نائب «وزير التعليم»: النشاط عاد للجامعات والمخابرات قد تحاضر داخل الحرم (حوار)
حوار- حسين السنوسي وعبدالله الشافعي، تصوير- أسماء رضا
يؤدي نائب وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية، صبحي حسانين، دورا هاما في رسم خريطة العمل الطلابي ومتابعتها بالجماعات المصرية.
وبحكم رئاسته للجنة العليا المشرفة على انتخابات الاتحادات الطلابية العام الجاري 2015-2016، فلديه كواليس ما يشبه «المعركة» التي يخوضها طلاب بالاتحادات مع وزارة التعليم العالي، بعد إيقاف إعلان النتيجة النهائية لاتحاد مصر وإحالة ملف الانتخابات للقضاء.
«شبابيك»، حاور «حسانين» وتعرف منه على كواليس انتخابات اتحاد الطلاب، كما تحدث عن ممارسة السياسة داخل الحرم الجامعي، وكشف عن تفاصيل الزيارات الدورية التي قام بها طلاب لجهاز المخابرات العامة برعاية الحكومة، ووجه انتقادات للطلاب الفائزين بالمكتب التنفيذي لاتحاد مصر لعدة أسباب نفصلها في الحوار.
إلى نص الحوار:
كيف ترى اتهام حركات طلابية للوزارة بتبني كيانات طلابية ورعايتها؟
أنا المسئول عن الأنشطة الطلابية في الوزارة، ولا نتبنى أسر أو كيانات طلابية، وما يشاع من دعم الوزارة لبعض الكيانات غير حقيقي ولا يوجد ما يثبت ذلك، وما يردده البعض عن وجود شعار الوزارة على استمارات عضوية أحد الكيانات «يقصد ائتلاف صوت طلاب مصر» لا نعلم عنه شيء، ولو كانت الوزارة تدعم أي طرف لماذا لم يفز في الانتخابات؟، كما أن ما يشاع عن دعم الوزارة لكيان طلابي يسمى «تحيا مصر» غير صحيح.
يستكمل: مجتمع الطلاب واعي والساذج هو من يفكر في التأثير على الطلاب لصالح اتجهات معينة ولن يفلح في ذلك، لأن الطلاب قادرين على التمييز والتحرك وفق أفكارهم ومعتقداتهم، ونحن نريد أن يكون للطالب شخصية مستقلة.
يُقال أن شروط الترشح الموجودة في اللائحة تعسفية، لماذا لم يشترك الطلاب في وضع هذه البنود؟
نظمنا معسكر طلابي في أبو قير شهر نوفمبر 2015، وشارك فيه طلاب تم اختيارهم من قبل إدارات الجامعات من طلاب الأنشطة والاتحادات القديمة وبحضور نواب رؤساء جامعات القاهرة وبني سويف والزقازيق، وتم الاتفاق على 37 بند من بنود اللائحة الـ54، لكننا فوجئنا بخروج عدد من الطلاب من القاعة، وجاءتهم اتصالات هاتفية لم نعلم جهتها، ثم أعلنوا انسحابهم من المشاركة، واستكملنا النقاش في باقي البنود وشارك المنسحبون في الجلسة الختامية لاختيار الصيغة النهائية للائحة، وبشكل عام الاختلاف حول البنود كان بين الطلاب ولم تتدخل الوزارة.
هل سيتم تعديل اللائحة الطلابية العام القادم؟
كل شيء متوقف على ما ستؤول إليه الأمور وما يحكم به القضاء في الطعون المقدمة على اللائحة والانتخابات الطلابية.
بعض رؤساء الاتحادات قالوا أن ضعف الميزانية أعاقهم عن تنفيذ الأنشطة، ما ردك؟
لا أعتقد أن أي اتحاد طلب تنفيذ أي نشاط ورُفض بسبب الجوانب المادية، كل الجامعات تدعم الاتحادات الطلابية، وأي نشاط حقيقي أو مشروع جاد يتم طرحه بالجامعات تدعمه بالماديات التي يطلبها.
من المتسبب في الخطأ الاجرائي لانتخابات اتحاد طلاب مصر، المعلق نتيجته للآن؟
عقدت الانتخابات يوم الخميس الموافق 10 ديسمبر 2015، وحضر طالب من جامعة الزقازيق بصفة نائب رئيس الاتحاد لكنه لم يكن مقيد في الكشوف الانتخابية، وأبلغنا أن زميله استقال من المنصب وتم انتخابه بدلا منه، أجرينا اتصالا بالجامعة وأكدت كلام الطالب لكنها لم تخبرنا بطريقة انتخابه، هل من خلال مجلس الاتحاد أم من مجلس اتحادات الكليات.
المستشار القانوني للمجلس الأعلى للجامعات أبدى رأيه بالسماح للطالب بالتصويت، وإذا كان هذا الصوت مؤثرا في النتيجة وتبين عدم قانوينة انتخابه بجامعة الزقازيق يتم إعادة الانتخابات، وإذا لم يؤثر صوته يتم اعتماد النتيجة، وكان صوته مؤثرا نظرا لتساوي الأصوات في الجولة الثانية بين مرشحي جامعة القاهرة والإسكندرية.
وأعلنت اللجنة يوم الخميس نتيجة التصويت بفوز الطالب عبدالله أنور رئيسا لاتحاد طلاب مصر، وعمرو الحلو نائبا له، على أن يتم اعتمادها الإثنين الموافق19 ديسمبر 2015، في حال عدم وجود طعون على النتيجة، إلا أننا فوجئنا برفع دعوى قضائية تطالب بوقف إعلان نتيجة الانتخابات لحين الفصل في قانونية انتخاب نائب رئيس اتحاد جامعة الزقازيق، وعقب ذلك أرسلت جامعة الزقازيق فاكس يبين عدم صحة انتخاب هذا الطالب ولم يعيدوا إجراء الانتخابات مرة أخرى.
كيف تقيم تجربة الاتحادات الطلابية بعد توقفها لعامين؟
التجربة كانت جيدة على مستوى الجامعات، وهناك اتحادات ضربت أمثلة جيدة واجتهدت، واتحادات لم تقدم بمستوى جيد لانشغالها بقضية اتحاد طلاب مصر الذي كنا نتمنى استكمال تكوينه.
هل من حق الطلاب ممارسة الأنشطة السياسية داخل الجامعات؟
لا توجد أي مشكلة في ممارسة الطلاب للأنشطة السياسية داخل الجامعات، لكن المرفوض هو الأنشطة الحزبية، ونحن لا نريد أن تكون الجامعة منبرا للهجوم على المجتمع، فالطلاب هم قادة البلد في المستقبل وهم العصب الحقيقي للدولة، ما نريد الحد منه هو النشاط الحزبي والعقائدي في الجامعات.
لا توجد أي شخصية عامة في المجتمع لم تمارس أنشطة داخل الجامعات،و أحد مفردات النجاح الحقيقي هو النشاط داخل الجامعات، ونحن نريد تكوين وبناء حقيقي للطلاب حتى يتم تجهيزهم لسوق العمل ويكونوا عناصر فعالة في المجتمع.
أعدت وزارة التعليم العالي لطلاب الاتحادات زيارة إلى جهاز المخابرات، ما الهدف منها؟
نظمنا زيارات طلابية إلى جهاز المخابرات العامة، وقسمنا الجامعات إلى 4 أفواج يضم كل فوج أعضاء الاتحادات والمتميزين في الأنشطة الطلابية، وكان الهدف منها أن يتعرف الطلاب على القضايا التي تشغل الرأي العام بشكل قريب، فالطلاب هم عصب الدولة ويجب أن "يحتكوا بالأجهزة السيادية"، وهناك اقتراح بتنظيم ندوات داخل الجامعات يحاضر فيها بعض أفراد المخابرات.
من الذي وجه الدعوة؟ وهل تعتبر الأولى من نوعها؟
الزيارة لم تكن الأولى من نوعها، بل سبقتها زيارة العام الماضي، والدعوة موجهة من وزارة التعليم العالي، في إحدى الاجتماعات مع أفراد المخابرات لمناقشة قضايا تخص الجامعات، عرضنا عليهم أن يكون هناك فرصة ليزور الطلاب مبنى المخابرات والتعرف على أهم القضايا، ووجدنا موافقة منهم.
البعض وصف الزيارة بغسيل المخ، كيف تراها؟
أتحدى لو تم توجيه الطلاب بالحديث عن شيء بعينه، لقد أشرفت على هذه الأفواج وقلت لهم أن سقف النقاش مفتوح بشرط الالتزام بآداب الحوار، وطرحوا قضايا كبيرة تخص الدولة وأمنها القومي مثل قضايا الأقليات والإخوان المسلمين والحدود المصرية، ونسوا التحدث عن اتحاد طلاب مصر وما يحدث في الجامعات إلا نهاية اللقاء ولم يأخذ إلا دقائق معدودة.
ماهي الأنشطة التي تم تنفيذها خلال 2015-2016؟
نفذنا جميع الأنشطة الواردة في خطة 2015-2016، سواء على مستوى الأسابيع القمّية، كانت البداية مع محافظة الإسماعيلية بحضور رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، كمان عملنا في شهر 9 عام 2015 أسبوع المهرجانات الشعبية والبيئية في جامعة سوهاج، وأسبوع الفتيات وبطولة الطائرات الورقية التي شارك فيها دول عربية
كما نفذنا أنشطة رياضية مصاحبة مثل دورة الشهيد الرفاعي الذي استضافته جامعة حلوان، ودوري القطاعات تقسيم الجامعات لـ6 قاطاعات، وكذلك أنشطة العلوم سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
هل الأسابيع القمّية تنفذ بشكل دوري؟ وعددها خلال العام؟
الأسابيع القمّية تقام بشكل سنوي، لكنها توقفت منذ عام 2011، وانطلقت مع الأنشطة خلال هذا العام بشكل ملحوظ، والاتحاد الرياضي للجامعات يعلن عن الأنشطة الرياضية الذي اتولى رئاسته أما باقي الأنشطة تعلنها لجنة الوزارة الذي يرأسها الوزير ونوابه فيها، ويتم تنفيذ هذه الأنشطة في كل الجامعات بشكل دوري.
ما هي آليات اختيار الجامعة المستضيفة للقاءات القمية؟ ومن يتكلف المصاريف؟
نقوم بالإعلان عن الملتقى، وترسل الجامعات التي ترغب في الاستضافة ملفا كاملا عن إمكانياتها المادية وحصر الملاعب والصالات والقاعات، واستعداداتها لتسكين الطلاب والوفود الخارجية والضيوف، ويتم إرسال أفضل 3 ملفات للوزير ليتم عرضه في المجلس الأعلى للجامعات ويتم التصويت على الجامعة التي ستستضيف الملتقى.
والجامعة المستضيفة من المفترض أن تتحمل التكاليف، وتقوم كل جامعة بدفع اشتراك، كما تمول وزارة التعلم العالي هذا الملتقى بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.