رمضانيات.. أين النجاة؟
مستقبل مظلم، وعالم مرعب، وهوى يضيق الحياة ويدمرها، إن مستقبلنا أشد ظلاما من ظلمة الليل التي تعرض لها سيدنا يونس –عليه السلام- بألف درجة، وإن عالمنا يبدوا بنا حائرا في كل موجة من موجاته، وفي كل بلد من بلاده آلاف الجنائز فى (فلسطين - سوريا- اليمن– العراق– ليبيا – مصر- .....الخ) ، يعد هذا العالم أشد رعبا من بحر سيدنا يونس -عليه السلام- بألف درجة، وأهواء أنفسنا التي تسعى لتضييق حياتنا ودمارها، أشد ضررا من حوت سيدنا يونس -عليه السلام- بألف درجة.
بما أن سيدنا يونس -عليه السلام- الذي التقمه الحوت، وكان البحر هائجا، والليل مظلما، وكان الأمل منقطعا من كل جهة، أدرك أنه لن ينقذه من هذه الحالة ويوصله إلى بر الآمان، إلا من يستطيع أن يسخر الليل والبحر والحوت كلها معا تحت أمره، فتحولت كل هذه المخاطر إلى وسيلة نجاة.
"فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" علينا أن ندرك أنه لا يمكن أن يدفع عنا الضرر ما اجتمع علينا بسبب غفلتنا وضلالنا من مستقبل مظلم، ودنيا مرعبة، وهوى يدمر الحياة، إلا من كان المستقبل تحت أمره، والدنيا تحت حكمه، ونفوسنا تحت إرادته.
هيا بنا نلجأ في هذه الأيام المباركة إلى ربنا وحده يقول كل واحد منا "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" ونجعل الأسباب وسائل لا يمكن أن تكون هدف أوغاية لنا، لا نجاة إلا مع الله.
بقلم- أحمد حسن غانم