«جلاسكو» كما لم يراها أحد من قبل (صور)
بعيونِ فنان، وشغف مصورٍ فى بداية حياته المهنية كان يجوب العالم حاملًا كاميراته الخاصة، يلتقط صورًا للمناظر الطبيعية حينًا، ويرصد أحوال البشر وأفعالهم حينًا آخر، يقضى سنوات فى رحلاته متنقلًا من هذا البلد إلى ذاك، فيستقر به المقام فى أحد تلك البلاد دون سابق ترتيب ليوثق أوضاعها بدقة من خلال صوره.
هو المصور «نيك هيدجز»، يبلغ من العُمر سبعين عامًا، قضى منهم ما يقارب الـ40 وهو يعمل بالتصوير الوثائقى، وكانت بداية مشواره مشروعه عن «جلاسكو».
تقع «جلاسكو» في جنوب إسكتلندا ويبلغ عدد سكانها 607.192 نسمة، هي أكبر مدن إسكتلندا وثالث أكبر مدن المملكة المتحدة. ويعني اسم «جلاسكو» المكان الاخضر المحبوب، لذا موقع المدينة يستخدم منذ ازمنة ما قبل التاريخ من أجل السكن بسبب قربها لنهر «كلايد» وتضمنها مساحة طبيعية رائعة لصيد سمك السلمون.
تختلف «جلاسكو» فى الستينيات عما هى عليه الآن، فالأوضاع التى صورتها كاميرا هيدجز لا تصلح للحياة ولا تحقق حتى القدر الأدنى للعيش بكرامة، من يرى تلك المدينة الباهرة على وضعها الحالى لن يتخيل أبدًا أنها كانت يومًا تعيش ذلك الفقر المُضجع.
فى ذلك الزمان كانت تعيش عائلات «جلاسكو» بلا كهرباء أو مياة فيما تحيط بهم الحشرات بكافة أنواعها طوال الوقت، كل عائلة تسكن غرفة واحدة برغم ضيق المساحة وبعيدًا عن عدد أفرادها.
لم يستطع ساكنو جلاسكو حينذاك النوم فى الظلام، فكانوا يضيئون الشموع دائمًا خوفًا من فئران قد تصيبهم بالطاعون أو حشرات تلدغهم فلا يعرفون للدغتها علاج.
ذكريات هيدجنز عن جلاسكو هى الأعز والأقرب لقلبه، حيث كانت نقطة إنطلاقته وتحويل مساره ليحترف بعدها التصوير الوثائقى، ويقدم مشروعات مختلفة ترصد أحوال البلاد والعباد فى مختلف أنحاء العالم «لا أفخر بصورة واحدة من صور جلاسكو دونًا عن غيرها، لأننى أفخر بالمجموعة كاملة، لا زلت أذكر جيدًا كل القصص التى رويت لى هناك بكل تفاصيلها وأسماء أصحابها، فكل شيىء حاضرًا بذهنى، يمر أمامى كشريط سينما وكأنه حدث بالأمس».
وفيما يلى يستعرض "شبابيك" بعض صور جلاسكو التى إلتقطها هيدجز حسبما وردت بصحيفة الـ "دايلى ميل" البريطانية: