نصار: ليس لدينا طلاب محتجزين بل «مجرمون» يعاقبون (حوار)
حوار- حسين السنوسي، أسماء رضا:
يتخذ رئيس جامعة القاهرة جابر جاد نصار، قرارات تأديبية بشكل لافت في حق الطلاب والعاملين بجامعة القاهرة، يصفها البعض بأنها «جريئة»، ويراها آخرون غير ذلك. يرسم أسلوبا غير مألوف في التعامل مع الطلاب والرأي العام من خلال صفحته على «فيس بوك».
لا شك أن جابر نصار يتعامل بمنطق جديد وربما لم يطرأ على رؤساء الجماعات المصرية من قبل، يقيم الحفلات والأمسيات الدينية، يغازل الطلاب، يستدعي المشهورين من أهل الفن والغناء والسياسة لساحة الجامعة في ميدان نهضة مصر بالجيزة.
استكمالا لما سبق، ماذا قدمت جامعة القاهرة في عهد نصار للبحث العلمي؟، وهل يمتلك خطة لتطوير أداء العملية التعليمية داخل الجامعة بما يواكب الطفرة التكنولوجية القائمة؟، وماذا عن الطلاب المفصولين والمحبوسين، والتعامل الأمني، والنشاط الطلابي داخل الجامعة؟.
«شبابيك» تقابل مع رئيس جامعة القاهرة وأجرى معه الحوار التالي:
«شبابيك»: الامتحانات في الخيام تتسبب في أزمة ويشتكي منها الطلاب.. كيف سيتم التعامل مع هذا الأمر العام المقبل؟
نعلم أن الظروف التي أدى فيها طلاب كلية الحقوق الامتحانات شديدة الصعوبة لأنها كانت في خيام في ظل ارتفاع درجة الحرارة، والجامعة اتخذت كل الاجراءات لحماية الخيام، وزودناها ببعض الكاميرات لمراقبتها، واجتهدنا لانجاح امتحانات أكثر من 10 ألاف طالب لنصل لبر الأمان وهذا يعد انجازا يحسب لنا، ولن يكون هناك امتحانات بالخيام العام القادم.
«شبابيك»: هل سيتم تطبيق أسلوب الامتحانات بـ«البابل شيت» العام القادم في كلية الحقوق؟ سيطبق جزئيا على مواد معينة وسنوات معينة. «شبابيك»: هناك اتهامات للجامعة بتسهيل عملية تصحيح الورق، ووعود للطلبة بنجاحهم؟
لا وعود مستقبلية بالنجاح ولكن هناك آليات قانونية يكفلها قانون تنظيم الجامعات، وهي الضوابط القانونية للتصحيح، فيتم وضع استاذين حتى لا ينفرد أحدهما بتصحيح الورقة فيؤدي إلى تظلمات، ولدينا آلية لجان الممتحنين، نسير عليها بالأسلوب العلمي حتي يتم ظهور النتائج وإذا اظهرت نسبتها 50 % أو فوق الـ90%، فيجب خضوعها للتحليل العلمي، لماذا انخفضت ولماذا ارتفعت. كما وضعنا مواصفات للورقة الامتحانية حتى لا يستبد الأستاذ بالطلاب حتى أن مجلس الجامعة في اجتماعه الأخير اتخذ قرارا بإعادة الامتحان في مادة بكلية دار العلوم عندما استبد الأستاذ بوضع امتحان أدى إلى رسوب الطلاب، فهذا مخالف لمواصفات الورقة الامتحانية المتفق عليها، ويجب على أساتذة المواد وضع الامتحانات متدرجة، ليدخله الطالب ليحصل على تقدير مقبول أو جيد جدا أو امتياز.
«شبابيك»: كم طالب محتجز على ذمة قضايا بجامعة القاهرة؟ وماذا قدمتم لهم؟
ليس لدينا طلاب محتجزين، وإنما ينفذون أحكاما جنائية لتورطهم في التظاهر والعنف، وأصبح عددهم قليل جدا، فهي ليست ظاهرة منتشرة بين طلاب جامعة القاهرة، وعددهم لا يتجاوز الـ10 طلاب وامتحاناتهم تم الاعداد لها بالتنسيق مع وزارة الداخلية سواء يأتون إلى هنا أو يتم امتحانهم في السجن.
«شبابيك»: متي سيتم إعلان النتائج النهائية لجميع كليات الجامعة؟
في موعد أقصاه 15 يوليو، وبدأ بالفعل بعض الكليات في إعلان النتائج ومنها دار العلوم، وإعلام، وتجارة، وآداب ومنذ أن أتيت لجامعة القاهرة، والنتائج تعلن في مواقيت منضبطة ولم يتم تأخيرها كما كان في السابق حتى شهر 9 أو 10.
«شبابيك»: أين تقف جامعة القاهرة في التصيف بين الجامعات؟
منذ أن أتيت كرئيس للجامعة وتصنيف الجامعة يتقدم بطريقة ملحوظة، وفي تصنيف «ويب ماتريكس» كنا 1299، وفي التصنيف الإنجليزي 1400، لكن اليوم نحن في التصنيف الأخير 501، وفي التصنيف الصيني 407، وحدث لدينا تطور في التصنيف، ولدينا 8 برامج من أعلى البرامج على مستوى العالم، وبرنامج منهم حصل على المركز الثاني عربيا. كل هذا رغم المعوقات التي تواجهنا ونعاني منها مثل التمويل والاعداد والبنية التحتية، والتي نسابق الزمن في تطويرها، وهذا بجانب الفاعليات الثقافية التي تهدف لثقل شخصيات الطلاب وتنمية القدرة على التحاور وتبادل الرؤى.
«شبابيك»: جامعة القاهرة جاءت في تصنيف «يو إس نيوز» الأمريكي بعد 3 جامعات سعودية، هل أنتم راضون عن هذه النتيجة؟
السعودية تعمل بما لديها من إمكانيات على استكتاب العلماء الأجانب الحاصلين على «نوبل» لنقل ما لديهم من خبرات، ومعلومات للتدريس ونشر أبحاثهم بجامعاتهم، ومع الإمكانيات المادية المتاحة تحصل وتتقدم الجامعات السعودية على المراكز مثل جامعة الملك سعود بالرياض، والملك عبدالعزيز بجدة، والملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا بطوال.
«شبابيك»: حدثنا عن مبادرة عودة الطلاب المفصولين لجامعة القاهرة. كم طالب عاد بالفعل؟ وكم فصلت الجامعة على مدار العامين الماضيين؟
عملنا مبادرة أربع مرات، واعتقد أننا استطعنا «أن نعيد الطلبة اللى فيهم أمل، اللى هما مش تنظيميين» فعاد حوالي 120 طالبا من مجمل 360 طالبا صدرت بحقهم قرارات فصل. لدينا 240 طالب قضاياهم في المحاكم ولم تحكم لهم المحاكم بشيء، وهؤلاء هم قيادات تنظيمية الاخوان سفروهم، والجميع يعرف أن جامعة القاهرة تغيرت من خلال علاقتها مع الطلاب والعملية التعليمية، في ظل وجود حالات الحوار المتبادل بين الطلاب والقيادات الجامعية، فلم تعد مظاهر الشغب والمظاهرت هي الوسيلة في التحاور على قدر ما أصبح التواصل متاح للجميع.
«شبابيك»: لماذا تم وقف رواتب 6 من أعضاء هيئة تدريس بكلية الهندسة؟
أولا هم قيادات إخوانيه ولايستطيع أحد أن ينكر أنهم من قيادات الصف الأول، ومع ذلك ليس لدينا موقف شخصي ضد انتمائهم وإنما نؤاخذ الناس بأفعالهم، فإحالتهم للتحقيق ووقف صرف رواتبهم بسبب تعيينهم بشركة مساهمة تسمى «أجيك» وهي بيت خبرة هندسي يتقاضون منه راتب «فول تايم» بمقدار 45 ألف جنيه بخلاف المكافأة، وهناك خلط لأن القانون يسمح لعضو هيئة التدريس أن يشترك في تأسيس شركة مساهمة أو يصبح عضو مجلس إدارة غير تنفيذي بموافقة الجامعة، ولا يسمح لأحد أن يمارس وظيفة طول الوقت بمقابل مادي، وإنما يسمح بممارسة المهن كالطبيب ومكاتب الاستشارات الهندسية أو المحاماة، لأن تعيين أحد أعضاء هيئة التدريس في إحدى الشركات ينفي شغله بوظيفته الأساسية، وهذا يحدث مع الإخوان وغيرهم، كما حدث مع الدكتور حسن الشافعي، والدكتور محمد حماسة بكلية دارعلوم بسبب جمعهما بين وظيفتين، إذ إنهما بجانب وظيفتهما الجامعية كانا يعملان بمجمع اللغة العربية بدون إذن رسمي من الجامعة، فلا تمييز بين أحد في تطبيق القانون، «ومش علشان هما إخوان يكتسبوا ميزة مخالفة القانون لما تيجي تحاسبهم يقولك علشان إخوان، نحن لن نخاف من أحد».
«شبابيك»: كيف تميزون قيادات الجامعة ممن يعملون ضد الدولة؟
اكتشاف من يترقى ويريد أن يعمل ضد الدولة أمره سهل، فآلية اختيار القيادات الجامعية سواء رئيس الجامعة أو العميد عن طريق لجنة تختار أفضل 3 مرشحين وترسل إلى الرئيس لاختيار أحدهم، وبالتأكيد يتم عليهم الإجراءات الأمنية والتحريات فالأمن دوره استشاري ولا يفرض علينا فهو مجرد رأي فني. أنا لما تم تعييني رئيس للجامعة كان لدي أكثر من وكيل إخواني في تجارة وعلاج طبيعي وغيرها، ولما اشتكي لي أحدهم «أنت مشيتني ليه» قولت له «أنت تخرج تقول مرسي يرجع.. ويوم ما يرجع مرسي أنا همشي.. ومش هينفع نشتغل مع بعض»؛ لأنهم في عداء معلن مع الدولة.
«شبابيك»: لماذا تم إنشاء خزان مياه بالجامعة؟ وما التكلفة الفعلية لإنشائه؟
جاء نتيجة الاصلاح المالي الذي وفر للجامعة مبالغ مالية ضخمة جدا، بدأنا في فتح الملفات المسكوت عنها، وللأسف هذا الخزن كان من المفترض أن يتم إنشاءه منذ 9 أعوام، لأن مخاطر الحريق شديدة الصعوبة، هذا الخزان 1000 متر مكعب ميه معالجة، وإذا تم ستكون الجامعة مؤمنة تماما ضد الحريق ومش هنحتاج عربية حريق تيجي من برة الجامعة. من الملفات المنسية أيضا مستشفى ثابت ثابت ومركز الدراسات الأثرية. كما طورنا وحدة الأطفال المبتسرين بالقصر العيني بتكلفة 24 مليون جنيه بتبرع من والدة الأمير بندر بن سلطان، كانت مهجورة منذ 25 عام. الملفات التي ستفتح الفترة القادمة كثيرة ولدينا الأموال التي نستطيع من خلالها تنفيذ المشروعات دون اللجوء للموازنة العامة للدولة، وجاري الآن تنفيذ جامعة القاهرة الجديدة الدولية في الشيخ زايد ونحاكي بمبنى جديد هناك القبة بالظبط.
«شبابيك»: ما موقف جامعة القاهرة من قانون تنظيم الجامعات؟
لا نعلم عنه شيء، وأنا كعضو بالمجلس الأعلى للجامعات لم يعرض علينا بالاجتماعات أن يكون هناك لجنة مشكلة من قبل وزارة التعليم العالي فهو ملف وهمي حتى الآن ولا توجد بادرة لإحداث تطور فيه، إلا أنه كانت هناك إشارة للجنة القانون التي شكلت من المجلس الأعلى للجامعات منذ شهور في أثناء انعقاد المجلس بجامعة بنها ولم تجتمع مرة واحدة، وليس من مهامي أن أسأل عن القانون، ومن يديره هو المسئول عنه، كما أن الأمر مثار منذ الوزير السابق سيد عبدالخالق.
«شبابيك»: كم تقدر ميزانية الجامعة؟ وهل سيكون هناك طلب بالزيادة في العام المالى الجديد؟
ميزانية الجامعة 1.4 مليار جنيه، وندرك المصاعب التي تعاني منها الموازنة العامة للدولة، ونجتهد أن يتوفر لدينا أموال من سياسية الاصلاح المالي، مثل منع حفلات الافطار للكليات على نفقة الجامعة لأنها تقدر بـ8 مليون جنيه، يمكن أن يتم توفيرها، فلا مبرر أن يكون هناك إفطار على حساب المال العام.
«شبابيك»: أين تقف جامعة القاهرة في تصنيف البحث العلمي؟.. وكم تصدّر من الباحثين للخارج؟
فوزنا بجوائز الدولة التقديرية بما يعادل 25% أصاب الكثيرين بالهستيريا، ولكن هذه هي الحقيقة لجامعة العلم التي أنشأت عين شمس والمنصورة والإسكندرية، وجميع الأساتذة والمدارس العلمية في معظم الجامعات المصرية من انتاج جامعة القاهرة. جامعة القاهرة تقدم 40% من البحوث الدولية المنشورة دوليا في مصر، ولدينا قرابة 7000 عضو من جامعة القاهرة معارين إلى جامعات العالم العربي وأوربا وإفريقيا ونور علماء الجامعة يتنتشر في بقاع العالم.
«شبابيك»: تيران وصنافير.. باعتبارك رجل قانون ولك رأي سابق في تأييد الاتفاقية، كيف ترى الحكم؟
هذا حكم قضائي لا يعلق عليه وإنما يطعن عليه أمام الدرجات الأعلى. والحكم عنوان الحقيقة إلى أن يعدل أو يلغى، وملاحظتي أنه لابد من اللجوء إلى الآليات الدستورية والقانونية، بمعني وارد أن تختلف في قرار يصدره رئيس الجامعة، وفعلا يترتب على هذا الاختلاف العداء والغضب والتخوين والمتضرر لديه برلمان وقضاء، والحكم يؤكد أن مصر دولة مؤسسات وأن هناك مؤسسة قضائية يصدر منها هذا الحكم بهذا الحجم، ويجب أن نحيي القضاء المصري عليها ونحترمه، ولا يجوز التعامل بالمزاج مع الأحكام إذا جاء على رغبتك تهتف له، وإذا جاء مخالفا تتهمه بالمسيس وهذا من التشويه الذي يعمد إليه الإخوان ولابد أن ننتبه إليه. يعني مش مجرد أن اختلف معك في الرأي تنزل وتكسر في الجامعة مثلا أو تدخل بها الملوتوف، «هؤلاء هم العدو فلنحذرهم».
«شبابيك»: سحور جامعة القاهرة.. كم تكلف؟ وكيف ترد على اتهامات دخول المال السياسي للجامعة؟
عدد المشاركين في السحور تجاوز الـ28 ألف، وأنا أرى أن من يسعى لتشويه السحور الذي نظمه فريق طلاب «هاو تو بي»، مغرض ويريد أن يصدر صورة سلبية عن الجامعة. وبعدين «حديد المصريين» شركة مصرية خالصة، وأي واحد مبيحبش أحمد أبو هشيمة ومبيجيش على مزاجه «يتفلق» أي شركة غير حديد المصريين لو طرح عليها الطلاب المنظمون للحفل أن يكونوا رعاة للحدث كانت ستقبل الجامعة. حضور بهذا الشكل وبهذا العدد ولم تحدث مشكلة أو حالة تحرش واحدة ولم يكن هناك وجود لرجال الشرطة هو إنجاز قام عليه طلاب تغيروا وأصبحوا أكثر حبا للجامعة. الجامعة لم تساهم بشيء فالحفل له راعي، ونظمه طلاب تواصلوا مع حديد المصريين، وتجاوزت تكلفته 350 ألف جنيه.
جابر نصار وأبو هشيمةرئيس جامعة القاهرة لـ«شبابيك»: اللي مابيحبش أبوهشيمة يتفلق تم نشره بواسطة شبابيك-shbabbek في 23 يونيو، 2016