رمضانيات.. الصيام يغذي الروح
قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
إن الجانب الروحي في الإنسان هو مصدر سعادة الفرد أو شقائه ، فقد يؤتى الإنسان من نعيم الدنيا ما يشبع الجسد ، وقد يتعلم من فنون العلم ما يجعله بين الحكماء والعلماء، ولكن الإنسان مع هذا يجد ضيقاً واختناقاً في قلبه .
إن انشراح الصدر ، واطمئنان القلب لا يأتي إلا بإصلاح الجانب الروحي .
وتتجلى صور غذاء الجانب الروحي فى شهر رمضان فيما يلي:
- الصيام بآدابه وأركانه يؤدي إلى التقوى لقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
- المسلم يجد في رمضان نشاطاً روحيا بالنهار لأنه يدع شهوته لله تعالى ، و بالليل ينعم أيضاً بهذا النشاط الروحي بقيام الليل في صلاة التراويح كل ليلة.
- من المنح الروحية في الصيام أن له دعوة لا ترد.
- يجد المسلم نشاطاً روحيا خاصة في شهر رمضان فالله تعالى يقيد الشياطين، ويرسل ملائكته تنادي يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أدبر.
- المسلم المداوم على الصيام ينتظر شهر رمضان ليغسل نفسه غسلاً كاملاً من الذنوب والآثام ، ويزيل الران على قلبه، وذلك لما رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
ولن يبلغ هذا الغذاء درجته العليا فى قلب المؤمن إلا بعد أن تحول العادة إلى عبادة خالصة لله تعالى، فالأصل أن نصوم لرب الناس، لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "الصوم لي وأنا أجزي به".
بقلم الشيخ أحمد غانم