رئيس التحرير أحمد متولي
 الغلاء دفع طلاب مصر لإنشاء مشاريع خاصة بجانب الدراسة.. حلول من رحم المعاناة

الغلاء دفع طلاب مصر لإنشاء مشاريع خاصة بجانب الدراسة.. حلول من رحم المعاناة

اتجه عدد كبير من طلاب الجامعات المصرية في الفترة الأخيرة إلى إنشاء مشروعات صغيرة يشتغلون بها في أوقات الدراسة.

ويُرجع النموذجين من الطلاب الذين يستند إليهما هذا التقرير سبب هذا التوجه إلى الرغبة في توفير مصدر دخل إضافي لتكفية احتياجاتهم المادية في ظل الارتفاع المتزايد في أسعار جميع احتياجاتهم والتخفيف على الأسرة المُحملة بأعباء أخرى تطالها زيادات أيضا.

الطالب بالفرقة الأولى بكلية الزراعة بجامعة الأزهر، عبدالله عبدالرحمن صاحب مشروع «تطريز الأقلام»، والأختان أسما وإسراء مالك صاحبتا مشروع «ماما في الشارع» لبيع «السندويتشات» المعدة بالمنزل يجيبان على سؤال ما هي الزيادات في الأسعار التي تدفعهم للعمل لتكفية احتياجاتهم.

مصروفات الدراسة

تشتكي الأختان إسراء وأسما من ارتفاع أسعار الكتب الجامعية ومصروفات الدراسة والأدوات المكتبية بشكل سنوي.

ووصلت الزيادة في أسعار الأدوات المكتبية في بداية هذا العام الدراسي فقط إلى 50% بحسب نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية، بركات صفا.

وتقول أسما التي تدرس في كلية التربية الفنية، إن الدراسة في كلية عملية تتطلب أدوات خاصة يرفع الأعباء المالية، مشيرة إلى أن الألوان والخيوط والأقلام التي تستخدمها في الكلية غالية الثمن، وتذكر أن شراء قلم واحد لإنجاز فرض دراسي كلّفها 150 جنيه.

لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لعبدالله طالب كلية الزراعة، الذي أبدى غضبه من الزيادة السنوية في أسعار الأدوات الدراسية الأساسية كدفاتر تدوين المحاضرات، وقال إنه دفع 6 جنيهات زيادة عن كل «كشكول سلك» عن العام الماضي.

الأدوات المعملية التي يحتاجها عبد الله في دراسته للنباتات كيميائيا قال إنها كلفته 200 جنيه تقريبا مع بداية العام الدراسي.

البحث في نسب زيادة أسعار الأدوات المكتبية يبيّن أن نسبة الزيادة شبه منتظمة بمعدل 50% تقريبا كل عام، إلا أن شعبة الأدوات المكتبية قدرت تلك الزيادة بـ 200% في بداية العام الدراسي 2017/2018 بسبب تحرير سعر صرف الجنيه.

المواصلات بالأضعاف

رحلة عبدالله من بيته للجامعة ذهابا وإيابا يقول إنها كانت تكلفه من 30 إلى 35 جنيه يوميا قبل الاستفادة من تخفيضات اشتراك الطلاب بمترو الأنفاق، ووصلت إلى 20 جنيه بعد ذلك.

إسراء وأسما تريان أن مع ارتفاع أسعار المواصلات لن يكفي الطالب أقل من 60 جنيه يوميا ينفقها على المواصلات والطعام معا.

منذ مارس 2017 وحتى الآن ارتفعت أسعار تذاكر ركوب مترو الأنفاق على مرحلتين بنسب زيادة تتراوح من 50% وتصل إلى 350% بعد الزيادة الأخيرة في مايو 2018.

وارتفعت أسعار الوقود في مصر 4 مرات في السنوات الخمس الأخيرة، تبعت كل منها زيادة في تعريفة ركوب المواصلات بمتوسط 20% تقريبا عن التعريفة السابقة.

ويعني هذا أن أسعار تعريفة ركوب المواصلات الآن تعادل ما يقارب 210% تعريفة الركوب قبل تطبيق أول زيادة منذ يوليو 2014 وحتى الآن.

الأكل

يتفق عبدالله وإسراء وأسما على أن البقاء خارج البيت فترة طويلة لظروف الدراسة والعمل يضطر جميع الطلاب لإنفاق مبالغ أكبر على الطعام، الذي أكدوا على ارتفاع أسعاره بنسبة كبيرة.

ويقول عبدالله عبدالرحمن إن وجبة إفطار فقط بالجامعة مكونة من «سندوتشات مأكولات شعبية» تكلفه 30 جنيها تقريبا يوميا.

وشهدت أسعار المواد الغذائية في مصر زيادات كبيرة في السنوات الأخيرة متأثرة بالزيادات في المواد البترولية وتحرير سعر صرف الجنيه وتطبيق ضريبة القيمة المضافة على بعض المنتجات.

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة