رئيس التحرير أحمد متولي
 النكسة والفتنة الكبرى.. هيَّا نفهم أحداث شهر يونيو من هذه المؤلفات

النكسة والفتنة الكبرى.. هيَّا نفهم أحداث شهر يونيو من هذه المؤلفات

شهد شهر يونيو قديما أحداثًا عاصفة في تاريخ الوطن العربي كله، ما تزال آثارها باقية حتى الآن، كما رحل فيه عدد من أهل العلم والفن والنضال. «شبابيك» يصحبك خلال أهم أحداث الشهر، ويرشح لك مؤلفات ممتعة لتقرأها وكأنك تعيش الحدث بنفسك.

النكسة.. قصف واحتلال

في الثامنة من صباح يوم 5 يونيو 1967، قصف الطيران الإسرائيلي قواعد مصر الجوية من قناة السويس وحتى مطار الأقصر، فيما يُعرف بالنكسة أو «الهزيمة».

فقد الجيش المصري توازنه بدون غطاء جوي يحميه، فقرر المشير عبد الحكيم عامر سحب القوات فجر يوم 6 يونيو، وكان تنفيذ القرار متخبطًا تسبب في مقتل 6811 شهيدًا بخلاف الأسرى.

شمل الهجوم سوريا، والأردن، إلى جانب مصر، وخلال 6 أيام فقط احتلت اسرائيل كلاً من سيناء، وقطاع غزة، وهضبة الجولان، والضفة الغربية.

هزيمة 67 ظلت جرحًا في جبين العرب حتى نصر أكتوبر 1973 الذي أعاد سيناء لمصر، في حين ظلت الجولان والضفة حتى اليوم ملكًا لإسرائيل.

الصحفي محمد حسين هيكل، وثّق النكسة توثيقًا كاملاً بالأدلة في كتابه «الانفجار» وذكر أن الجيش المصري انكسر لكن الإرادة المصرية لم تنكسر.

الفتنة الكبرى

بعد حصاره 40 يومًا داخل بيته، قتل الثوار خليفة المسلمين الثالث عثمان ابن عفان في 17 يونيو عام 656 م، فيما يُعرف بالفتنة الكبرى بين الصحابة والمسلمين.

اتهم الثوار الخليفة بتولية أقاربه في مراكز هامة بالدول وتحريقه للمصاحف وغيرها من التهم، كما أن عبدالله بن سبأ أشعل الفتنة ضد الخليفة، وأثار عليه الجهلاء والعوام.

اشتد الحصار على الخليفة حتى أنهم منعوا عنه الطعام والماء والصلاة في المسجد النبوي، لكنه أمر باقي الصحابة أن يعتزلوا في بيوتهم ولا يبدأوا بقتال أحد حتى لحظة استشهاده.

كتب كثيرون في الفتنة الكبرى وظروفها وتبرئة ساحة الخليفة من التهم المنسوبة إليه، ومنهم المؤرخ الإسلامي المعاصر علي الصلابي في كتابه «عثمان بن عفان شخصيته وعصره».

إعلان الجمهورية المصرية

في 18 يونيو 1953، توجه اللواء محمد نجيب إلى الوصي على العرش في مصر، ليخبره بانتهاء العصر الملكي وإعلان الجمهورية المصرية.

صار محمد نجيب بعدها أول رئيس لمصر في العهد الجديد، وظل في منصبه لمدة سنة واحدة، ليكمل بعده الرئيس جمال عبد الناصر.

كتب محمد نجيب قصة حياته بقلمه، وكشف عن تفاصيل قيادته لثورة 23 يوليو في كتابه «كنت رئيسًا لمصر» الذي يقول في مقدمته:

«إن هذا الكتاب سيعيش أطول مما عشت، وسيقول أكثر مما قلت وسيثير عني جدلاً بعد رحيلي أكثر من الجدل الذي أثرته وأنا على قيد الحياة».

اليوم العالمي لمكافحة المخدرات


قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1987 أن يكون يوم 26 يونيو تاريخًا سنويًا لمكافحة المخدرات بكل أشكالها، تعاطيها، والاتّجار غير المشروع فيها.

وفق تقرير للمركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة»، وصل حجم تجارة المخدرات في مصر إلى 400 مليار جنيه عام 2015 مما يعادل نصف الموازنة العامة.

تعاطي المخدرات في مصر ليس حديث العهد، كما يحكي الكاتب المصري عصام يوسف في روايته «ربع جرام» المستوحاة من قصة واقعية عن مجموعة من المدمنين في الثمانينات.

الرواية حققت نجاحًا كبيرًا في عدد المبيعات، وتعد من أبرز المؤلفات عن أخطار ومشاكل الإدمان، كما أنها ركزت على طريقة التعافي الحديثة في مجموعات العلاج الجماعية.

وفاة شاعر الشباب

غنّت كوكب الشرق أم كلثوم العديد من الأغاني الوطنية الناجحة، ومن أشهر هذه الأغنيات «صوت الوطن» للشاعر أحمد رامي التي يقول فيها:

مصر التي فى خاطرى وفى فمي
أحبها من كل روحى ودمي
يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلى انا
نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم

ولد أحمد رامي في حي السيدة زينب بالقاهرة، وجمع في شعره بين العامية والفصحى كما ترجم أعمالاً شعرية مهمة مثل «رباعيات الخيام»، ويُلقب أحيانًا بشاعر الشباب.

رحل «رامي» في 5 يونيو عام 1981، تاركًا ديوانًا واحدًا، وعددًا كبير من أغاني أم كلثوم، ونال جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله.

اغتيال «الكواكبي»

في يوم 14 يونيو 1902، شرب المفكر الإسلامي عبد الرحمن الكواكبي فنجان القهوة الأخير في القاهرة، فلم يكن يعرف أن قهوته المفضلة مسمومة هذه المرة.

ولد «الكواكبي» في مدينة حلب بسوريا سنة 1855 لأسرة من الأشراف، وحفظ القرآن ودرس الفلسفة والتاريخ واللغة التركية، حتى تخرج من المدرسة الكواكبية التي تعادل الأزهر.

دخل المعترك السياسي والصحفي، وأثار غضب الكثيرين بسبب مقالاته النارية الناقدة لسياسة الدولة العثمانية في سوريا، وبعد تهديده وتلفيق التهم إليه ارتحل إلى مصر بحثًا عن حرية أكبر في عمله النضالي.

كانت سيطرة الحكم العثماني أقل في مصر بسبب الاحتلال البريطاني، لكن الأعداء تربصوا له في مصر وسمموا قهوته، ثم صادروا كل كتبه ومخطوطاته.

من أشهر كتبه «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» الذي يتناول الفساد السياسي كما عاشه «الكواكبي» في عصره، ومن مقولاته فيه:

«خلق الله الإنسان حرّا، قائده العقل، فكفر وأبى إلا أن يكون عبدًا قائده الجهل».

​​​​​​​رحيل «المعجزة البشرية»

كان عميد الأدب العربي طه حسين مثالاً حيًا في التحدي والإصرار، حين بلغ درجات كبيرة في العلم والثقافة رغم غياب نعمة البصر، فيما اعتبره البعض معجزة بشرية.

في الجانب الآخر من العالم، عاشت معجزة أخرى أغرب، لأنها فقدت سمعها أيضًا إلى جانب بصرها ثم أصبحت أديبة مهمة وحصلت على الدكتوراة في القانون.

الأمريكية هيلين كيلر أصيبت بالحمى القرمزية في عمر الثانية مما جعلها صماء وعمياء، فاستعان أهلها بمعلمة ذكية علمتها كل شيء، حتى صارت «كيلر» معجزة تاريخية.

من أقوالها «عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلاً إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا».

كتبت «كيلر» العديد من المؤلفات وأشهرها «قصة حياتي العجيبة» التي تحكي فيه سيرتها الذاتية منذ الطفولة، كيف استطاعت تعلم اللغات وفهمها دون أن ترى أو تسمع حتى رحلت عن عالمنا في 1 يونيو 1968.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة