ضبط المفطرين في نهار رمضان.. أين النص ورأي الدين؟

ضبط المفطرين في نهار رمضان.. أين النص ورأي الدين؟

كتبت- ميرال عزت:

«حملات على المقاهي لمطاردة المجاهرين بالإفطار»، تداولت بعض المواقع المصرية هذا الخبر، بعد يومين من إعلان دار الإفتاء المصرية، في غرة رمضان، أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان «لا يدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام».

ورغم أن البعض هاجم الفتوى لعمومية مضمونها، إلى جانب عدم مخالفتها للقانون المصري، حتى انتشر مقطع فيديو لرئيس حي العجوزة في القاهرة، ياسر فرج، يقتحم كما يظهر فيه عدد من المقاهي مغلقة بستائر أو موصدة أبوابها، لضبط المُفطرين في نهار رمضان جهرا. بأي نص قانوني؟

يقول إيهاب محمد، محامي حقوقي، إن إجراء نائب رئيس حي العجوزة، لا سند له من القانون، ولا يوجد فى القانون المصرى مادة تجرم الافطار فى نهار رمضان، مضيفا أنه وفى مرات سابقة شهدتها مصر كان الاستناد إلى أن ذلك خروج على النظام العام والأداب وهيئة الشرطة مناطها الحفاظ عليهما؟، معتبرا أن هذا التسبيب  فاسد ، لان العقوبة فى القانون لا تكون إلا بنص، ومن ثم  لا إن ما قام به رئيس حي العجوزة أو أى من الحملات المشابهة  لا أساس له من القانون ويفتقد إلى السند والمشروعية القانونية.

وتابع: بل أن هذا المسلك من رئيس الحي او غيره، يمثل مخالفة قانونية وتعدى على مواد الدستور، وهنا نشير الى مواد الحريات، والمادة 54 من الدستور عن حرمة الحرية الشخصية و عدم تقيدها، فضلا عن أن ذلك يمثل تعسف فى استعمال السلطة وهو ما يستوجب المساءلة القانونية.

يذكر أن النيابة العامة قررت إخلاء سبيل 25 مفطرا فى نهار رمضان ألقت الشرطة القبض عليهم في التجمع الخامس بالقاهرة العام الماضي، لعدم وجود سند قانونى يجرم مثل هذه الوقائع.

رخصة الإفطار

ومن بين التخوفات التي تثيرها الحملة الأخيرة أن تلقي قوات الأمن القبض على مريض له رخصة الافطار، فالشريعة الإسلامية قد أعطت رخصًا للمسلمين للإفطار في بعض الحالات، وهو ما يعني عدم منطقية ممارسة أي إجراءات ضد المجاهرين بالإفطار، في وجهة نظر كثير من جمهور مواقع الإعلام الاجتماعي، هاجموا رئيس حي العجوزة.

ويرى محمد، أن فتوى دار الافتاء الاخيرة والتى فتحت الباب أمام تلك الوقائع المعيبة تحمل تطرفا وشطط واضح، فنحن يعيش بيننا  من هم على غير ملتنا، وكذلك هناك يمتلك رخصة الإفطار - المريض أو من على سفر-، وكيف  للاسلام الذى لم يكره أحد على  الايمان  أمام الشرك، أن يكون هذا الرأى مع عبادة.

ويرى الشيخ على عبد الباقي شحاته، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق: أن صوم أو إفطار العبد مرده علاقته بربه، موضحا أنه إذا ما كان الوازع الديني قوي كانت صلته بربه أقوى، وبهذا يزداد قربه من ربه وينضبط سلوكه وينفذ الأوامر الإلهية، والعكس صحيح.

الأماكن المعزولة

ويقول أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، في تصريحات لـ«شبابيك» إن هناك أداب عامة يجب مراعتها، أهمها احترام المجتمع  واحترام مقدساته، لافتا إلى أن ذلك «أمر يخص ولي الأمر»، موضحا أن من يجاهرون بالإفطار من المسلمين يجاهرون بمعصية، ويجوز لولي الأمر معاقبتهم، حتى يفارقوا هذه العادة السيئة، خوفا أن يتبعهم آخرون، وتأسيسا على ذلك «هم اقترفو إثما»، إلا أنه استطرد قائلا :«إذا ما كان هؤلاء المفطرين في أماكن معزولة وغير مرئية، ولا يراهم أحد، فلا يستطيع أحد أن يحاسبهم».

أصحاب الديانات الأخرى

ويشار إلى أن مصر التي يبلغ عدد سكانها  91 مليون نسمة، بها ديانات أخرى غير الإسلام أبرزها بالطبع المسيحية، وهناك تخوفات من أن تثير هذه الحملة فتنة طائفية، إذ ما استوقفت الشرطة مسيحياً في الطريق العام وهو يأكل أو يشرب.

مينا غبور، تحدث عن «خطورة الفكرة» مشيرا إلى أن هناك «أشخاص عاديين» قد يكونوا اسوأ من رئيس الحي.

فيما تقول سارة سعيد، صحفية تعتنق الديانة المسيحية «أنا مستنياهم يلموا المسيحين الفاطرين في صيامهم اللي يقفشوهم بياكلوا فراخ بالمرة بقى.. من باب المساواة»، معتبرة أن الدولة لم تعد تميز بين أخلاقيات المجتمع وصحيح الدين وسلوكيات الأشخاص، مضيفة «إذا كانت المؤسسة الدينية  هاجمت المجاهرين بفطارهم.. طبيعي جدا إن الداخلية تنزل تقبض على الناس»

السياسة حاضرة

قالت المطربة الشابة سامية جاهين، ابنة الشاعر الراحل صلاح جاهين تعليقا على الواقعة: طيب ده سؤال بجد مش تريقة والله: الناس اللي كانت كل مشكلتها مع الإخوان هي انهم حيغيروا الهوية المصرية وحيقضوا على الحريات وحيحجبوا الستات ويقعدوهم في البيت وحيطلعولنا بتوع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، الناس دي فين من مداهمات نائب رئيس حي العجوزة للمقاهي اللي فاتحة في نهار رمضان ومصادرة كراسي القهوة واغلاق المقاهي؟"

سامية جاهين

وأضافت عبر فيس بوك: وهو فين القانون اللي بيستند ليه عشان يعمل حاجة زي دي؟ وفين حقوق المسيحيين او الناس اللي عندها أي أسباب تخليها تفطر؟ وفين "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟". ولا المرة دي على قلبكم زي العسل؟ زي كده ما الاعتقال والتعذيب والقتل في الشوارع أيام مرسي كان "ياللهول!" ودلوقتي "واي نوط ماهم يستاهلوا"!

يشار إلى أن نائب رئيس حي العجوزة بطل واقعة اقتحام المقاهي في نهار رمضان، قد داهم في أكتوبر 2015، المقاهي لضبط الطلاب المتهربين من المدارس للجلوس على المقاهي، وقال في مقطع فيديو تم تداوله وقتها «اللي هشوفه على القهوة هنديله بالجزمة».

ونفى رئيس حي العجوزة إغلاق مقاهي بسبب فتح أبوابها في نهار رمضان للمفطرين، مشيرا إلى الإغلاق جاء بسبب عدم وجود تصاريح أو تعديات على الطريق العام، فيما دحض البعض ذلك بالإشارة لاقتحام مقاهي أبوابها مغلقة من الخارج.  

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر