لو مش عارف تتعامل.. دليلك النفسي لاستعادة الثقة بالآخرين
يقولون «إذا رغبت في الحياة عليك الثقة بالآخرين»، ربما قد يجد البعض هذه المقولة خيالية بعض الشىء، معتبرين أن الثقة شىء ثمين لا يتم إعطاءه للبشر مهما بلغت درجة قربهم.
بالطبع الثقة لا تُعطى لأي شخص، لكن هذا لا يعني مُطلقًا قصرها على النفس، فمهما تعرضت لخيبات فيمن كنت تعتقدهم أوفياء، لا تزد المشكلة سوءًا وابحث عن حلًا جذريًا لربما تكون أنت السبب فيما يحدث.
يقول استشاري الطب النفسي الدكتور إبراهيم مجدي، إن فقدان الثقة في الآخرين يتم التعامل معه وفقًا لشقين، الأول يتعلق بالنفس والآخر بالآخرين، لافتًا إلى أن هناك أخطاء ذاتية تتسبب في هذا الفقدان دون أن يعلم أصحابها.
ويضيف «مجدي»: «حينما يكرر المرء أخطائه عند التعامل مع أشخاص لم يكونوا أهل للثقة منذ اللحظة الأولى، ويستمر هكذا إلى أن تأتي عليه اللحظة التي يشعر معها بعدم الرغبة في التعامل الجميع، فهنا الخطأ يعود له وحده وليس الآخرين، والدليل على ذلك الحديث القائل بأن المؤمن لا يُلدغ من جحر واحد مرتين».
حب نفسك.. روشتة استعادة الثقة بالنفس تبدأ من هنا
وعن باقي الأخطاء، استطرد استشاري الطب النفسي كلماته: «قبل أن تفقد الثقة في الآخرين، ابحث داخلك عما إذا كنت من أولئك الحساسين لربما تصل إلى نتائج مُرضية لما لديك من مشكلة، فقد تكون ذات طبيعة تُحمل الآخرين فوق استطاعتهم ولا تعلم، ثم تعود لتقول هم المخطئون، لقد خُدعت».
أما في حال أن الآخرين هما السبب وراء فقدان هذه الثقة، نصح الدكتور إبراهيم بضرورة إتباع الآتي لاستعادة الثقة في الآخرين:
- البشر متغيرين
إذا وضعت في اعتبارك أن البشر متغيرون بطبيعة الحال، فلن تتأثر بما يحدث حولك، فمثلًا قد تجد أن الشخص الذي لطالما اعتبرته صديق وأخ هو من تسبب لك في أذى لم تتوقعه.
هنا قبل أن تدخل في دوامة الصدمة، راجع جيدًا ما كان يحدث بينكما لربما تجد أن أخطائك في حق نفسك، هي من تسببت في ذلك.
- لا للعاطفة
ذكر نفسك دائمًا أن إلغاء العقل والاكتفاء بالعاطفة فقط لن يجعلك تتعامل مع الأمور بموضوعية وحزم، فهناك بعض الأمور التي نمررها بشكل عاطفي كعبارات «صديقي لن يفعل هذا بي، لا بد وأنه كان مضطرًا»، وفي النهاية نصطدم حينما تضع مرآتنا أمام الحقيقة.
احرص دائمًا على المزج بين العنصرين حتى تضع يدك بشكل صحيح على أخطاء الآخرين.
- الابتعاد عن السذاجة
إذا كنت تعتقد أن جميع البشر ملائكة، فلا تلومن إلا نفسك حينما تكتشف الحقيقة، ولكن ليس معنى هذا أن تصل إلى درجة الشك، فقط ضع في اعتبارك عندما تسمع أن فلانًا قدم شكوى ضدك أمام المدير أن الأمر يحتاج التأكد ومعرفة الحقيقة حول الأمر.
فلربما هذا الشخص يحرص دائمًا على خداعك وتوصيل صورة مغايرة عنك للآخرين، في الوقت الذي يحاول فيه التقرب منك لإبعاد المسؤولية عنه.
انتبه.. بين «الثقة» و«الغرور» شعرة
- لا للثقة الكاملة
قبل أن تضع ثقتك الكاملة في شخص ما، تذكر أن النفوس دائمة التغير وإذا نجحت وحافظت على ثباتها، فقد تتدخل الظروف وتهدم ما بنيته منذ سنين.
وقد لا تتغير النفوس أو تتدخل الظروف، ولكن يختفي هذا الشخص تمامًا من الحياة، حينها ماذا ستفعل هل سيكون الحل هو التقوقع على ذاتك أم ستبحث عن آخر تضع فيه كل هذه الثقة حتى تصل إلى مرحلة الندم التي لن تستطيع من بعدها الثقة في الآخرين.
