رئيس التحرير أحمد متولي
 هكذا يحتفل المسيحيون في مصر بعيد الميلاد.. طقوس 7 يناير عند الأقباط

هكذا يحتفل المسيحيون في مصر بعيد الميلاد.. طقوس 7 يناير عند الأقباط

في السابع من يناير كل عام يحتفل الأقباط الأرثوذكس في مصر بعيد الميلاد من خلال بعض العادات والطقوس التي تشبه احتفالات المسلمين في أعيادهم.

ويختلف أقباط مصر مع الكنائس الغربية في موعد احتفالاتهم بعيد الميلاد، فبينما يحتفل به الكاثوليك والبروتستانت في يوم 25 ديسمبر، تحتفل مصر والكائس الشرقية به 7 يناير.

في كتابه «مقدمة في الفولكلور القبطي» رصد الباحث عصام ستاتي بعضاً من مظاهر احتفالات الأقباط بعيدهم.

الأقباط والفاطميون

كان للأقباط عبر التاريخ احتفالات شعبية بهذا اليوم كان أشهرها في عصر الفاطميين، فيقول تقي الدين المقريزي: «كان الأقباط يوقدون المشاعل والشموع العديدة ويزينون الكنائس، وكانت الشموع بألوان مختلفة وفي أشكال متباينة، فمنها ما هو على شكل تمثال عمود أو قبة ومنها ما هو مزخرف أو محفور».

وتابع «لم يضيئوا الكنائس والمنازل فقط، بل كانوا يعلقونها – أي المشاعل والشموع - في السوق وأمام الحوانيت وأمام محلاتهم، ومن الطريف أن الفاطميين كانوا يوزعون بهذه المناسبة الحلاوة القاهرية والسمسمية والزلابية، والسمك البوري». ولكن كيف يحتفل المسيحيون الآن بعيد الميلاد؟

احتفال كنسي

في السادس من يناير تبدأ الأسرة في صيام انقطاع، أي بدون طعام من الساعة 3 عصراً إلى الساعة 12 منتصف الليل، ويذهب المسيحيون من السادسة عند الغروب أو بداية المساء إلى الكنيسة، حيث يتم الاحتفال الكنسي.

وخلال الاحتفالات يشترى المسيحيون أشكالاً فنية منها المغارة، التي تُصنع من عدة أشكال أشهرها الشكل المربع، ويُوضع داخلها دُمى وتماثيل منها تمثال يجمع العذراء وابنها الطفل (المسيح) والحمار والبهائم ونجوم. ولا يوجد نموذج ثابت لهذه المغارة، ولكن أغلبها مصنوع من أوراق الأسمنت.

كما توجد أيضاً شجرة عيد الميلاد التي تُزّين باللمبات الكهربائية، وعادة ما تُوضع الشجرة في المنازل، كما توجد أشكال أخرى مثل سانت كروز، أو بابا نويل، وهدايا تُقدم لبعض الأطفال وخاصة الفقراء بشكل لطيف، فيقال «خد بابا نويل جاب الهدايا في الشجرة».

كحك العيد

بعد الاحتفال الكنسي يعود الأقباط إلى المنازل لتجهيز احتفالات العيد، وأغلب الأسر تكون قد قامت بصناعة كحك العيد أو اشترته جاهزاً.

وكحك العيد هو عادة مصرية قديمة بدأها المصريون مع الدولة القديمة مع موسم بذر البذور، حيث كان يُصنع من الدقيق والسمن ووضع كميات من العسل على شكل قرص الشمس، وفي الوسط علامة «حتب»، وهو تقريباً نفس الكحك الذي نراه حتى اليوم. وأصبح الكحك في مصر يتجاوز عيد بذر البذور ويُقدم في أغلب الأعياد والاحتفالات.

عيدية الأطفال

أول ما يقدم في صباح عيد الميلاد هو كحك العيد، وبعده يقوم الأطفال بارتداء ملابس العيد التي تكون جديدة مهما اختلف دخل الأسرة.

بعد ارتداء الملابس الجديدة يذهب الأطفال في التاسعة صباحاً إلى الكنيسة ليس لأداء طقوس دينية بل لمشاهدة وتزاور أقرانهم. وتقدم الكنيسة عبر خُدامها بعض الألعاب المسلية إذ يرتدون وجوهاً لشخصيات مضحكة تحكي قصصاً عادية ليست دينية، وبعد ذلك يعطون الأطفال الهدايا.

غالباً ما ينتهي الاحتفال في العاشرة صباحاً. وبعدها يذهب الأطفال إلى أقاربهم لجمع العيدية ثم الذهاب مع الأصدقاء للحدائق العامة أو الذهاب للرحلات النيلية.

وتقوم بعض الأسر القادرة بذبح عجل أو خروف وتوزيع لحمه على الفقراء ندراً ورحمة وصدقة، وهناك من يقوم بزيارة المقابر وتوزيع الخبز (القُرص) واللحوم على الفقراء هناك.

المصدر

  • كتاب «مقدمة في الفلولكلور القبطي». عصام ستاتي.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية