رئيس التحرير أحمد متولي
 أصحاب الأخدود.. حين أراد الملك المتجبر قتل الغلام

أصحاب الأخدود.. حين أراد الملك المتجبر قتل الغلام

كثير منا يقرأ سورة البروج في القرآن الكريم، ويأتي أمامه قصة أصحاب الأخدود فهل سأل نفسه عن ما هية القصة ولماذا لعنهم الله في كتابه، عندما قال: (قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُود).

نستعرض لك قصة أصحاب الأخدود في هذا التقرير:

فأصحاب الأخدود هم جماعة من الكفار، حاولوا صرف المسلمين عن دينهم بمختلف وسائل التعذيب، حيث حفروا لهم في الأرض أخدوداً وأشعلوا فيه النار، ثمّ قذفوهم فيه، وقد صبر المسلمون على عذابهم.

ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة البروج، في الأية رقم 4 إلى 7، وقال الله تعالى: (قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ‏)‏، وقد لعنهم الله عزّ وجل لما يفعلونه بالمؤمنين، فقال تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ‏).

الإيمان سبب تعذيب المؤمنين

لم يكن ذنب هؤلاء المؤمنين سوى أنّهم آمنوا بالله عزّ وجل، وتجلت القصة في الغلام الذي أرشده الله إلى طريق الخير، بثباته إذ استطاع أن يزيل عرش الملك المتجبر الذي ادّعى الألوهية من دون الله عزّ وجل.

كان لهذا الملك ساحر يعتمد عليه في تثبيت ملكه، وتخويف الناس، فكبر هذا الساحر في العمر، وطلب من الملك أن يعين له غلاماً يعلمه أمور السحر، ليخلفه في مهمته، وقد كتب الله الخير لهذا الغلام، ففي أثناء ذهابه للساحر تعرف على راهب مؤمن دعاه للإيمان والتوحيد.

استجاب للراهب وآمن بدعوته، ودلّه الراهب إلى طريقة يتخلص بها من الساحر، وقد أجرى الله على يديه الكرامات مثل شفاء المرضى، وإبراء الأبرص والأكمه، واتخذ منها وسيلة لنشر دعوته وتبليغ رسالته.

الملك المتجبر

وصل الخبر للملك المتجبر عن طريق جليس له كان قد شفاه الله بدعاء الغلام له، فشعر الملك ببوادر فتنة تهدّد مستقبل عرشه، وأراد أن يصل إلى أصل هذه الفتنة، فوصل إلى الغلام وإلى الراهب، فقتل الراهب مباشرة.

واستخدم مع الغلام طرق مختلفة من العذاب والتخويف، طمعاً في عودته عن دعوته، ليستفيد من ذلك في تدعيم قواعد حكمه، وكان الله في كلّ مرة ينجيه ممّا هو فيه، ويعيده إلى الملك منتصراً ومتحدّياً له.

عندما يئس الملك من قتل الغلام أخبره الغلام بأنّه لن يستطيع قتله إلا بطريقة واحدة يحدّدها الغلام بنفسه، ولم يكن الغلام يطلب الموت بقدر ما كان يريد أن يثبت للناس عجز الملك، وقدرة الله عزّ وجل.

طريقة قتل الغلام

أخبر الغلام الملك أنّه لن يستطيع قتله إلا بأن يجمع الناس في صعيد واحد، وأن يصلبه على خشبة، ثمّ يأخذ سهماً من كنانة الغلام، ويرميه به قائلاً: بسم الله رب الغلام، وقد فعل الملك ما قاله له الغلام.

ما كاد الغلام يسقط ميتا حتى تنادى الناس من كل مكان مرددين: آمنا برب الغلام، وفي هذه اللحظة جنّ جنون الملك، فحفر الأخاديد، وأضرم فيها النيران، وقذف كلّ من أصرّ على الدين فيها.

هنا رضي الناس بالتضحية في سبيل الله، ومن الكرامات التي حدثت في ذلك اليوم أن أنطق الله الرضيع عندما تقاعست أمّه عن اقتحام النار، فكانت آية ثبّت الله بها قلوب المؤمنين.

حسين السنوسي

حسين السنوسي

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، رئيس قسم الجامعة بموقع شبابيك، متابع لأخبار التعليم ومقيم بمحافظة الجيزة