طفلك على ما تعوديه.. بدل العقاب اعرفي الطريق لأحسن تربية
يرغب الآباء في تربية أطفالهم أحسن تربية، فيلجأون للعقاب تارة والمرح تارة، وبين هذا وذاك يصر الأبناء على أفعالٍ يرونها في غاية الصواب، كيف هذا؟
تقول استشاري الصحة النفسية الدكتورة إيمان دويدار، إن منهج العقاب الذي ينتهجه معظم الآباء يتنافى تمامًا مع الطبيعة الربانية التي وجد عليها جميع الأطفال، لافتة إلى ضرورة فهم طبيعة ما يمر به الطفل أولًا لتحديد نوعية العقاب الملازم له بعد ذلك.
وتضيف «دويدار»: «حتى يكون العقاب فعالًا نحتاج أولًا إلى فهم متطلبات المراحل العمرية المختلفة والتي تنقسم كالتالي:
أولًا: من عمر (2- 5) سنوات
يُطلق على هذه المرحلة اسم مرحلة «العند»، وهنا يكون الطفل في حاجة دائمة إلى الاستكشاف سواءً كان ذلك للذات أو للعالم المحيط به، فيطلق عبارات تلقائية تعكس رغباته وآراءه دون أن تكون لديه رغبة حقيقة في مضايقة الأم أو تكسير أوامرها.
وتقول «دويدار»: «قبل العقاب، لابد أن تعلمي متطلبات طفلك حتى لا تضطري للعقاب، فهنا مثلًا ستجدي أنه في حاجة إلى تنمية المهارات المختلفة سواءً كانت لغوية، بصرية أو حسية، باعتبارها من أهم المراحل التأسيسية لباقي المراحل الأخرى، ولا تنسي أيضًا أنه سيكون متقلب المزاج كثيرًا».
أما عن العقاب، فتوضح استشاري الصحة النفسية: «إذا علمتِ أن طفلك يحاول استكشاف ذاته لن تضطري إلى العقاب خاصة في هذه المرحلة، ولكن هناك بعض التصرفات التي يُمكنك فيها اللجوء إلى «naughty corner» أي «ركن المشاغب»، ولكن احرصي على أن يكون هذا المكان خالي مما يحبه سواءً كان إنترنت، تليفزيون، موبايل، مع تحديد وقت معين لفترة العقاب هذه، وحينها إذا حاول الخروج لا تسمعي له وأصري على عقابك ولكن خلال ذلك اخبريه بالسبب الذي أدى لعقابه حتى لا يكرره مرة أخرى».
إزاي تختار لعبة الطفل يحبها وتكون مفيدة؟
كما حذرت «دويدار»: أيضًا من بعض التصرفات الخاطئة التي تنتهجها الأمهات دون أن تشعر مع الطفل وتتسبب عن طريقها في عقابه دون وعي منها:
- الضغط الزائد على الطفل
- كثرة الأوامر
- مطالبته بتنفيذ أكثر من طلب في نفس الوقت
تجاهل السلوكيات غير المؤذية للطفل يؤدي به في النهاية إلى ترك الفعل نهائيًا.
ثانيًا: من عمر (6-9) سنوات
ترى «دويدار» أن من أهم سمات هذه المرحلة هي: تكوين الصداقات، وحل واجبات المدرسة، مضيفة: «هنا يكون طفلك في حاجة شديدة إلى الحديث عما يحدث معه ويقابله في المدرسة ومع الأصدقاء، وإطالة مدة الانتباه، وزيادة التركيز من خلال بعض الأدوات كـالألغاز، والكور الملونة، وغيرها من الأدوات، بالإضافة إلى تنمية مهارات الحكي لديه».
وهنا أشارت استشاري الصحة النفسية إلى أهمية الإبقاء على تواصل مستمر مع المدرسين، ومنع الضرب والقسوة في التعامل، موضحة أن ما تقوم به الأم من تمهيد الطفل وتدريبه على ممارسة أفعال معينة يساعدها كثيرًا بعد ذلك.
أما عن العقاب، فقد تم اختصاره خلال هذه المرحلة في بعض الإيماءات والحركات الجسدية للأم بحيث تعكس بها رفضها لما يحدث من جانب الطفل، كما يُمكنكِ أيضًا اللجوء إلى عقاب «naughty corner» بجانب تدريب الطفل على ثقافة الإعتذار من خلال تصرفاتكِ أنتِ، فإذا اخطأتِ قولي له آسفة، وفي حال أن الطفل رفض عقابكِ، حاولي الوصول معه لنقطة وسط تتفقان فيها على عقاب معين حال وقوعه في الخطأ.
ثالثًا: من عمر (9-12) سنة
بالنسبة للفتايات، ففي هذه المرحلة سنجد أنه من الضروري إبلاغ الفتاة بعلامات البلوغ التي ستتعرض لها قبل حدوثها حتى لا تتفاجأ، وذلك عبر تعريفها باحتياجات هذه المرحلة، وكيف تحافظ على نظافتها الشخصية، وما هي أفضل وسيلة لتنسيق ألوان ملابسها دون أي تهكم.
وهنا نصحت الدكتورة «دويدار»: «من الأفضل أن تتبع الأم في هذه المرحلة بعض الخطوات الخاصة بعدم الإكثار من قول لأ، والحرص على الوقوف في منطقة وسط لا هي مغلقة ولا هي مفتوحة، والتدريب على مهارات خاصة كعمل الكروشية وأدوات الهاند ميد حتى تتمكن من تحويل التفكير الأنثوي لديها إلى شيء آخر، والاستماع جيدًا وتقدم النصح بأسلوب لا يعتمد على الإجبار».
وعن عقاب هذه المرحلة، اختتمت استشاري الصحة النفسية بالقول: «لابد أن يختلف عقاب الأم هنا كل الاختلاف، فهذه المرحلة ليست كغيرها من باقي المراحل؛ لذا تحتاج منها أساليب أخرى كالتي تعتمد على حرمانهم سواءً كانوا أولاد أو بنات من الأشياء التي يحبونها، ومنعهم عن ممارسة رياضة مفضلة لديهم، ومنهج الخصام، بالإضافة إلى منع المكافأة التي تحدث بين الحين والآخر».