حرف ومهن الأنبياء.. عيسى كان طبيبا وإلياس نساجا
الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يمتهنون الحرف، حتى يثبتوا لجميع البشر أن الدين يحث على قيام الإنسان بأداء ما تتطلبه شؤون الحياة مِن زراعة وصناعة وتجارة وحِرفة ومهنة.
نتناول في هذا التقرير مهن وحرف أنبياء الله تعالى إلى البشر، محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو البشر آدم، ونوح وعيسى وموسى، وإلياس، وإدريس، وداوود.
النبي محمد عليه السلام
عمل سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلَّم- في مطلع عمره في رعي أغنام أهل مكّة، وذلك مقابل بضعة قراريط كان يأخُذها منهم، ثمّ بعد أن شبَّ واشتدّ عُوده وقوِيت بُنيته عمل في التجارة.
وبرع صلى الله عليه وسلم في التجارة، ولم يدخل صلى الله عليه وسلم تجارة إلا وربحت أضعافا، كما أنه لم يشارك في قافلة إلا ويَكثر خيرها.
استأمنته السيّدة خديجة -رضي الله عنها- وكانت من أثرياء قريش قبل الإسلام على تجارتها فربحت مع الرسول ونمت.
حتى يدوم الحب.. رسائل النبي للمخطوبين
مهنة سيّدنا آدم
هبط آدم -عليه السّلام- من السماء ونزل إلى الأرض، ولم يكن أمامه إلا أن يعمل بيديه حتى يرزق، بعد أن علمه الله العلوم والأسماء كلها.
والمهنة التي اشتهر بها آدم هي زراعة الأرض، فكان فلاحا يحرث الأرض ويزرعها ويتعهدها.
نبي الله نوح
نبي الله نوح عليه السلام كغيره من الأنبياء، رعى الغنم، لكن مهنته الأساسية، كانت النجارة، وصنع أكبر سفينة في ذلك العصر بأمر من الله سبحانه وتعالى حيث قال: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ).
قوم نوح كانوا يمرون بجواره ويسخرون منه لأنه يبني سفينة في مكانٍ ليس به ماء، وبدا نوح في بناء السفينة بعد صدور القرار من الله أنهم مغرقون.
النبي إدريس
النبي إدريس عليه السلام من أقرب الأنبياء لسيدنا آدم عليه السلام، وهو أحد الرسل الذين ذكرهم الله تعالى في جميع كتبه السماوية، التوراة والإنجيل والقرآن والزبور.
كان إدريس عليه السلام خياطاً، وله مواعظ في الأدب، وكان يتحدث باثنين وسبعين لسانا، وهو أول من قام بعلم السياسة المدنية.
مهنة سيدنا موسى
مهنة سيدنا موسى عليه السلام كانت رعي الأغنام، بعد أن هرب من فرعون وقومه، قال تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ).
مهنة سيّدنا داود
عمل داود -عليه السلام- حدادا وقال النبيّ محمد: (ما أَكَلَ أَحَدٌ طعامًا قطُّ، خيراً من أن يأكلَ من عملِ يدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ -عليهِ السّلامُ- كان يأكلُ من عملِ يدِه).
واشتهر داود بصناعة الدروع الحديدية والأسلحة، فكان حداداً صلى الله عليه وسلم، يأكل من عمل يده ويسعى لطلب رزقه.
قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ).
سيدنا إبراهيم
كان خليلُ الله إبراهيم - عليه السلام - (بنَّاءً)، فهو من بنى الكعبة -البيت الحرام- وعاونه في ذلك ولده إسماعيل- عليه السلام- فقال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
سيدنا إلياس
كان إلياسُ - عليه السلام – نسَّاجًا يعمل في نسج الأقمشة.
سيِّدنا عيسى والطب
أما عيسى عليه السلام، فكان يعمل بالطب؛ وقال الله تعالى: (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُم أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ).