رمضانيات.. حوار مع رمضان

أنا: مهلاً رمضان فقد مضيت سريعا.

رمضان: " وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ".

أنا: ممكن يا رمضان أسألك أسئلة تدور ذهن كثير من الشباب.

رمضان: أسرع فما تبقى منى إلا ساعات.

أنا: كيف وجدت أمتنا يا رمضان.

رمضان: ياااااااا عن أي شىء أحكى؟! ذاك شرحه يطول.

أنا: أجبنى بالله عليك.

رمضان: حتى أريحك سأخبرك عن بعض ما وجدته:

1- وجدت أمةً تداعت عليها الأمم من كل مكان، فهى تشبه القطيع الذى غاب من يحرسه، فجاءت الذئاب تأكل من القطيع ماتريد ! وتترك ما تريد ! بل إن الذئاب اعتلت بعض القطيع فأنجبت ذئاباً أشرس من الذئاب التى ربتها وصنعتها، وما عادت الذئاب ذئاب فى السياسة، بل ذئاب حتى فى الدين فتفتى بالقتل، وفى كل مجال ذئاب، ثقافة الذئاب.

2- وجدت أمةً لا تعرف من القرآن إلا حروفه وحفظه ونغماته ومقاماته وأصوات قارئيه، وتنكب فى شهرى على قرائته دون أن تعرف حقوق القرآن، فغابت حقوق القرآن بينهم وبين بعضهم، وغابت حقوق القرآن فى بيوتهم، وغابت حقوق القرآن فى معاملاتهم، وفى أعمالهم وسياستهم وإقتصادهم ومحاكمهم، والله تعالى يقول "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ، أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ"

3- وجدت أمةً فرض الله عليها الجهاد كما فرض عليها الصيام، فاستسهلت الصيام وتركت الجهاد مع أن الآمر واحد، " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ".

أنا : كفاك يارمضان فقد قلبت علىّ المواجع، وذكرتنى بالآم أمتى فى كل مكان.

فبما تنصحنى يا رمضان؟ وبما توصينا جميعا؟

رمضان: أجيبك غداً فانتظر وصيتى وأعمل بها.

بقلم الشيخ - أحمد غانم