نيللي ومريم.. الخلطة السرية وراء قضايا المرأة في دراما رمضان
كتبت- شيماء حمدي:
استطاعت الفنانة نيللي كريم أن تفرض قضايا المرأة على المجتمع المصري عبر أعمال فنية عديدة بدأت من السينما وانتهت بشاشات التلفزيون في الدراما الرمضانية التي تقدمها بانتظام خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
فيلم 678
678 فيلم مصري تأليف وإخراج محمد دياب عُرض في ديسمبر 2010، اتخذ الفيلم اسمه من رقم أحد الأتوبيسات؛ لكونه مسرحا تتعرّض فيه إحدى البطلات للتحرّش الدائم بالاحتكاك المتعمد.
ويُعالج الفيلم قضية التحرش الجنسي عبر طرح قصص ثلاث سيدات مِن طبقات اجتماعية مختلفة؛ هن: فايزة، ونيللي، وصبا واللاتي يُواجِهن المشكلة نفسها. يتبع الفيلم النسوة الثلاثة المحبطات ويسجل فتور السلطات إزاء مطالبهن.
الثنائي نيللي- نعوم
استطاع ثنائي «نيللي» والكاتبة مريم نعوم طرح عدد من قضايا المرأة على طاولة الدراما المصرية بالتزامن مع السياق الرمضاني في الأعوام الأخيرة، وأخر تلك الأعمال الدرامية مسلسل «سقوط حر» الذي يذاع على عدد من الفضائيات بطولة نيللي وأحمد وفيق ومحمد فراج وصفاء الطوخي وأنوشكا وفريال يوسف، والعمل من تأليف مريم نعوم وإخراج التونسي شوقي الماجري.
هذا المسلسل الذي يوضح عددا من الأزمات النفسية التي تصيب بعض النساء بسبب المجتمع المحيط، فيما تدور أحداث المسلسل حول سيدة مضطربة نفسيا تواجه تهمة قتل زوجها وشقيقتها، وتجدها الشرطة مع أداة الجريمة، وبعد إلقاء القبض عليها تقرر المحكمة إدخالها مصحة نفسية، غير أنها تتعرض للعديد من المشكلات داخل هذه المصحة.
بنت اسمها ذات
مسلسل «بنت أسمها ذات» كان أول عمل درامي جمع «نيللي» ومريم نعوم، فقدمت في هذه المسلسل قصة لفتاة تدعى «ذات» وهي بنت مدللة في منزل أبيها وتبدأ بتحمل الضغوط والمسؤوليات بعد زواجها من «عبدالمجيد» الموظف المتكاسل، الذي دائمًا ما يلقي عليها معظم المسؤوليات وأظهرت في المسلسل أن المرأة المصرية هي «حمالة أسية» فرأت كل أم مصرية نفسها في قصة «ذات».
سجن النسا
في رمضان 2014 استطاع الثنائي «نيللي» و«نعوم» تقديم عمل درامي استطاع إثارة حالة الجدل حوله بعدما نال مشاهدة عالية ما جعله يحصل على المركز الأول بين دراما رمضان في مصر في موسم رمضان 2014.
«سجن النسا» قدم نماذج لبعض النساء اللاتي تعرضن للعديد من المصاعب في حياتهن وعانين الظلم البين مما أدى إلى ارتكابهن جرائم متفرقة وانتهى بهن الأمر إلى السجن.
تحت السيطرة
«تحت السيطرة» مسلسل تلفزيوني كان محور حديث الكثيرين خلال شهر رمضان العام الماضي، واحتل صدارة الجدل، وفي إطار درامي ممزوج ببعض الأكشن والإثارة.
تدور أحداث المسلسل حول حياة مدمني المخدرات حيث الصديقان محمد فراج، وأحمد وفيق اللذان تربطهما علاقة بـنيللي، التي تحاول مساعدتهما في التغلب على أهم مشاكلهما، والابتعاد عن بؤرة الإدمان وعالجهما ومساندتهما طوال الوقت.
واستطاعت الكاتبة مريم نعوم من خلال هذا المسلسل إعطاء جرعة مكثفة من الصدمات في العلاقات بين الرجل والمرأة، من كافة الزوايا كشفت من خلالها التناقضات التي تشبع بها الرجل المصري مهما كان مستوى تعليمه وثقافته، كما أبرزت الكاتبة أن نفس الخطأ الذي يرتكبه الرجل تدفع ثمنه 24 قيراطًا.
الخلطة السرية
مريم نعوم هي سيناريست ومؤلفة مصرية، وابنة الروائي نبيل نعوم ومصممة الحلي الشهيرة سوزان المصري. تركت دراسة الاقتصاد في فرنسا لتعود إلى مصر لتدرس السيناريو في معهد السينما، وعملت بعد تخرجها في مجال الدعاية الاعلانية، قبل أن تعود مرة أخرى لتتجه إلى كتابة السيناريو، فكان أول فيلم لها هو «واحد صفر» والذي شهد تعاونها الأول مع المخرجة كاملة أبو ذكري، ثم اتجهت إلى كتابة المسلسلات التليفزيونية، وكتبت مسلسلات «ذات»، و«سجن النسا»، و«تحت السيطرة» وأخيرا «سقوط حر».
واحتوت «نعوم» على خلطة سحرية، جعلتها تنال استحسان المشاهد، وتصدرت بعض أعمالها السباق الرمضاني. وأكدت «نعوم» في عدد من اللقاءات الصحفية أن السيناريو هو اللبنة الأولى في هيكل العمل الفني.
واهتمت دراما «نعوم» بقضايا المرأة في معظم أعمالها الفنية، وإن جاء ذلك مصادفة كما تقول السيناريست الشابة، لكنها تبرر ذلك بأنها تدرك الضغوط الممارسة على المرأة المصرية طوال حياتها بداية من الختان ومرورًا بتزويجها وهي قاصر نهاية بسلطوية الأب والأخ والزوج.
كاتبة نسوية لمجتمع ذكوري
ترفض «نعوم» تقيم أعمالها أو ابداء رأيها تأثير أعمالها على المجتمع، وأكدت في تصريح خاص لـــ«شبابيك» أن التقييم في هذه الحالة يترك للمشاهد والنقاد .
وردت على سبب تكرار التعاون مع نيللي كريم قائلة إن: «نجاح الأعمال هو من يحكم وبالتالي نجاح التعاون الأول جعل فريق العمل متوافق على الفنانة نيللي كريم في الاعمال اللاحقة».
وأضافت أنها تقدر النقد الذي واجه مسلسل «سقوط حر» هذا العام بما يخص بطء الإيقاع ولكن المسلسل في طبيعته مختلف عن «سجن النسا» و«تحت السيطرة» فهو مسلسل يرصد معاناة المرض النفسي نتيجة للازمات التي يتعرض لها بعض السيدات في المجتمع وبالتالي هو مسلسل ليس تشويقي كما تعود المشاهد على المسلسلات التي تبدأ بجريمة قتل وانما هو مسلسل يعالج أزمة المرض النفسي.
من جانبها أكدت الكاتبة النسوية إلهام عيداروس أن الدراما تعبر دائمًا وابدًا عن وعي الفنان والعاملين على العمل الدرامي، وأن «نعوم» لديها وعي وإدراك كامل بمعاناة المرأة التي تتضاعف عن معاناة الرجل في المجتمع المعروف عنه بالذكورية .
وأضافت «تابعنا عددا من قضايا المرأة مع المجتمع في الأعمال الدرامية التي قدمتها مريم نعوم وبالأخص في مسلسل سجن النسا وتحت السيطرة الذي واجه المجتمع بأزمة مرضى الإدمان ومعاناة الرجال المدمنين ونفس الأزمة التي تتضاعف مع المرأة».