رمضانيات.. افتح قلبك
لا عجب أن تجد الكثير يختم القرآن فى رمضان مرات عديدة، ولا عجب أن القرآن يحفظه الكثير العربى والأعجمى، الكبير والصغير، الرجال والنساء.
ولكن العجب كل العجب أن هذا القرآن الذى جعل من رعاة الغنم سادة للأمم، جعل من الأعراب الذى كان الواحد منهم لا يعرف أن يحسب غنمه إلا بهذه عرجاء وهذه بها نقطة سوداء وهذه بها نقطة سوداء، إلى أستاذة يعلمون الدنيا القراءة والكتابة والعدل والرحمة.
العجب كل العجب أن هذا الدواء الذى عالج نفس الأمراض التى نرها الآن فى نفوسنا وبيوتنا ومجتماعتنا لا نرى له أثر فى حياتنا، ولا تغييرا من واقعنا، ولا نصراً على أعدائنا.
القرآن ليس كتاب للقصص، وليس كتاب للتاريخ، وليس كتابا للشعر والأدب، ولا للفلسفة والمنطق، وإنما هو كتاب الحياة، يصنع حضارة المستقبل، ويعالج الواقع، ويغير النفوس من الكفر إلى الإيمان.
كان الرجل فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع آية من القرآن، فيتحول من الكفر إلى الإيمان، بل والله كان يتحول من الكفر إلى الإحسان، إلى هداية العالمين إلى الله، إو نصرة المظلوم، ونشر العدل والخير فى العالم أجمع.
وانظر قصة إسلام أبى ذر الغفاري، الذى غيره القرآن من الكفر إلى الصدع بالإسلام فى الوقت نفسه على ملأ ٍ من قريش، غيره القرآن فأسلم على يده بلدة بأكملها (قبيلة غفار )، واتجه إلى المدينة ينشر النور المبين فى الناس.
اقرأ القرآن بقلبك وعقلك وروحك
(إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)
(الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ)
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا)
ليست العبرة بكثرةِ قراءة القرآن، ولا بكثرة الختمات له، ولا بكثرة الحفظ، ولكن العبرة أن نرتقى من القرآءة والحفظ، إلى الفهم والتطبيق، فنكون قرآنيين أو جزءا ً منه نمشى على الأرض.
والخلاصة.. إذا قرأت القرآن فافتح قلبك، فلعل الله أن ينزله فيه آيه، فإذا نزلت في قلبك آية غيرت من حياتك، بل غيرت من حياتنا وواقعنا، وحياة العالم كله.
بقلم- الشيخ أحمد غانم