوق مياه المحيط، على بعد 680 ميل شمال شرقي السواحل الشمالية الشرقية للبرازيل.
كان من ضمن الحطام حقيبة بها تذكرة طيران، وتأكد لاحقا أنه حطام الطائرة المفقودة، وتوقف البحث بعد 21 يومًا بعد انتشال جثث 51 راكب من المحيط، من أصل 228 راكبا بينهم طاقم الطائرة وعددهم 12 شخصا.
كان الحادث غامضًا، ليس فقط لاستمرار البحث عن الطائرة لـ5 أيام، بل وأيضًا لمقتل جميع من كانوا على متن الطائرة، وعدم وجود شهود عيان شاهدوا الطائرة وهي تسقط أو تتحطم، كما لم يُعثر على الصندوقين الأسودين إلا بعد عامين على الحادث.
الخطوط الجوية الماليزية الرحلة 370
أنت تذكر هذا الحادث بالتأكيد، فقد شغلت الطائرة الماليزية الرأي العام الدولي منذ اختفائها منذ أكثر من عامين، ولم يُعثر على حطامها حتى هذه اللحظة.
أقلعت الطائرة من كوالالمبور في رحلة دولية إلى ماليزيا ثم بكين. بدأت الرحلة بعد 42 دقيقة من منتصف ليل 8 مارس 2014، وعلى متنها 227 راكب و12 من الطاقم، وكان مقررا لها أن تصل الصين في السادسة والنصف صباحًا.
في الواحدة وتسعة عشر دقيقة صباحًا وردت آخر رسالة من الطائرة، حين قال قائدها «حسنًا تصبحون على خير»، وبعد دقيقتين أغلقت جميع أجهزة الإرسال على متن الطائرة.
في الثانية والربع ظهرت الطائرة لآخر مرة على الرادار العسكري للجيش الماليزي قبل أن تختفي إلى هذه اللحظة بمن كانوا على متنها، ولم يُعثر عليها إلى الآن.
الحادث ربما يكون الأكثر غموضًا على الإطلاق في سجلات الطيران الدولية، وتشارك في عمليات البحث 13 دولة كُبرى، مستخدمين طائرات وسفن وحتى الأقمار الصناعية دون فائدة.
أميليا إيرهارت
كانت أميليا متوفقة في الطيران، حتى أنها كانت أول سيدة تحصل على صليب الطيران الفخري الأمريكي. أثناء محاولتها للدوران حول الكرة الأرضية عام 1937 باستخدام الطائرة لوكهيد ل-10 إلكترا، اختفت إيرهارت فوق وسط المحيط الهادي فجأة.
لم تكن تلك أول رحلة للدوران حول العالم، لكنها كانت الأطول حيث تبلغ 47،000 كم، لاتباعها مسار خط الاستواء القاسي، لكنها اختفت فوق المحيط الهادي دون أثر.
تضاربت الأقوال حول ما حدث للطائرة، البعض أكد أن جهاز الإرسال ظل يرسل إشارات استغاثة لثلالثة أيام، فيما قال آخرون أنها كانت في مهمة تجسسية أمريكية على الجيش الياباني الذي اختطف الطائرة. ظل البحث جاريًا لمدة عامين دون أدنى أثر للطائرة أو حطامها، أو حتى جثة أميليا، حتى توقف البحث وأُعلن عن وفاتها.