رمضانيات.. الدنيا لأربعة
في الحديث الذين رواه الإمام الترمذي بسنده ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الدنيا لأربعة نفر :
1- عبد رزقه الله مالا وعلما، فهو يتقى فى ماله ربه ويصل به رحمه ويعلم أن لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل.
2- وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية، يقول: لو أن لى مالا لعملت عمل فلان، فهو بنيته، وأجرهما سواء.
3- وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط فى ماله بغير علم، لا يتقى فيه ربه ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم أن لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل.
4- وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لى مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته ووزرهما سواء .
قد يفتح الله لعبد من عباده فى باب العلم، وآخر في باب العبادة، وآخر في مجال الإقتصاد، وآخر فى مجال السياسة، وآخر فى مجال الإعلام والصحافة، وآخر في مجال الزراعة وهكذا ..».
والحالة النفسية التى تتبع العمل هى التى تحدده وتحكم عليه، فقد تجعله ديناً يثاب الإنسان على فعله، وقد تجعله شهوةً فانية.
والمجتمع الإسلامى الحقيقى يحتاج إلى هذه الأصناف جميعاً، فهو بحاجة لمن يمول الجهاد كعثمان بن عفان، كما يحتاج إلى أنس بن النضر ومصعب بن عمير اللذان استشهدا في سبيل الله، كما يحتاج إلى قيادة عسكرية تتمثل في خالد بن الوليد، كما لا تقل حاجته عمن يفقه الناس في دينهم كعبدالله بن عباس، وأبوهريرة، وعبدالله بن عمر.
ورحم الله ابن عطاء الله السكندرى حين قال:
" لمّا عَلِمَ الحَقُّ مِنْكَ وُجودَ المَلَلِ، لَوَّنَ لَكَ الطّاعاتِ. وًعَلِمَ ما فيكَ مِنْ وُجودِ الشَّرَهِ فَحَجَرَها عَلَيْكَ في بَعْضِ الأوْقاتِ، لِيَكونَ هَمُّكَ إقامَةَ الصَّلاةِ لا وُجودَ الصَّلاةِ، فَما كُلُّ مُصَلٍّ مُقيمٌ."
فلا تقتصروا فى رمضان على مجالٍ واحدٍ من الطاعات.
يقلم الشيخ - أحمد حسن غانم