رمضانيات.. ليلة القدر الجائزة الكبرى
تخيل معى.. أيها المسلم
لو أُجريت مسابقة من قبل أغنى رجل فى العالم والجائزة مبلغ مليار جنيه وفاز بها رجل فقير جداً، كيف ستكون سعادته؟!
لو أن شخصاً حكم عليه بالإعدام وأربعين سنة سجن، وفجأة قالوا له برآءة، كيف ستكون سعادته؟!
فكيف إذا نودى فى السماء الدنيا بحضور جبريل والملائكة حوله فى ليلة القدر فلان غفرت ذنوبه كلها، فكيف ستكون سعادته؟!
«فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
فكيف إذا نودى على اسمك في السماء الدنيا بهذا المهرجان الإلهى، فلان كُتب له أجر عبادة ثلاثة وثمانين سنة، قال تعالى «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»... فكيف ستكون سعادتك؟!.
فكيف إذا نودى عليك فى السماء الدنيا فى هذه الليلة المباركة فلان فاز، فلان أعتق من النار، وقد قال الحق جل شأنه «فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ».
ليلة القدر خير من عمر الإنسان كله، عمره الذى مضى ، ومن عمره الحاضره ، ومن عمره الذى سيأتى. من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمْ.
ليلة القدر ليلة السلام والآمان، ليلة نزول القرآن، ليلة الخير الكثير، والجزاء الجليل.
لذلك يقول قتادة رحمه الله "إن الله اصطفى صفايا من خلقه، واصطفى من الملائكة رسلاً، ومن الناس رسلا ً، واصطفى من الكلام ذكره، ومن الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان، والأشهر الحُرم، واصفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالى ليلة القدر فعظموا ما عظم الله واصطفاه.
فأحيى ليلة القدر بالتوبة والإستغفار، والتسبيح والتهليل والتحميد، وأكثر من الصلاة والتهجد لله فيها، وأكثر من الدعاء، وأفضل الدعاء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة قولى " اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي".
«إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».
بقلم الشيخ أحمد غانم