رئيس التحرير أحمد متولي
 الحزن على الأمور التافهة.. ليه؟ وتعمل ايه لما يتكرر كتير؟

الحزن على الأمور التافهة.. ليه؟ وتعمل ايه لما يتكرر كتير؟

قد يصيبك الضيق بسبب فقدان أشياء بسيطة قد تبدو للآخرين تافهة، ويستغرب من حولك تصرفاتك: «إن ما حدث لا يستحق كل هذا الحزن».

 

صورة ذات صلة

الطبيبة النفسية ياسمين الناظر، تقول إن الضيق من الأشياء البسيطة ليس بالتفاهة التي نظنها، لأن كل شخص له ظروفه المختلفة قبل كل شيء.

فحين يسقط بعض الطعام على ملابسك، أو تنسى قلمك في مكان ما، أو تفوتك بداية مباراة مهمة في كرة القدم، فتقضي وقتا في الضيق، فهذا لا يعني بالضرورة أنك تافه.

فالملابس التي وقع عليها الطعام قد تكون عزيزة عليك، والقلم الضائع قد يعنى لك ذكرى مهمة، والمباراة ربما تنتظرها منذ وقت طويل، إذن هذا الشيء البسيط قد يكون كبيرًا وعظيمًا عندك.

حسب ما تتعلمه

نتيجة بحث الصور عن تربية خاطئة

أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية سوسن فايد، ترى أن التربية تلعب دورًا كبيرًا في جعلك تحزن لأسباب بسيطة، فالأم والأب والأسرة، يورثون الأبناء هذه العادة.

بعض الأمهات تعلم أبنائها أن يهتموا بالتفاصيل الدقيقة، كأنها من صميم الحياة، فلو كسر الطفل كوبًا أو طبقًا لأصابها الغضب منه وعاقبته بقسوة مبالغ فيها، ومثل هذا بقية الأشياء الأخرى البسيطة.

يتعلم الطفل هذا الأمر حتى يكبر، ويظل على حالته وسط الناس، وقد يعلّم هذا لابنائه أيضًا فيما بعد، فالمشكلة الأهم هنا كما تراها الدكتورة سوسن، هي غياب الثقافة النفسية أصلاً في المجتمع.

الاستعداد النفسي

نتيجة بحث الصور عن ‪бессознательное‬‏

الطبيب الباحث في علم النفس كيرلس بهجت، يفسر الأمر كخلل نفسي يعاني منه كثيرون، خاصة أن بعض الناس قد تحزن لأوقات أقل مع الأزمات الكبيرة وأوقات أطول مع الأزمات البسيطة.

والسبب هنا في الاستعداد النفسي عند الشخص كي يتجاوز الأزمات، فالأزمات الكبيرة تتعامل معها النفس البشرية بسرعة وفعالية لأنها مستعدة لها، مثل شخص كسرت قدمه مثلاً، النفس هنا قد تتقبل بسرعة الأمر من باب القضاء والقدر.

أما في حالة كسر الكوب مثلاً، فالنفس البشرية لا تبذل مجهودًا لتخطي هذا الأمر البسيط، فيبقى الحزن والضيق لوقت أطول، بل إن اقتناع الإنسان بأن الشيء الذي يحزنه تافه، يجعله في حالة الحزن هذه تلقائيًا.

ويشبه «بهجت» الأمر الفكرة بأن الأزمة الكبيرة كمسافة 100 كيلومتر، تقطعها النفس المستعدة لها بسرعة السيارة، أما الأزمة البسيطة فهي كمسافة 10 كيلومتر، ومع ذلك تقطعها النفس غير المستعدة بسرعة الدراجة.

هذا تكون المسافة الأكبر (المشكلة الأكبر) أقل وقتًا بالنفس المستعدة لها (السيارة)، بينما المسافة الأصغر (المشكلة الأصغر) أطول وقتًا بالنفس غير المستعدة (الدراجة).

كي لا تحزن طويلاً

صورة ذات صلة

إن وجدت نفسك تكرر الحزن على الأمور البسيطة، إليك مجموعة من النصائح للتعامل مع هذا الأمر:

لا تهتم لو معك الحق

قد يعيب عليك بعض الناس اهتمامك بشيء بسيط، لكن طالما أن لديك سببًا مهمًا لهذه الحالة، وكنت تقدر بشدة قلمك أو ثوبك أو موعد برنامجك، فلا تهتم بكلمات الآخرين.

لا يحق لأحد هنا أن يقلل من قيمة شعورك، أو يصفك بالتفاهة، فهو ليس في مكانك، ولو تخيل أنك تمزق صورته مع أمه مثلاً، لفهم أن الشيء البسيط كصورة قد يكون مهمًا.

لا داعي للقسوة

حين تحزن لأسباب بسيطة، ارفق بنفسك قليلاً، لا داعي للتأنيب في كل لحظة، فهذا قد يجعلك أشد ضيقًا وشعورًا بالذنب تجاه نفسك، أنت لست تافهًا في كل وقت.

امنح نفسك الوقت

شعور الضيق والحزن الذي أصابك سيذهب، لكن عليك أن تنتظر قليلاً حتى تتغلب نفسك على الألم، فأنت لم تكن مستعدًا بعد لما حدث. مع الوقت ستتعود، وتعتاد نفسك أن حتى الشيء البسيط يستحق الاهتمام اللازم للتغلب على ألمه.

الطبيب عند اللزوم

في حالات حرجة يتفاقم الأمر، ولا يشعر الشخص بالحزن والضيق مع الأمور المهمة الكبيرة التي تستحق، في حين يهتم بأمور أخرى أبسط بكثير أو يتشاجر لأهون سبب مع من حوله.

هنا عليك بزيارة الطبيب.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة