القرية الأكثر نظافة في آسيا.. فما السبب؟

القرية الأكثر نظافة في آسيا.. فما السبب؟

في بلد مثل الهند، معروف بنقص نظام الصرف الصحي فيه،  وشوارعه الممتلئة بالقمامة، تعتبر قرية «ماولينّونج» نموذجًا عالميّا يحتذى به.

يعتبر تنظيف المنازل والشوارع المحيطة بها  في قرية «ماولينّونج» شرقي الهند، من الطقوس الجدية حقاً التي يمارسها كل شخص تقريبا، من الصغار إلى الجدّات المسنّات. وتشتهر هذه البلدة الصغيرة في منطقة ميغالايا، بعدد سكانها الذي يقرب من 600 نسمة، بأنها أنظف قرية في الهند.

وبالنسبة للهند، يعني ذلك الكثير في بلد تختلط في أغلب شوارعه الزجاجات الفارغة، وبقايا أغلفة المأكولات، مع روث البقر، والأسوأ هو أن ذلك ببساطة يشكل جزء مما يميز معظم مناطق الهند.

فكيف يصبح إذاً جماعة من الناس نموذجا للنظافة والصحة العامة في بلد عانى هذه المشكلة لوقت طويل؟ الجواب هو، على ما يبدو، أن تبدأ منذ الصغر.

القرية الأكثر نظافة

تبدأ الطفلة «ديتي باكوردور» البالغة من العمر أحد عشر ربيعا، يومها حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا. وعملها الروتيني هو تجميل البلدة، ويشاركها في ذلك كل أطفال القرية تقريبا.

ينقضّ الأطفال، حاملين مكانس مصنوعة من نباتات الممشقيات، على الشوارع فيكنسون أوراق الأشجار الميتة والقمامة قبل أن يذهبوا إلى المدارس.

القرية النظافة

كما أن الأطفال مسؤولون عن تفريغ صناديق القمامة – وهي سلال مخروطية الشكل، جميلة بشكل مدهش، منسوجة باليد، وتنتشر في أرجاء البلدة. كما يفصلون القمامة العضوية عن القاذورات القابلة للحرق.

وتُدفن أوراق الأشجار وغيرها من القمامة القابلة للتحلل عضويا، لتستعمل في النهاية كسماد؛ وما عدا ذلك يُجمع ويؤخذ بمركبات بعيداً عن القرية ليُحرق.

اقرأ أيضًا⇐«الحلاق المتجول.. هكذا يصبح قص الشعر مغامرة»

كما يوجد عمال حدائق في البلدة ممن يكرسون كل وقتهم لتقليم النباتات والأزهار النامية في الأماكن العامة والمنتشرة على جانبي الأرصفة والممرات، مما يجعل التجوال والمشي هنا أمرا مسليا بشكل لا يُصدق.

القرية نظافة 1

تُرى، من أين جاء روتين النظافة والترتيب هذا؟ لا يدري أحد بالضبط. لكنه يقال أنه قد نبع من تفشي وباء الكوليرا في القرية قبل أكثر من 130 عاما، عندما كان التشجيع على النظافة شائعا بغرض السيطرة على انتشار الوباء.

ومن المحتمل أن الحملات التبشيرية المسيحية الأولى ساعدت أيضا في تطبيق هذه الممارسة وتشجيعها.

القرية الأكثر نظافة 2

أضف إلى ذلك أن سكان القرية ينحدرون من قوم كانوا يعرفون باسم «الخاسي»، وهم قوم يتبعون الأم في نسب الأبناء. ومع الدور المهيمن للمرأة في المجتمع، ربما يستلزم الحفاظ على منزل وبيئة ذات ترتيب ونظام دوراً أكبر أيضا.

القرى نظافة

اقرأ أيضًا⇐«هل أنت من وحبي زوارق الكاياك.. لا تفوق زيارة هذه الجزر»

المصدر: BBC

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال