ياسمين الصاوي تكتب: تتجوزني ياخويا؟

ياسمين الصاوي تكتب: تتجوزني ياخويا؟

كل بنت عايزة تتجوز، تتجوز وخلاص، المهم تجيب عيال حلوين وتعيش حياة الأسرة السعيدة اللي في إعلان "دريم لاند"، أو حتى الأسرة اللي مش سعيدة في فيلم "نهر الحب"، وأهلها طبعا نفسهم يفرحوا بيها.

ومن هنا يبدأ مسلسل "جواز الصالونات" أو "التدليل" أو أي معنى بقى، المهم أن العريس يجي بالسلامة، وأيا كان اسمه أو شكله، يدخل البيت ويقعد على الكرسي مؤدب ومربع إيديه ويشرب العصير براحة، والبنت تظهر من خلف الكواليس ووشها في الأرض لكن عينيها ضاربة في وشه وعاملة نفسها من الهند، وحوارات مملة بين أمه وأمها وأبوه وأبوها، لكن هو وهي كومبارس صامت في القعدة دي كلها مش أبطال خالص.

المهم أن العريس قبل ما يدخل البيت لازم تكون السيرة الذاتية بتاعته على ترابيزة الصالون عند أهل العروسة، متخرج من ايه؟ وبيشتغل فين؟ وعنده شقة ولا لا؟ وأهله بيشتغلوا ايه؟ إذا الإجابات كانت تمام، يبقى استعد بقى للانترفيو مع أبوها وأمها، وأنت كمان لازم تكون معاك السيرة الذاتية بتاعتها، يعني عشان تبقى على نور من أولها لو أنت دكتورعيب أوي تتجوز مدرسة مثلا، وهي لو خريجة إعلام ما ينفعش تتجوز خريج تجارة.

الغريب أن الجوازة كلها بتقف على فلوسه وشغله وأهله وشقته وجسمه، ويمشي ويجي غيره، وكل ما البنت كانت مطيعة وهادية وكيوت تعجبه وتعجب والدته، يقولك دي الأصول ودي جوازات أولاد الناس وألحق قبل ما العمر يخلص ويعدي منك.

الموضوع ده تلاقيه عندنا في الدول العربية بس اللي بتتعامل مع بني آدم أنهم كائنات هتنقرض ولازم تتزاوج وتحافظ على السلالة، غير دول أوروبا وآسيا اللي الجواز عندهم يعني قرار أنك تقضي عمرك كله جنب الشخص ده بالذات وتجيب منه أطفال، عشان كده تلاقيهم عواجيز جدا وماسكين إيد بعض في الشارع ويتكلمو ويضحكو، والحب كله في عينيهم.

الفكرة كلها أن دي حياة...حياة ياجماعة، يعني شخص بتعيش معاه عمرك وحياتك كلها مش مع شهادته وشغله ووظيفة أبوه ورتبة جده اللي كان لواء في الجيش أيام الحرب والجو ده كله، اختاري أنتِ شخص بتحبيه ومناسب مع شخصيتك وتبقى على طبيعتك معاه، شخص ما ينفعش تعيشي من غيره مش شخص زيه زي غيره، فيه ما بينكو إحساس خاص جدا وحاجات لذيذة مشتركة، مش أي واحد يجي بيتكو ويشرب عصير المانجو ويمشي ويجي اللي بعده، وأنتِ تطلعي تعرضي نفسك وتشوفي هيوافق عليكِ ولا لا، ده أنت ناقص تقوليله وأنتِ بتقدمي الشاي "تتجوزني ياخويا؟"

الكلمات المفتاحية

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر