لو زهقتوا.. «الإجازة الزوجية» هتخليكم تشتاقوا لبعض
كثيرًا ما يرغب الأزواج في كسر ملل الحياة الزوجية لكنهم يجهلون الوسيلة المناسبة لذلك، فبينما يرى البعض أن الحل في التجديد، يذهب آخرون إلى أن «إجازة زوجية» قد تطول أو تقصر هي الحل.
أيًا كانت وجهة نظرك، ينبغي أن تعلم أن الإجازة الزوجية هي فعل راق يعتمد على تخصيص يومٍ من كل أسبوع للترويح عن النفس وتهدئة الأعصاب، وليس بالضرورة أن تأتي كرد فعل للمشاحنات بين الزوجات، ولكن احذر!
تقول «أسماء سيد»، متزوجة،: «من بداية جوازنا اتفقنا إن لو في يوم حد فينا حس إنه ضاغط على التاني، لازم يسيبله مساحة حرية، يعني مثلًا أنا ليا كام يوم في الشهر بروح فيهم عند أهلي بغير جو وبهدي أعصابي من أي مشاكل، وفي نفس الوقت هو كمان بيستفيد لإن على الأقل الضغط اللي بيبقى عليه بيبقى الشغل وبس من غير أي مسؤولية تانية، ولو في الفترة دي كان في مشكلة بينا طبعًا الدنيا بتتحسن كتير لإننا بنهدى وبنرجع بعدها».
ضرورية لاستمرار العلاقة
استشاري الطب النفسي الدكتور إبراهيم مجدي، قال إن سياسية الأجازة الزوجية أمر لا غنى عنه بين الطرفين؛ ضمانًا لاستمرار العلاقة فترة زمنية أطول.
وأضاف «مجدي»: «قد يتغافل الكثير من الأزواج والمقبيلن على الزواج عن هذه السياسية، فيتعرضون للكثير من المشكلات دون الوصول إلى حلول جذرية، بعكس أولئك الذين يعتمدون على هذه الطريقة سواء كان ذلك لمدة يوم أو أسبوع»، لافتًا إلى أن المدة في حال زيادتها عن ذلك قد تتسبب في خلق المزيد من المشكلات وليس حلها.
وتابع أن الإجازة الزوجية لا تختلف كثيرًا عن إجازات العمل، فكلاهما في حاجة إلى الابتعاد عن الضغوط وشحن طاقة الجسم بعناصر إيجابية لاستكمال الطريق، مؤكدًا أن هذا البعد سيساعد الطرفين في التفكير بهدوء بعيدًا عن الغضب والألم.
لهذه الأسباب ترفض النساء «الزوجة التانية»
زيادة مدتها قد تدمر العلاقة
أما استشاري العلاقات الأسرية والمعالج النفسي الدكتورة زينب مهدي، فكان لها رأي مختلف بعض الشيء، وقالت إن هناك حالات معينة يتم فيها تطبيق الأجازة الزوجية وبخاصة تلك التي تتعلق بحالات الحب الشديد.
وأشارت «مهدي» إلى أن طبيعة المرأة العاطفية تجعلها دائمة التعبير عما يدور بداخلها وهذا الأمر يختلف كل الاختلاف عن طبيعة الرجل الذي يرغب في الحب لكنه لا يعبر عنه، بل إنه قد يطلب منكِ أشياء يتمنى ألا تفعليها، منتقدة لجوء بعض الزوجات/ الأزواج إلى إظهار الحب للطرف الآخر بشكل مبالغ فيه سواء كان ذلك عبر كلمات الحب المختلفة أو إحاطته بالرسائل والمكالمات الهاتفية.
وتشرح «مهدي» أن هناك طرف ما يصيبه الملل نتيجة هذه المبالغة بل ويقابلها بمنتهى الفتور، وفي هذه الحالة لا ينبغي أن تتعدى الأجازة يومين فقط حتى يشعر الطرف الآخر بحالة الفراغ الذي سيخلفها هذا الشخص بغيابه، لافتة إلى أن زيادة الأجازة عن الفترة المحددة من شأنها تعميق فجوة الخلافات بين الطرفين.
ويشرح «محمد حمدي» تجربته مع الأجازة الزوجية بالقول: «بالرغم إني مبطبقهاش غير في وقت المشاكل، بس فترة الإجازة دي فادتني في علاقتي مع مراتي. صحيح الفترة مبتكونش طويلة بس أنا وهي متعودين إن لما تحصل مشكلة وأحس إنها هتكبر ومش هتعدي على خير بحاول اهديها واخليها تروح عند أهلها يومين، فعلًا بيكونوا يومين بالعدد بس بعدها بترجع أهدى من الأول ولو كانت غلطانة بتحاول تصالحني علشان الدنيا متكبرش بينا، ده غير إني أنا كمان بكون هديت عن الأول».
عواقب وخيمة
ونحو علاقة مستقرة، نصحت استشاري العلاقات الأسرية زينب مهدي الزوجات بأن يكن حازمات في علاقتهن بأزواجهن منذ البداية عن طريق بعض الخطوات:
أولًا: عليكِ أن تدركي أن المرأة عارية المشاعر لا تختلف كثيرًا لدى الرجل عن عارية الجسد، لأنه يشعر نحو كلاهما بالملل؛ لأن طبيعته في حاجة دائمة إلى اكتشاف غموض من حوله.
ثانيًا: اتركي له مساحته الخاصة، ولا تلاحقيه برسائلك ومكالماتك، واجعليه يأتي هو ليلاحقك، وحينها لن تلجأون إلى الأجازة الزوجية.
ثالثًا: لا تظهري له كامل شخصيتك بعد الزواج، واجعليه دائم البحث في المناطق المظلمة بها.
أما عن مخاطر الأجازة، فتحذر «مهدي» من سوء استخدام هذه الأجازة لمرات عديدة، مؤكدة أنها قد تكون مدخلًا لتعرف الرجل على امرأة أخرى خلال هذه المدة وبخاصة إذا كان مفتقدًا للحب، حينها لن تكون الإجازة مصدر سعادة وإنما تعاسة أبدية.
الحرية بدل الإجازة
استشاري العلاقات الإنسانية دكتورة شيرين عبدالعزيز كان لها رأي مختلف، وقالت إنه بدلًا من الحديث عن الأجازة الزوجية، ينبغي التركيز بشدة على إعطاء الطرفين كلًا منهما مساحة حرية للطرف الآخر.
وطالبت باستبدال «الإجازة الزوجية» بأن تعطي الزوجة لزوجها مساحة من الحرية للسفر مع زملائه، لافتة إلى أن هذه الطريقة أفضل بكثير، وهو ما ينطبق على الزوج الذي ينبغي عليه الحفاظ على مساحة الحرية لزوجته.
أما ياسمين محمد، متزوجة، تقول: «في بداية جوازي كنت بهتم أنا وجوزي بموضوع الأجازة ده عن طريق يوم في الإسبوع بروح فيه لماما علشان أقضي اليوم معاها وأرجع تاني يوم، الموضوع ده كان بيخليني أحس لما برجع البيت تاني يوم إن جوزي مشتاق ليا، وحتى ده كان بيظهر في كلامه، بس لما حصلت خنافة قرر بعدها إني مروحش عند ماما غير زيارة يوم كله وأرجع على النوم، ده خلاني أحس بالملل وبقى الخناق بينا بيحصل كتير مقارنة بالأول».