أوعي تخبي عليه حاجة زي كده وانتو مخطوبين

بيدٍ مرتعشة تمسك هاتفها لإسكات رنينه المزعج، ويزداد الألم ليصبح غير محتمل. تتكيء على سريرها للوصول إلى مسكن، فتفاجأ بصوته قادم من الخارج.

تتعالى دقات قلبها إلى درجة تسقطها أرضًا دون أن تعلم بماذا ستفسر له مرضها؟ وهل ياترى كانت على صواب عندما قررت السكوت؟

تقول استشاري العلاقات الأسرية نوران الشريف إن السبب الرئيسي وراء الكذب في أي علاقة سواء كانت ارتباط أو خطوبة أو جواز يرجع إلى شعور أحدهما بأن الصدق في بعض الأمور سينهي العلاقة بينهما وبخاصة فيما يتعلق بالأمراض.

الكذب ملوش رجلين

إسراء عادل (اسم مستعار) متزوجة: «لما اتجوزت كان ارتباطي مجرد جواز صالونات، وبعد فترة من الخطوبة كنت عاوزه أقوله إني عندي السكر بس والدتي رفضت تمامًا وقالتلي إن الناس كلها عندها سكر فبلاش تقوليله، بس للأسف بعد الجواز وتقريبًا بعد شهر، هو عرف لما تعبت، طبعًا كانت صدمة ليه؛ لدرجة إنه كان شايف إن أهلي جوزوه واحدة مريضة».

«الخوف الأكبر لما عرف إني حامل، بدل لما ينبسط زي زي كل الناس، خاف وقالي كلمة واحدة يا ترى إبني هيبقى عنده السكر هو كمان ولا».

تقول «الشريف» إن: «الطرف الكاذب هنا لديه إحساس دائم بوجود مشكلة ما، بينما المكذوب عليه سيشعر بقلة ثقة تصل إلى ذورتها مع ازدياد المشكلة؛ لذلك إذا لم يتقبل الطرفان بعضهما البعض في كل شىء حتى وإن كان ذلك في الأمراض ينبغي عليهم الإنفصال سريعًا لأن المرض إذا كان سببًا في الإنفصال فهذا يدل على خطأ الاختيار منذ البداية».

مريض بنفس المرض

شيماء إسماعيل (اسم مستعار) متزوجة: «لما اتجوزته والدتي معرفتهوش إن عندي صرع بسبب حادثة قديمة حصلتلي، بس بعد فترة لقيته اتفاجيء إني اغمى عليا واتشنجت ومكنش عارف يعملي حاجة، لما روحنا للدكتور عرف إن جوزي مش عارف بس الأغرب إن الدكتور سأل جوزي لما شافه عن السبب اللي عمله انخساف (علامة) في وشه وبعدها عرفت إني دي كانت حادثة حصلتله هو كمان عمل بيها عملية تربنة (ترقيع) بس كانت اخف مني وموصلتهوش للصرع».

استشاري العلاقات الأسرية ارجعت السبب الرئيسي للكذب إلى: «للأسف مجتمعنا يشعر مواطنيه أن المشاكل الصحية كارثية؛ لذلك يلجأ الكثيرون إلى الكذب، إضافة لقلة الوعي».

انفصلنا بسبب مرضها

هاني منير (اسم مستعار): «لما ارتبط بيها كنت عارف إنها عندها مشكلة في التنفس بس بعد فترة اكتشفت إنها عندها مشكلة أكبر من كده والموضوع عدى ومكنش في مشكلة بس المشكلة الحقيقة بالنسبالي إني عرفت إن أخوها كان عنده مشكلة وفي الوقت ده قررت إني مش هكمل معاها».

الصراحة هتنجييك

أمجد محمد (اسم مستعار): «بعد ما اتقدمتلها بفترة كان في حاجة واحدة هي اللي مسيطرة عليا، الحاجة دي مكنتش عارف هتنهي علاقتي بيها ولا لأ ولما جاتلي الشجاعة روحت قولتلها إن عندي شبه قصور في الإتزان لإن عضمة فخذ الرجل فيها واحدة أطول من التانية، ولقيتها بتقولي أنا أصلًا مأخدتش بالي».

«بس بعدها بفترة حصل اللي كنت خايف منه لما لقيت واحدة من أهلنا لإننا كنا قرايب، رايحة تقول لخطيبتي وأهلها إني عندي عندي إعاقة، الحمدلله أهلها ردوا عني والموضوع عدى على خير، بس في المقابل لقيت خطبيتي بعد ما صارحتها جايه تقولي إنها كانت عاملة عملية في رجلها ومحتاجة علشان تحسن مكان العملية عملية تجميل، فأنا رفضت وقولتها مش لازم تجميل أنا قابلك بكل اللي فيكي».

الصراحة في الحب خيانة

أمنية ياسر (اسم مستعار): «لما ارتبطنا هو كان عارف إن علاقاتي اللي قبل كده كانت مجرد إعجاب موصلش لحب وهو فعلًا مكنش عنده مشكلة في ده خالص، بس لما ظهر صديق قديم ليا كان صارحني بحبه قبل كده، أنا قفلت الدنيا معاه وبعدها روحت وقولت للإنسان اللي أنا مرتبطة بيه عن الحوار اللي دار بينا، بس بعدها لقيته بيقولي إنتي معرفتنيش إنك كنتي بتحبي حد قبلي».

«فقولتله أنا مخبتش حاجة لإني مكنتش بحب وأنا بعرفك من باب العلم ومن بعدها بقيت أنا الشخصية اللي بتلف وتدور وهو بقى المصدوم فيا».

أما عن طريقة التعامل الصحيحة، اختتمت «نوران»: «في البداية لابد لك أن تتقبل الموقف مهما كان سيء؛ حتى تتعرف على السبب الذي دفعه للكذب وبناءً عليه ستحدد هل هذا راجع لإنه يحبك بشكل زائد أم أنه شخصية تعشق الكذب، في الحالة الأولى ستستطيع التحدث معه والوصول لحل وسط، ولكن في الحالة الثانية لابد من قطع العلاقة».

مش دائمًا مريحة

يقول حسام السيد: «لما كنت في الجامعة كنت بحب واحدة زملتي وتقريبًا الجامعة كلها كانت عارفة بس لأسباب ما العلاقة بينا انتهت ومكملتش، وللحظ الشخص اللي هي ارتبطت بيه كان من أصحابنا وعارف كويس إننا كنا مرتبطين وإن كنا متكلمناش في الموضوع ده خالص بعد كده، بس دائما كنت بلاقي الشخص ده بيحاول يتعامل معايا بأي شكل علشان يشوف رد فعلها إيه لما بيجي سيرتي قدامها».

رغم الاكتئاب

نوران سيد (اسم مستعار): «جت عليا فترة كنت بمر بأصعب مراحل حياتي؛ لإني كنت لسه خارجة من إرتباط وصلني لإكتئاب وتعب أعصاب لدرجة إني كنت بخبط دماغي في الحيطة وده كان بيعملي مشاكل في المخ والأعصاب، ده غير إن إيدي ورجلي كانت بتقف بسبب الضغوط اللي كنت بمر بيها».

«في الوقت ده كان في صديق ليا عارف عني كل حاجة سواءً كانت المشاكل النفسية اللي بتحصلي والإكتئاب، ده غير إنه كمان كان عارف كل حاجة عن علاقتي بالشخص اللي كنت مرتبطة بيه، وعلى الرغم من كده لقيته بيصارحني بحبه وإنه عاوز يرتبط بيا».

لم يختلف رأي المعالج النفسي زينب مهدي كثيرًا، موضحة أن الكذب من أخطر الأشياء التي يتم ممارستها خلال فترة الخطوبة وبخاصة إذا تعلق الأمر بالأمراض المزمنة، لافتة إلى قدرته على إنهاء العلاقة بين أي اثنين مهما كان حبهما.

انفصلنا بسبب كدبه

مها سمير (اسم مستعار): «لما اتخطبتله كنت عارفة إنه كان بيشرب حشيش وبيأخد برشام، وبالرغم من كده قبلت أكمل معاه لإنه قالي إنه بطل، بس بعد كده اكتشفت إنه لسه مستمر ومبطلش اللي بيأخده، في الوقت حسيت إن العلاقة لازم تنتهي».

تقول «مهدي»: «إذا لم تقم الخطوبة على أساس من الصراحة والوضوح بمعنى قول الأسرار المصيرية التي تخص الطرفين والتي منها الأمراض بشكل خاص، لن تستمر العلاقة وستنتهي لامحالة حينما تنكشف الحقيقة»، مختتمة: «عندما لا يحترم الشاب صراحة الفتاة فهذا يعني أنه لا يصلح للزواج؛ لأن الحياة إذا بدأت بكذبة ستنتهي بألف كذبة أخرى».

آراء

في استطلاع رأي مجموعة من الشباب؛ لمعرفة أيهما الأفضل في أثناء فترة الخطوبة (الاعتراف بالأمراض أم السكوت)، كان لنا هذه النتيجة.

يقول «حسين محمد»: «سواءً بنت أو ولد الاتنين لازم يعودوا نفسهم على الصراحة خصوصًا لو الموضوع ليه علاقة بالأمراض والمزمنة خصوصًا؛ لإن من حق كل واحد فيهم إنه يبقى عارف إزاي هتعامل مع مرض الشخص المرتبط بيه، أما بالنسبة للعلاقات فالمفروض إن البنت متقولش للولد لو كانت مرتبطة قبل كده ولا حتى لأي حد تاني حتى لو كان أقرب أصحابها؛ لإن الضرر هنا هيكون أكبر ما تتوقع، غير كده مفيش حاجة مطلوبة منها من أول الإرتباط غير إنها تكون بني آدمة صالحة».

واتفقت معه «نورا محمد»: «الصراحة شىء مهم جدًا في موضوع الأمراض؛ لإن ده حق للطرفين ومينفعش حد فيهم ميقولش الحقيقة، وبخصوص العلاقات فدي لازم ميتجابش سيرتها إلا لو خطوبة بس لو كانت مجرد ارتباط محدش فيهم».

لم يختلف رأي «محمود محمد» موضحًا: «مينفعش المرض يتخبى أبدًا في الجواز، وبالنسبة للإرتباط طالما ارتباط خطوبة أكيد لازم يعرفها بعكس العلاقات اللي موصلتش لخطوبة فدي لو قالها تبقى من غير تفاصيل».

«شروق محمد» كان ليها رأي مختلف: «الصراحة في الأمراض بتعمل مشاكل أحيانًا؛ لإن الأهل لما بيعرفوا بيسمعوه كلام من نوع (دي عيانة- هي دي هتنفع للجواز.. )، وإن كان ده المفروض ميحصلش، بس في العلاقات لازم يكون في صراحة بين الطرفين من غير ما يقولوا أي تفاصيل».

أما محمود سعيد، فجاء رأيه متفقًا مع أغلب الآراء: «لازم يصارحوا بعض خصوصًا في الأمراض المزمنة لإن في بعض الأمراض بتكون محتاجة معاملة خاصة، وكمان في العلاقات لإن ده هيحسسها إنه مش بخبي عليها حاجة وهتصدقه لإنها لو عرفت من بره هتبقى المشكلة أكبر».

تقول زينب مهدي المعالج النفسي، أن الكذب من أخطر الأشياء التي يتم ممارستها خلال فترة الخطوبة وبخاصة إذا تعلق الأمر بالأمراض المزمنة، لافتة إلى قدرته على إنهاء العلاقة بين أي اثنين مهما كان حبهما.

وأضافت «مهدي»: «إذا لم تقم الخطوبة على أساس من الصراحة والوضوح بمعنى قول الأسرار المصيرية التي تخص الطرفين والتي منها الأمراض بشكل خاص، لن تستمر العلاقة وستنتهي لامحالة حينما تنكشف الحقيقة».

كما أوضحت المعالج النفسي،: «عندما لا يحترم الشاب صراحة الفتاة فهذا يعني أنه لا يصلح للزواج؛ لأن الحياة إذا بدأت بكذبة ستنتهي بألف كذبة أخرى».