لماذا يلمع «القناوي» في الدراما؟
كتبت- شيماء حمدي:
من بين الأعمال الدرامية الصعيدية، غالبا ما تجذب المسلسلات التي تضم الشخصية القناوية - نسبة إلى محافظة قنا – اهتمام الجمهور، وآخر هذه الأعمال هو مسلسل «يونس ولد فضة».
يونس ولد فضة
يطرح «يونس ولد فضة» قضية تجعلنا نغوص في أعماق الصعيد، وذلك من خلال شخصية أحد أباطرة الصعيد يونس شهاب (عمرو سعد) الذي يقوم بتحقيق كل ما يريد بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، بدءا من تجارة السلاح وحتى بيع الآثار، رغبة في تحقيق نفوذ وسلطة لا يتمكن أحد من ردعها، في الوقت الذي يحاول فيه أعمامه كشف حقيقته وحقيقة والدته فضة (سوسن بدر) بعد الشك في نسبه.
ما سبقها من أعمال
قصة «يونس ولد فضة» سبقتها العديد من القصص الناجحة والنجوم الذين تركوا بصمة الرجل الصعيدي على المشاهد المصري بعدما تمكنوا من تجسيد الشخصية الصعيدية بطلاقة كانت من أبرز تلك الشخصيات «البدري بدار» في مسلسل «ذئاب الجبل» الذي كان له شهرة ومتابعة واسعة أثناء عرضه عام 1992.
هل كسب «داعش» من حضوره اللافت في الدراما المصرية؟
وكان «ذئاب الجبل» يحكي عن الصعيد المصري وتقاليده وعاداته والعصبية الشديدة التي تحوي هذا المجتمع وهذا في اطار قصة بلدة تسمي «بهتون الجبل» التي تحوي عائلة تنتمي لـ«الهوارة»، التي كسر فيها الشيخ بدار عادات القبيلة وزوج ابنته إلي رجل غريب.
الضوء الشارد
وفي عام 1998 لمع الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم في مسلسل صعيدي، جسد خلاله شخصية «رفيع سلطان العزايزي» الشخصية القناوية حادة الطباع.
بلغت 3 مليار.. تعرف على المسلسلات الأكثر كلفة في رمضان
«الضوء الشارد» يحكي عن الصراع الطبقي بين طبقة الإقطاعين القدامى متمثلة في عائلة «العزايزة» وطبقة الملاك الجدد متمثلة في عائلة السوالم الذين كانوا أجراء فيما مضى، ويلجأ «السوالم» لطرق غير شرعية للحصول على المال لمنافسة «العزايزة» على كرسي مجلس الشعب الذي كان حكرا على «العزايزة»، كما يلجأ «فارس» ابن الأكابر من الزواج من «فرحة» ابنة الميكانيكي. ويلجأ كبير السوالم لزواج ابنته من كبير العزايزة لتتساوى الرؤوس.
أبو الدهب
وفي عام 2006 نجح الفنان جمال سليمان في تجسيد شخصية مندور أبو الدهب الرجل الصعيدي القناوي ذو الشخصية القيادية القوية حيث يعيش في إحدى بلدات نجع حمادي ويتحصن بها ويعتبرها خاصة به وقلعة حصينة ويمارس نشاطه في ترويج المخدرات وزراعة الحشيش، فيما لاقى ترحيبًا ومتابعة جيدة من المشاهدين .
ولكن لماذا تلمع الشخصية القناوية في الدراما الصعيدية؟
محمود الدسوقي، شاعر وباحث قناوي، يقول إن الشخصية القناوية قد تعرف بالحدة أكثر وهذا ما أختاره عدد من الكتاب لإبرازه في الدراما المصرية لكنهم تغافلوا عن الحياة الانسانية للرجل الصعيدي، إلا أن هناك بعض الكتاب غير منتمين للصعيد حاولوا إبراز هذا الجانب مثل مسلسل «الليل وآخره» الذي سلط الضوء على الجانب الإنساني أكثر.
وأكد أن هناك عدد من الكتاب القيناوية الذين بادروا في كتابة الدراما الصعيدية مثل محمد صفاء عامر الذي ينتمي للرجل القناوي وبالتالي أحسن في إبراز هذه الشخصية التي تعلق بها المشاهدين بعدما حققت نجاحًا لافتا.
ويرى الدسوقي إلى أن الصعيد الحقيقي يبدأ من محافظة سوهاج وليست كما موجود على الخريطة أو كما متعارف عليه يبدأ من الجيزة.
سيبك من التركي.. مسلسلات أمريكية هتعجبك
يذكر أن الكاتب الراحل محمد صفاء عامر الذي أشتهر بتقديم الدراما الصعيدية، حيث ينتمي الراحل لقبيلة «هوارة» الشهيرة في صعيد مصر، وكان يعمل بسلك القضاء، لكنه اعتزل العمل بعدما انخرط في الكتابة الدرامية، وبعض الأعمال السينمائية، واستطاع تقديم صورة واقعية لحياة الصعيد في جنوب مصر، بعيدا عن لغة الاصطناع والتقمص، وفنيا وتميزت دراما صفاء عامر بمقومات عديدة منها لغة الحوار المستخدمة، والتي جعلت كثيرا من المشاهدين يرددونها بمحبة واحترام للهجة الصعيدية.
ومن أعماله الدرامية الصعيدية «ذئاب الجبل»، و«الضوء الشارد»، و«أفراح إبليس»، وغيرها.
على نفس السياق أكد الكاتب الصحفي المهتم بالشأن الصعيدي مصطفى عادلي أن الكتاب ومؤلفي الدراما المصرية هم من فرضوا شخصية الرجل القناوي ذو الشخصية القاسية تاجر سلاح أو مخدرات، مؤكدا أن أول من صدر شخصية الرجل القناوي التي علقت في الأذهان كان المؤلف محمد صفاء عامر في مسلسل «ذئاب الجبل» ومن بعدها «الضوء الشارد» وغيرها من المسلسلات الصعيدية.
مشيرا إلى أن مؤلفي الدراما المصرية في الأغلب تغافلوا عن الجانب الإنساني المظلم في الشخصية القناوية أو رجل الصعيد عموما. وأضاف «عادلي» أن اللهجة القناوية من أسهل اللهجات الصعيدية وأكثرهم انتشارًا، مضيفا أن اللهجات الصعيدية متنوعة وفقا للمحافظة.
الجدير بالذكر أن الصعيد به العديد من اللهجات تختلف باختلاف المحافظة والمكان وحتى القبيلة، فيما تميزت اللهجة القناوية عن غيرها بالمرونة في النطق وسرعة حفظها.
