رئيس التحرير أحمد متولي
 «شير بوك».. قصة مكتبة وُلدت «ع القهوة» وتوفر الكتب باشتراك رمزي

«شير بوك».. قصة مكتبة وُلدت «ع القهوة» وتوفر الكتب باشتراك رمزي

«من حق الفقير يقرا ويتعلم ويتثقف، ويكون له نفس الخلفية ودرجة الوعي اللي بيتمتع بيها أبناء الطبقة الغنية، لأن الثقافة والفن عمرهم ما ينفعوا يكونوا حكر على طبقية بعينها».. كان هذا هو الهدف الذي دفع مجموعة من الشباب السكندري لإطلاق مكتبة «Share book» لاستعارة الكتب باشتراك سنوي رمزي يساعد الفرد على قراءة ما يشاء من الكتب.

يقول أيمن منصف خريج كلية الآداب (قسم مكتبات)، وأحد مؤسسي مشروع مكتبة «شير بوك»، إن الفكرة جاءت «من قبيل الصدفة»، حيث كان يجلس على القهوة مع عدد من أصدقائه الذين كانوا يشكون ارتفاع سعر الكتب في المكتبات وعدم توافر بعض الكتب التي يبحثون عنها، ومن هنا جاءت لديه فكرة قيامهم جميعاً بشراء كتاب جديدة على أن يتبادلوها مع بعضهم البعض تباعا.. «واكتشفنا أننا أصبحنا نستطيع قراءة 10 كتب بثمن كتاب واحد؛ وعندها فكرنا ماذا لو اتسعت هذه المجموعة من 7 أشخاص لـ 1000 شخص؟».

بدأت الفكرة عام 2014 بتكوين مكتبة استعارة تضم عدداً من الكتب المستعملة يشارك فيها عدد كبير من القراء بحيث يهدي كل منهم المكتبة كتابا أو أكثر وفي المقابل يكون من حقه استعارة كتاب ثاني تبرع به شخص آخر.

«بعدها قررنا جعل مكتبتنا لها اشتراك سنوي بأجر رمزي هو 20 جنيه فقط، وكنا في البداية نعتمد على وضع كتبنا في حجرات تابعة لبعض الجمعيات الخيرية حتى تمكنا من تخصيص مكانين أكبر مؤخراً في ستوديو جناكليس بشارع حسين حساب بوسط الإسكندرية والآخر بمركز سنتر تالنت بمنطقة البيطاش التابعة لحي العجمي».. وفق ما يروي «منصف»

وبالفعل بدأت التجربة بتجميع كتب مستعملة من مؤسسي المشروع الأول وعددهم 7 أشخاص، الذين استطاعوا وفق «منصف» تجميع حوالي 250 كتابا، زادت بمرور الوقت وبتوسيع شبكة أعضاء المكتبة وتبرعاتهم إلى 1000 كتاب، حتى وصل العدد مؤخرا إلى 3000 كتاب بمختلف المجالات وبأكثر من لغة.

ويؤكد مؤسس مكتبة «شير بوك» أن المشروع من البداية لم يكن ربحياً بدليل أن الاشتراك السنوي يعتبر رمزي ولا يكفي لتغطية مصاريف المكتبة الرئيسية و«إنما الهدف التنموي من وراء المشروع ومساهمات القراء أنفسهم بالكتب هي التي ساعدت في استمرار المشروع حتى الآن».

تمكن مؤسسو «شير بوك» من فتح سبيل آخر لزادة ميزانية مشروعهم عن طريق تنظيم ورش عمل خاصة لتعليم الرسم، العزف، تصميم الكوميكس، وكتابة القصص القصيرة.. و«هذا بخلاف محاضرات لتعليم اللغات الأجنبية».

ويضيف «منصف»: «مؤخرا بدأنا العمل على تنظيم ورشة كاملة لتعليم الخياطة، وجميعها دورات ومحاضرات تتم بمشاركة متخصصين في كل مجال منها».

ويشير أيمن منصف، أحد مؤسسي مشروع مكتبة «شير بوك»إلى أن ما ساهم في انتشار اسم المكتبة وشهرتها «الزيارات التي نظمتها المكتبة للأعضاء الفترة الأخيرة، مثل زيارة لمسرح الأوبرا ومتحف كفافيس والجمعية التركية بخلاف زيارات لمكتبة الإسكندرية وقلعة قايتباي وكانت جميعها زيارات مجانية باستثناء ثمن تذكرة دخول المزارات غير المجانية».

وعن الهدف من هذه الزيارات، يقول «منصف»: هدفنا لم يعد مقصورا على القراءة أو تبادل الكتب وإنما لنا هدف أكبر في تنمية وعي وتثقيف أهالي الإسكندرية بشكل عام».

أما عن أبرز العراقيل التي واجهها المشروع في البداية، فقال «منصف» إنه بخلاف عدم توافر رأس المال، كان «الروتين والبيروقراطية» أبرز المشكلات التي واجهوها التي مع كل جهة حكومية تعاملوا معها خلال فترة التعريف بأهداف المشروع وتنظيم الزيارات في البداية.. «ولكن بعد ما تم تعاون فعلي بين المكتبة وبين وزارة الآثار خلال إحدى الزيارات أصبح بعدها التنسيق مع الجهات الحكومية ومع المراكز الثقافية أكثر سهولة، حيث تأكدت الجهات الحكومية أن الزيارات التي تنظمها المكتبة تعمل على زيادة الوعي الأثري وتدعيم السياحة الداخلية».

وأوضح «منصف» أن مشروع «شير بوك» أسفر عن انطلاق أكثر من برنامج منه، أهمها برنامج «كتوبيا»، وهو عبارة عن مشروع لتبديل وبيع الكتب، وتكمن فكرته في أن يهدي العضو كتاباً جديداً للمكتبة مقابل أن يحصل على كتاب آخر يكون من أحدث الإصدارات.

كما بدأت المكتبة في تقدم عروض بشراء وتوصيل الكتب مجاناً للأعضاء نظير ثمن شحن بسيط من أجل توسيع قاعدة انتشارها والمساهمة بشكل أكبر في انتشار هواية القراءة واقتناء الكتب عن طريق تنظيم معارض مفتوحة لبيع الكتب المستعملة.. «ما سيساهم في إنعاش سوق بيع الكتب من جديد»، وفق العضو المؤسس في مشروع «شير بوك».

عدد أعضاء «شير بوك» يتجاوز الـ800 عضو، وفق «منصف»، الذي يقول لـ«شبابيك» إن حلمهم الآن هو أن يكون للمكتبة فروع في مختلف محافظات مصر، فضلا عن إنشاء دار نشر تهتم بنشر كتابات الشباب الموهوبين.

 

 

مي مصطفى

مي مصطفى

محررة صحفية ومدونة مهتمة بالتنمية البشرية والمجالات الأدبية