رئيس التحرير أحمد متولي
 هل ترغب في التحول لشجرة بعد وفاتك؟

هل ترغب في التحول لشجرة بعد وفاتك؟

تختلف مراسم دفن الموتى من ثقافة لأخرى، بعضهم يستخدم التوابيت، والبعض يحرق جثمان المتوفى، والبعض الآخر ابتكر الدفن الصديق للبيئة وتحويل جسد المتوفى لشجرة.

تعتمد هذه الطريقة الجديدة على دفن جسد المتوفى في الأرض الطينية أو الزراعية، ليتحلل الجسد ويتحول لمواد عضوية تعمل على نمو النباتات والأشجار. ويُطلق على هذه العملية  أيضًا «الدفن الأورجانيك» أو «الدفن الطبيعي» أو «الدفن الأخضر».

المصممان الإيطاليان «أنّا تشيتلي» و«راؤول برتزل»  استغلا هذه الرغبة لدى البعض في الاتحاد بالطبيعة وأطلقا مشروع «كبسولة موندي».

كبسولة موندي1

لماذا أتحول لشجرة؟

«كبسولة موندي» هي غلاف بديل عن الكفن، لكنه قابل للتحلل؛ يُوضع فيه المتوفي في وضعية الجنين، ثم يُدفن في الأرض القابلة للزراعة مباشرة، بدون قبر أو تابوت، ثم توضع فوق جسد المتوفى بذور الأشجار، أو من الممكن أن يُدفن المتوفى تحت شجرة قائمة بالفعل.

ويشترط وضع المتوفى في الكبسولة قبل أن يبدأ جسده في التيبس، الذي يحدث بعد ساعات قليلة من الوفاة. وبعد الدفن يبدأ جسد المتوفي في التحلل للمواد العضوية اللازمة لنمو البذور أو الشجرة.

الهدف من هذا المشروع هو اعتبار الإنسان جزءًا من الطبيعة، وأن دورة حياته مرتبطة بالأرض والنباتات ولا يمكن عزله عنها.  وتخليد المتوفي في شيء يعيش للأبد. كما يوفر المشروع لعملاءه اختيار نوع الشجرة التي يرغبون في التحول إليها بعد وفاتهم.

الدفن الأورجانيك 2

حديقة الذكريات

الكبسولة مصنوعة من البلاستيك العضوي القابل للتحلل، وهو بذلك لا يمنع المواد العضوية والبيكتيريا الموجودة في الأرض من تحليل جسد المتوفي بالكامل، بما في ذلك العظام، فيتحول الجسد إلى المعادن والمواد الغذائية التي تحتاجها النباتات لتنمو.

هذه الطريقة قد تساهم في تحويل العديد من المدافن الحجرية إلى غابات من الأشجار، كل شجرة تمثل أحد المتوفين. ويوفر المشروع لأهالي المتوفي معرفة الشجرة الخاصة به، باستخدا الـ«GPS».

وبجانب الفائدة البيئية للمشروع، فهو يبدو حالمًا ورومانسيًا، فأهل المتوفي لن يتكنموا فقط من زيارته، بل يمكنهم رؤيته والاعتناء به في صورته الجديدة، بعد أن تحول لشجرة!

الدفن

هل هي طريقة جديدة؟

يُطلق على المشروع «الدفن الأورجانيك» أو «الدفن الطبيعي» لأنه يعتمد على الطريقة التي كان الإنسان يدفن بها في عصور ما قبل التاريخ حيث كان يعيش في الغابات؛ فقبل اختراعه للمقابر والكفن والتوابيت؛ كان المُتوفى يدفن في الأرض مباشرة، ثم يتحلل الجسد لتمد التربة بالمواد الغذائية.

أما الدفن على وضعية الجنين فيرجع لعصور ما قبل التاريخ أيضًأ، إشارة إلى أن الإنسان سيولد أو سيبعث في حياة أخرى، وتعني هنا في «كبسولة موندي» أن هذا الميت سيظل حيًّا لكن في هيئة شجرة وليس في هيئته الآدمية.

وليست «كبسولة موندي» هي أول مشروع يتعتمد الدفن الأخضر؛ فقبل 20 عامًا شهدت المملكة المتحدة إقبالًا على هذا النوع من الدفن. كما كانت هناك طرقًا شبيهة تتمثل في حرق جثة المتوفي ووضع الرماد في جرة ودفنها تحت شجرة.

اقرأ أيضا⇐«خلق الله الكون.. من هنا بدأت قصة الهرم عند الفراعنة»

الدفن على وضعية الجنين

مومياء مصرية في وضعية الجنين

هل هو شيء قانوني؟

أصحاب هذا المشروع هما شاب وفتاة إيطاليين، لكن إيطاليا نفسها قد حظرت هذا المشروع بالقانون ولم تسمح به، إذ لازالت تقدس وسائل الدفن التقليدية.

لكن دولا مثل الولايات المتحدة وإنجلترا أقرتا هذا المشروع، ووضعت كل منهما خطة لتكون الكبسولات متوفرة للمستخدمين عام 2017.

اقرأ أيضًا⇐«مش بس في مصر.. 5 حضارات أخرى بنت الأهرامات»

المصادر: 1 2  3

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال