رئيس التحرير أحمد متولي
 لطلبة الجامعة.. ابعد عن الجواز أو هيحصلك زي «ربيع»

لطلبة الجامعة.. ابعد عن الجواز أو هيحصلك زي «ربيع»

تزوج طارق ربيع، الطالب بكلية التربية جامعة الأزهر، من طالبة في المرحلة الثانوية، بعد ضغوط وإلحاح كبير من أسرته؛ بحجة الاطمئنان على مستقبله، ما دفعة للعمل في أثناء الدراسة لتوفير نفقات زوجته وطفله.

تجربة زواج الطلاب في أثناء دراستهم الجامعية، يعقبها الكثير من المشاكل وضغوط اجتماعية ونفسية، وأحيانا «تفشل» التجربة، لعدم استطاعتهم التوفيق بين مسؤوليات البيت والدراسة.

ربيع تزوّج بأمر والده

يتحدث «ربيع» لـ«شبابيك»، عن معاناته في الزواج المبكر قائلا: «تزوجت وأنا في الفرقة الثانية، بأمر من والدي، بحجة الاطمئنان على مستقبلي، ورؤية أحفاده». يقول «ربيع» إن موافقته جاءت بعد وعد أهله بتحمل كافة التكاليف قبل وبعد الزواج.

يشير إلى أن أصعب ما واجهه بعد الزواج وهو في الدراسة الجامعية، وخصوصا الانتقال من وإلى الجامعة كل أسبوع، وارتفاع تكاليف المعيشة، حيث أنه يعيش بمحافظة المنوفية، والجامعة بـ«تفهنا الأشراف»، ما يجعله يترك زوجته وطفله بالأسبوع.

للطالبات المتزوجات.. بيتك وجوزك محتاجين منك إيه؟

الزواج قبل أوانه فشل

استشاري الطب النفسي الدكتور خالد العطار يشير إلى أن 99% من حالات الزواج للطلاب تأتي بإرغام من الأهل بحجة «الاطمئنان على مستقبله»، واصفا هذا الزواج بـ«الفاشل» وقبل أوانه.

يضيف «العطار» لـ«شبابيك» أن الطلبة والطالبات ممن يتزوجوا خلال الدراسة يعانون من عدم القدرة على الاستمرار بسبب عدم النضج، لأن البنت تعاني من عدم القدرة على التعامل مع الموقف الجديد وخصوصا لو رزقت بطفل، أما الطالب فيشعر بأن قراره كان متسرعا.

يقول «ربيع»: «بصراحة أنا في الفرقة الرابعة حاليا ولدي طفل عمره سنة ونصف، وأعاني كثيرا بسبب المصاريف الباهظة للبيت، ما جعلني ألجأ للعمل بجوار دراستي، لتوفير النفقات اللازمة، وهو ما أثر على حياتي الجامعية وتقديراتي».

وعن قراره بالزواج وهو مازال طالبًا، قال «ربيع» إن: «زواجي المبكر هو القرار الذي لن أسامح فيه نفسي طوال حياتي، فقد ضيع مستقبلي في الدراسة، بسبب عدم قدرتي على الجمع بين مسؤولية أسرتي والاهتمام بالدراسة وما يترتب عليه من نتائج عكسية».

جوزك قبل أي حاجه.. بالحنّية هيفك ويساعدك في المذاكرة كمان 

أدهم يحذّر الطلاب

يتفق أدهم إبراهيم الطالب بكلية التجارة جامعة الزقازيق مع «ربيع»، ويشير إلى أن مشروع الزواج المبكر قرار خاطئ من البداية محذرًا الطلاب من الإقدام عليه.

ينفي «إبراهيم» ما يشاع بأن زواج الطالب في المرحلة الدراسية له جوانب إيجابية، ويقول: «بالعكس الزواج المبكر يشهد حالة من عدم الاستقرار النفسي للشباب، كما أنه يشجع البعض على ترك الدراسة والانشغال بعمل لتوفير نفقات الحياة».

وتصف أستاذ علم الإجتماع، سامية خضر، الزواج خلال فترة الدراسة الجامعية بـ«الجريمة ضد الوطن»، معللة ذلك بأن الطلاب لم يكتمل نضجهم حتى يتحملون مسؤولية تكوين بيت وأسرة جديدة، بالإضافة إلى أن الزواج في مرحلة الجامعة يشتت ذهن الطالب والطالبة.

وقالت «خضر» لـ«شبابيك»، إن الطالب لا يحمل قوت نفسه وهو في مرحلة الجامعة، بالإضافة لعدم قدرته الجسدية والمادية على التعامل مع المشاكل الزوجية التي تضرب أغلب البيوت.

حتى لا تتعارض دراستكِ مع تربية طفلك.. اتبعي الآتي

التجنيد سيعيقك

أدهم تحدث عن مشكلة أخرى ستواجهه بعد الانتهاء من الدراسة وهي فترة «التجنيد»، وستضطره ظروف الخدمة العسكرية لترك زوجته بالشهور.

أبرز المشاكل التي يتعرض لها «ربيع» تكمن في كثرة النزاع بين والدته والزوجة، قائلا: «بحكم دراستي البعيدة وعملي، المشاكل بين أمي وزوجتي لا تنتهي، وهو ما يصيبني بنوع من التشتت».

«ربيع» يطالب الأهالي أن تنتبه لأبنائها ولا تسمح لهم بخوض تلك التجارب غير المنطقية مهما كان الإصرار عليها.

كما ينصح استشاري الطب النفسي الدكتور خالد العطار الأهالي بعدم إرغام الطلاب على الزواج المبكر في مرحلة الجامعة حتى لا يقعوا في مشاكل هم في غنى عنها، ويجب الانتباه قبل الوقوع فيها.

مدحت رمضان

مدحت رمضان

صحفي متخصص في مجال SEO ومحركات البحث - حاصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة الأزهر الشريف دفعة 2013 - 2014، يكتب في مجال الرياضة والسياسة والتعليم