رمضانيات.. شعوب العالم الثالث في سورة الكهف
في رحلة «ذى القرنين» فى سورة الكهف نماذج لشعوب العالم الثالث ينبغى أن تُدرس!
فإن الله كرم بنى آدم بالعلم، وهؤلاء جهلاء، وميزهم بمعرفة المادة وخصائصها وهؤلاء لا يدرون شيئا ولا يحسنون صنعا! قال القرآن الكريم (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا).
إنهم عراة كالوحوش والأنعام وكان يجب أن يستروا أبدانهم بأنواع الثياب وأن يحسنوا صناعة الغزل والنسيج وأن يستجيبوا لقوله تعالى (يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).
ومضى «ذو القرنين» في رحلته (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا). إنهم أقرب إلى التفاهة والعجز، وقد شكوا إلى " ذى القرنين " المؤامرة عليهم من جيرانهم واحتلالهم لأرضهم!.
وكعادت الجبناء والعبيد فى العالم الثالث يبحثون عن من ينقذهم، بدلاً من أن يأخذوا بالأسباب ويدفعوا عن أنفسهم الظلم والعبودية والإحتكار، عرضوا على "ذى القرنين" مالا لينقذهم من هذا البلاء، ولكن الرجل الصالح رفض هذه "الرشوة" من الشعب الكسول الجبان، وطلب منهم أن يعملوا معه فى إقامة الحصون ومقاومة العدو وأن يحسنوا مستواهم العسكري والصناعي حتى يكونوا أهلا لحياة كريمة.
"قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما".
إن الفقر الثقافى والديني أشد خطراً من الفقر المادي والاقتصادي، وإن الشعب الجبان لا يستحق المعالى، فضلا ً أن يكون أهلا لحمل رسالة كبيرة.
اجعلوا من رمضان بداية شعلة نشاط دينى، وعلم دنيوى، وعمل يجمع بين ثواب الدنيا والآخرة.
بقلم الشيخ - أحمد حسن غانم