مي الفحام تكتب: حافظوا على رئيس لجنة «البداري» في محمية
طالعتنا المواقع الإخبارية منذ أيام بواحد من تلك الأخبار التي نادرا ما يمكن قراءتها في دولة مثل أم الدنيا، ليس بسبب عجز الإعلام عن الوصول لها ولكن بسبب ندرة أبطالها. اقرأ: استقالة رئيس لجنة «أبناء المسئولين» بسبب الغش الجماعي
على غير المعتاد، وداخل إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة بمركز بداري بأسيوط، قرر أحد المراقبين الخروج عن الصمت وتحدي مئات المسئولن أقل شخص فيهم يستطيع أن يورطه في قضية يكمل عمره فيها وراء القضبان، ولكنه احتراما لذاته ولدوره التعليمي قرر المجازفة وكشف فضيحة وجود محاولات غش جماعي داخل لجن تضم 120 طالب من أبناء ضباط وقضاة وأعضاء مجلس شعب تم تحويلهم جميعا إلى تلك اللجنة من مدارس مختلفة ليجتازوا امتحانات الثانوية العامة في ظروف استثنائية أمر بها سيادة وزير التربية والتعليم.
اقرأ أيضا: لجنة امتحانات «البداري».. هنا يعمل المراقبون تحت تهديد السلاح
إن حاولت البحث عن قرار نقل أبناء "الناس المهمين" إلى لجنة خاصة في مركز البداري، فستجد أن القرار صادر من وزير التربية والتعليم شخصيا لأسباب أمنية لم يكشف عنها، وبناء عليه، مر هذا القرار مرور الكرم ولم يحدث ضجة -رغم أنه استثنائي- لأنه ربما يكون هناك دافع أمني فعلا، بينما أن تشهد هذه اللجنة غش جماعي لهؤلاء الصفوة، فلنا أن نتساءل: "هل كان قرار نقل الطلبة لمكان موحد لدافع أمني فعلا؟ أم أنها كانت مجرد محاولة من الوزارة لإتاحة فرصة لهم كي يقوموا بالغش بعيدا عن العامة والغوغائيين الذين من الممكن أن يروا أولاد الصفوة وهم يغشون في الامتحان ووقتها تكون الفضيحة؟
لكن ما حدث فعليا أن السحر انقلب على الساحر، وشاء الله أن يكون هناك أستاذا شريفا بالفعل يتبع تلك الوزارة، ويكون تحديدا هو رئيس لجنة مدرسة الجهاد بمركز البداري، الذي تقدم للوزير منذ يومين، باعتذار عن الاستمرار في المشاركة في مراقبة امتحانات الثانوية العامة بعدما لاحظ ما يجرى من محاولات غش جماعي بين الطلبة عجز عن السيطرة عليها.
غش جماعي في إحدى لجان الثانوية العامة (صور)
أنا لا أعلم ما اسم هذا الأستاذ –للأسف- كما لا يعلم أي من صحفيي محافظة أسيوط اسمه؛ لأن المصدر الذي "سرب" تلك المعلومة من داخل وكالة الوزارة بأسيوط رفض هو الآخر ذكر اسمه، وإن حاولتم البحث عن الواقعة ستجدوا أنه منشور عنها فعلا في أكثر من صحيفة ولكن بدون ذكر أسماء خاصة وأنه ليس العام الأول الذي تشهد فيه نفس المدارس شكاوى بحوادث غش جماعي، وكأن الجميع يعلم أن هذا الشخص الذي تجرأ وطالب بإلغاء انتدابه من مستنقع الفساد، حتما سيذهب وراء الشمس ولا يريد شخص آخر التورط معه فيما سيحدث له.
أنا لن أتكلم عن فساد منظومة التعليم ولا فشل نظام الثانوية العامة من ساسه، لأن "شاومينج" قام بذلك بما فيه الكفاية، ولكن كل طلبي من صحفيي محافظة أسيوط ومن المعنيين بنشر أخبار وزارة التربية والتعليم ومن كل مصري لازال يقدر هؤلاء المغامرين بالوقوف أمام القطار بغض النظر عما سيحدث لهم من كوارث، متابعة مصير هذا الأستاذ الذي ربما يكون الآن داخل النيابة يتم التحقيق معه بتهمة إشاعة أخبار كاذبة تهدد أمن الوطن وسلامة أراضيه لصالح جهات مخابراتية صهيونية، ولا أستبعد ذلك. فنَص مذكرة الاعتذار لا يقف عند شكوى من وجود حالات غش، فوزارتنا اعتادت تلك المواقف البسيطة، وإنما الفضية في أنها داخل لجنة "الباشوات"، فأرجوكم اهتموا بقضية هذا المدرس وتابعوا مصيره وإن ظل سالما أتمنى وضعه في محمية حقيقة، لأن أمثاله أصبحوا نادرين.