من محمد دياب؟ وما قصة فيلم «اشتباك»؟
الدورة الـ69 من مهرجان «كان السينمائي» شهدت عرض الفيلم المصري «اشتباك» في قسم نظرة ما وقد حظى الفيلم على إعجاب الكثير من النقاد.
وفي هذا الموضوع نعرض لكم تعريف بمخرج الفيلم محمد دياب وقصة فيلمه إشتباك وكذلك رأي النقاد في التقرير الغير متوقع الذي بثه التليفزيون المصري ويتضمن إنتقاد موجه للمخرج محمد دياب ووصفه بـ«ناشط السبوبة» ولم يعير إهتمام بفيلمه إشتباك الذي شارك في كان.
من هو محمد دياب؟
تخرج من كلية التجارة وإدارة الأعمال وعمل في أحد البنوك ونمت بداخله هواية حب الكتابة فترك عمله وقرر أن يشبع حبه في الكتابة من خلال دراسة فن كتابة السيناريو. وتمكن من كتابة العديد من السيناريوهات و أخرج أيضًا.
شارك دياب في مجال إعداد حلقات من برنامج «الطريق الصح»، «رحلة اليقين» للداعية معز مسعود وأيضًا برنامجه «خطوات الشيطان» وقد أعد حلقاته مع إخوته خالد دياب وشيرين دياب.
وعمل كمذيع ومعد لحلقات برنامج غني صح على قناة راديو صوتكم، كما عمل أيضًا كشاعر وكتب أغنية الطريق الصح التي غناها محمود العسيلي ولحنها الداعية معز مسعود وكتب كذلك كلمات أغنية "تتجوزيني" التي غناها هاني عادل ولحنها معز مسعود أيضًا.
أهم أعماله الفنية
دياب كتب العديد من السيناريوهات لأفلام لها ثقل درامي منها فيلم «أحلام حقيقية»، «الجزيرة2»، «ألف مبروك»، «ديكور»، «بدل فاقد» وفيلم «678» الذي يعد أيضًا التجربة الإخراجية الأولى له والذي ناقش قضية نعاني منها جميعًا في مصر وهى «قضية التحرش» وكيف يمكن أن نواجهه، وذلك من خلال حكايات ثلاث فتيات فايزة وصبا ونيللي.
فيلم «قضية التحرش» قال عنه الكاتب الصحفي لويس جريس بإنه «يقدم معالجة راقية لظاهرة التحرش الجنسي، ويدعم دعوة الفيلم للفتيات إلى تعلم الألعاب القتالية واللجوء إلى إستخدام العنف لحماية أنفسهن من التحرش»
كما أن الفيلم أصبح نموذجًا يتم الحديث عنه وعرضه في المبادرات التي تتم ضد التحرش. وبعد عامين من عرضه أيضًا تعرضت إحدى الفتيات تدعى مروة 24 عامًا للتحرش الذي شبهته بما حدث في فيلم 678 مع فايزة.
وحكت تجربتها وقالت «وأنا في المترو إتجاه المرج حصل معايا نفس التحرش اللي حصل في فيلم 678، وعشان إحنا كبنات بقينا متعودين على ده روحت شايلة دبوس بسرعة من راسي وشكيت المتحرش في إيده جامد، وبعديها الحيوان إتحرك من جنبي من غير ولا كلمة وهو ماسك إيده بعد ما كانت بتنزل دم ».
مهرجان كان
مهرجان كان من المهرجانات السينمائية العالمية ويرجع تأسيسه إلى سنة 1939 وهو يقام كل عام عادة في شهر مايو، في مدينة كان في جنوب فرنسا، أما مركز إقامته فيكون في قصر المهرجانات في شارع لاكروازييت الشهير على سواحل خليج كان اللازوردية وجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم هى من الجوائز الهامة التي توزع في المهرجان.
مشاركة السينما المصرية
أي مخرج سينمائي مصري يطمح أن يشارك فيلمه في مهرجان كان لأنه يشعر بفخر أن يمثل مصر في المهرجانات العالمية، وقد شاركت السينما المصرية على مدار تاريخها بعدة أفلام، منها «الليلة الأخيرة» لكمال الشيخ، «إسكندرية ليه»، «المصير»، «صراع في الوادي» ليوسف شاهين، و«شباب إمرأة» لصلاح أبو سيف، «الحب فوق هضبة الهرم» لعاطف الطيب وفيلم «بعد الموقعة» ليسري نصر الله.
اشتباك
هى التجربة الإخراجية الثانية لمحمد دياب بعد تجربة فيلم 678 وتدور أحداث الفيلم في مساحة لاتزيد عن 8 أمتار داخل عربية ترحيلات بها العديد من المتظاهرين المؤيدين والمعارضين ويتخلل المشاهد لحظات جنون وعنف ورومانسية وكوميديا أيضًا واستعد محمد دياب للفيلم منذ عام وتم بناء عربية شبيهة لعربية الترحيلات و تم تدريب الممثلين على التمثيل فيها لمدة 6 شهور.
فيلم إشتباك إنتاج مشترك بين فرنسا و مصر وألمانيا والإمارات العربية المتحدة ومن بطولة «نيللي كريم»، «طارق عبد العزيز»، «هاني عادل»، «أحمد مالك»، «أشرف حمدي»، «محمد عبد العظيم»، «جميل برسوم»، وآخرين ومن تأليف محمد دياب وخالد دياب وإخراج محمد دياب.
اختار النقاد فيلم إشتباك للمشاركة في قسم نظرة ما بمهرجان كان بناءًا على وصفهم له بأنه أحد أهم المواد البصرية التي توثق الوضع في مصر الحديثة. وقد حظى الفيلم بإشادة العديد من النقاد العرب والعالميين بعد عرضه العالمي الأول في افتتاح قسم نظرة ما.
تم تصنيفه ضمن قائمة أفضل 10 أفلام عرضت خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي في فرنسا، ووصفه موقع «هوليوود ريبورتر» بأحد كنوز المهرجان الخفية
وقال المخرج محمد دياب في حوار مع برنامج موعد في كان بأن «الفيلم إنساني وليس يؤرخ فقط الأحداث السياسية التي تحدث في بلدنا بل يصلح لأن يؤرخ أي نزاعات سياسية وفكرية وأهلية في أي دولة».
وعبرت نيللي كريم عن سعادتها بالمشاركة في الفيلم وقالت من خلال تصريح لموقع جو2فن « الحمد لله إننا أستطعنا أن نقدم تجربة بهذا الشكل ونصل بالسينما المصرية الى هذه المكانة الذي يجب أن تكون عليها دومًا لاننا نمتلك طاقات كبيرة وأحلام يجب أن نسعي دائمًا لتحقيقها وتظل راية السينما المصرية مرفوعة دائمًا في كل المهرجانات الكبرى».
أما الداعية معز مسعود، فقد واجه عدة اعتراضات لمشاركته في إنتاج الفيلم، الأمر الذي دفعه للرد عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك قائلا «لكل من سأل.. رسالتي الإنسانية أعبّر عنها بكل ما هو راقي من برامج وأغاني ومسلسلات وأفلام».
وقد علق على إحدى الفيديوهات مع محمد دياب وأخوه خالد دياب وقال «فيلم اشتباك إنتاج مشترك بيني وبين عدة منتجين عالميين، وهو إمتداد لتعاوني الفني مع محمد وخالد دياب، بعد برنامج خطوات الشيطان 1 و 2 وسعيد بنجاحه في مهرجان كان»
الصفعة الغير متوقعة
برنامج التوك الشو الرئيس على التليفزيون المصري وعلى غير توقع الكثيرين، عرض تقريرًا عن شخص محمد دياب، ووصفه فيه بـ«ناشط السبوبة»، واتهمت مقدمة البرنامج الإعلامية أماني الخياط، محمد دياب بتعمد تشويه صورة مصر في أعماله الفنية، مثل فيلم « 678» الذي نقش قضية التحرش.
الناقدة ماجدة موريس قالت «أنا ضد تشويه محمد دياب، هو مخرج جيد وأول فيلم أخرجه كان فيلم 678 يدل على إنه مخرج وكاتب وإنسان مفكر، وماقالته "أماني" هو كلام مرسل لايليق ببها ولايليق بالتليفزيون المصري ولا يحق لأحد أن يتكلم بهذا الشكل و«يفتي» فيما لايعرف».
أضافت لشبابيك: «أثق في النقاد الكبار المصريين الذين حضروا الفيلم وكتبوا عنه وأشادوا به إشادة كبيرة وهم لا تربطهم أي مصالح بين محمد دياب فهم عبروا بحرية عن ما شعروا به تجاه الفيلم»
أما الناقد رامي عبد الرازق فأشار إلى أنه من غير المتوقع عرض تقرير "يشوه" مخرج الفيلم عبر التليفزون المصري بعد مشاركة الفيلم في أكبر مهرجان سينمائي بالعالم.